لاقت التظاهرة الرياضية الجبلية الدولية، التي أُطلِق عليها اسم "جسر السلام"، والتي انتهت فعالياتها أخيرا في كل من الصين والمغرب، وأطلقها المحاضر المغربي في جامعة تشونغ شان في مدينة كوانزو الصينية، ناصر بوشيبة، إقبالا كبيرا خصوصا لدى محبي رياضة تسلق الجبال. وشارك في هذه التظاهرة فريق من كل بلد، حيث كانت وجهة الفريق المغربي تسلق جبل "توبقال"، البالغ علوه 4167 متر، وهو يعتبر أعلى قمة جبلية في شمال إفريقيا، أما وجهة الفريق الصيني فكانت تسلق جبل "الجنة" الذي يعتبر أعلى قمة جبلية في مدينة كوانجو الصينية. وتمكن بوشيبة، قائد الفريق المغربي، من الوصول إلى قمة جبل "توبقال" بعد انطلاقه من قرية إمليل بجبال الأطلس، ثم قضاء ليلة في الملجأ الألبي، قبل التوجه في فجر اليوم التالي إلى قمة جبل توبقال، وعندها تم رفع العلمين المغربي والصيني. أما الفريق الصيني فقد كان بقيادة خبير تسلق الجبال "هو داو"، الذي واجه فريقه أمطارا غزيرة أثناء تسلق جبل "الجنة"، وفي قمته كذلك تم رفع العلمين المغربي والصيني. وتروم هذه التظاهرة بناء جسر للسلام من أقصى الغرب في المغرب، إلى أقصى الشرق في الصين، مرورا بجميع بؤر الصراع في العالم، وخاصة في بعض المناطق العربية. وباعتبار النجاح الذي عرفته الدورة الأولى، تلقى المنظمون رسائل تشجيع من الكثير من الدول، وينتظر أن تعرف الدورة الثانية مشاركة فرق من أكثر من 50 دولة مختلفة. وفي هذه الدردشة، يسرد منظم مبادرة "جسر السلام"، ناصر بوشيبة، الدوافع وراء تنظيم هذه المبادرة، وإن كانت قد حققت الأهداف المرجوة. لماذا نظمتم هذه المبادرة؟ بِسْم الله الرحمن الرحيم. لقد ولدت في المغرب وأكملت دراستي في الصين، والحمد لله البلدان ينعمان بالسلم والأمان، فارتأيت بناء جسر إفتراضي للسلام من أقصى الغرب في بلدي المغرب الى أقصى الشرق في بلدي الثاني الصين، ليكون فأل خير على الدول اللتي تعاني من ويلات الحروب، خاصة في سوريا والعراق وفلسطين. هل حققت هذه التظاهرة أهدافها؟ بالنسبة لي شخصيا، تدربت لمدة 3 أشهر بالجري وتسلق جبال مدينة كوانجو في أيام العطل، ومع ذلك جبل توبقال شكَّل تحديا كبيرا، حيث مشينا لأكثر من 60 كيلومتر في يوم واحد، وبفضل تشجيع أعضاء الفريق وخبرة أبناء جبل توبقال فقد وصلنا الى القمة بدون مشاكل. وكذلك كان الفريق الصيني، الذي كان مكونا من 30 شخصا، فقد تغلبوا على عائق الأمطار، وأنهوا المهمة على أحسن وجه. مَا هي الأطراف التي ساندت هذه التظاهرة الرياضية؟ ساندت العديد من الجهات هذه المبادرة، أخص بالذكر منها "المركز الدولي لأحلام الشباب للعمل والمقاولة" بالصين، والذي أقوم بالإشراف عليه، كذلك جامعة تشونغ شان في مدينة "كوانزو" الصينية، والصحافة المغربية والصينية. كيف كانت أصداء هذه المبادرة؟ بحكم أنني أدرس طلبة من الكثير من الدول، فقد توصلت برسائل تشجيع من أصدقاء من دول عديدة، وكذلك برسائل وطلبات للمشاركة في التظاهرة القادمة، وهذا يظهر مدى تشبت الناس بالسلم والسلام بين الشعوب. وأشكر استقبال وكرم وتواضع أمازيغ الأطلس، وكذلك حسن تعامل أبناء المنطقة مع السياح، بمن فيهم المغاربة والأجانب، وأضيف أن أثمنة المطاعم التي تقدم الطواجين المغربية، ووجبات الكسكس كانت جد مناسبة. وإن شاء الله شعارنا القادم سيكون مقتبسا من القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".