قال عبد العزيز بلخادم وهو حليف كبير للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان الجزائر لن تجتاحها موجة اضطرابات تنتشر عبر دول عربية لانها تستثمر عائداتها من الطاقة لتحسين حياة الناس. وأقر بلخادم وهو رئيس حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم ووزير دولة بالحكومة وممثل لرئيس الدولة بأن السلطات يمكنها ان تفعل المزيد لكنه قال انه خلافا لمصر وتونس لا يطالب المحتجون الجزائريون بتغيير الحكومة. وأدى غضب شعبي من نقص الحريات والظروف المعيشية الى تغيير القيادة في تونس جارة الجزائرالشرقية بينما عمت الاحتجاجات مصر. ووضعت وكالة التصنيف الائتماني (ستاندارد آند بور) الجزائر بين الدول التي قد تمتد لها الاضطرابات. وقال بلخادم في مقابلة الليلة الماضية ان المحتجين في الجزائر يريدون ظروفا اجتماعية واقتصادية أفضل وليس لهم مطالب سياسية مثلما هو الحال في تونس ومصر واليمن والاردن. وشهدت الجزائر اضطرابات في بداية الشهر الجاري حين اندلعت احتجاجات طوال ايام في عدد من المدن منها العاصمة بسبب ارتفاع كبير في أسعار الغذاء. وقتل اثنان وأصيب مئات خلال اشتباكات مع الشرطة. وقال بلخادم وهو المستشار الشخصي للرئيس الجزائري ان ما حدث ليس جديدا على الجزائر التي تتسامح مع المعارضة أكثر من دول عربية كثيرة وقال ان البلاد تشهد اعتقالات واعمال شغب بشكل يومي. واحتج المتظاهرون على اسعار الغذاء وأيضا على نقص الوظائف والمساكن وعلى فساد مسؤولين محليين. وردت الحكومة بخفض اسعار بعض السلع الغذائية الى النصف وشراء كميات كبيرة من القمح من السوق العالمية فيما بدا كمحاولة لتجنب حدوث نقص في الخبز بما قد يشعل الاضطرابات مجددا. وقال بلخادم ان عائدات النفط والغاز توزع على السكان وان ذلك يحدث جزئيا من خلال خطة لانفاق 286 مليار دولار على البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والاسكان على مدى خمس سنوات. وأضاف انه من الظلم القول بأن الجزائر غنية وشعبها فقير وأشار الى ان الصحة والتعليم بالمجان. وصرح بان السلطات وفرت 550 ألف وظيفة عام 2010 واقر بأنه على الحكومة ان تفعل المزيد لكنه استطرد قائلا ان عددا قليلا من الدول يمكنها ان توفر نصف مليون وظيفة سنويا. وذكر بلخادم ان سقف المطالب الاجتماعية والاقتصادية مرتفع للغاية وان تحقيقها يتطلب وقتا. ومن غير المعتاد ان يتحدث مسؤول كبير في الجزائر باسهاب مع وسائل الاعلام الاجنبية وموافقة بلخادم على اجراء المقابلة يكشف عن قلق الحكومة من العدوى القادمة من تونس ومصر.