تتواصل مسيرات مختلف الهيئات السياسية التي تجوب شوارع مدينة الداخلة وأزقتها وسط تجمعات لمناضلي الأحزاب ومناصريهم، في أجواء هادئة بعيدا عن التشنج والمناوشات والحماس الزائد. ويعزى الهدوء الذي يخيم على مختلف تجمعات الهيئات السياسية بالمدينة وكذا بين لقاءات المناضلين والمناصرين، إلى وعي عموم المترشحين في هذه الاستحقاقات الذين أبانوا عن روح المسؤولية والحرص على إنجاح هذا الموعد الانتخابي، وكذا إلى المجهودات المبذولة من قبل السلطات المحلية، من أجل ضمان السير العادي للحملة الانتخابية. ومنذ بداية الدعاية الانتخابية، يحرص بعض المترشحين على الولوج مباشرة إلى المحلات السكنية من أجل التعريف ببرامجهم الانتخابية، في حين يفضل آخرون التواصل مع عموم المواطنين في فضاءات المقاهي والساحات العمومية. كما يعمل آخرون على تنظيم تجمعات انتخابية، هنا وهنالك وتقديم برامجهم وشرح مضمونها، آملين في إقناع الناخبين واستمالة أصواتهم، في الوقت الذي فضل فيه مرشحون شباب، استعمال وسائل دعائية جديدة ، تتمثل في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع الناخبين بأهمية برامجهم الانتخابية. ويركز المرشحون في حملاتهم الانتخابية على برامج الأحزاب السياسية، المدعمة بأهداف مسطرة تهم المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وخاصة ما يتعلق بالتشغيل والسكن والصحة والتعليم ، والتي تم تكييفها مع خصوصية الجهة و متطلبات ساكنتها، إضافة الى برامج تهم التنمية المحلية. وفي هذا الصدد، يؤكد عبد الفتاح الفاتحي الأكاديمي والخبير في الشؤون الصحراوية، أن قراءة المشهد السياسي ورصد تفاعلاته اليوم بجهات الصحراء، يؤكد أن ثقة الساكنة الصحراوية، تعززت أكثر في العمل السياسي، وأضحى حرصها جليا على الانخراط في العلمية الانتخابية بشكل فاعل ونزيه. وأضاف "هذا ما بتنا نلمسه اليوم، حيث غالبية الساكنة منخرطون فعليا في الأحزاب السياسية الوطنية، وينتمون إلى مختلف الهيئات السياسية التي أصبحت في السنوات الاخيرة تتوفر على فروع لها في مدن وأقاليم الجنوب". وأكد الفاتحي أن حالة من السلاسة والاطمئنان باتت تخيم أكثر على العمل السياسي في مدن وحواضر الصحراء، مضيفا "نحن نتابع حاليا أجواء التحضير لاقتراع 4 شتنبر، وأهم ما أثارنا منذ اول يوم من الحملة الانتخابية هو وازع المسؤولية والحياد والتوافق على أجواء التنافس السياسي الشفاف بين كافة المرشحين بشتى انتماءاتهم الحزبية"، مشددا على أن الالتفاف حول البرنامج الانتخابي بدل الولاء القبلي الذي كان سائدا في السابق، صار مسألة جديرة بالمتابعة في جهات الصحراء. وشدد على أن إقبال الصحراويين على التسجيل المكثف في قوائم الأحزاب السياسية، يؤكد مرة أخرى الفشل الذريع للخصوم في المساس بالوحدة الوطنية وزعزعة ثقة أبناء الأقاليم الجنوبية في السياسات العمومية للدولة. وأضاف أن التسجيل المكثف في اللوائح الانتخابية، يمثل قناعة صريحة لدى الساكنة الصحراوية، بأن الحل هو العيش في وطن كبير وقوي بمؤسساته الوطنية، مشيرا إلى أن التطوير والتغيير الحقيقي يجد طريقه الصحيح من داخل هذه المؤسسات وأيضا في احترام شرعية الانتماء وجعل القانون فوق أي ولاء آخر. *و.م.ع