بشرى بايبانو مهندسة دولة في الاتصالات السلكية واللاسلكية تشتغل بوزارة التجهيز والنقل زوجة وأم لطفلة، رئيسة جمعية "دلتا إيفازيون للسياحة الجبلية" وحاملة لكتاب الله (استطاعت) بقوة الإرادة والتحدي أن ترفع راية المغرب رفرارفة على أعلى ثلاثة قمم عالمية وتسعى إلى إتمام المشوار عبر تسلق أربع قمم الأخرى لتكمل سبع قمم عالمية وتكون بذلك أول مغربية تقوم بهذا الإنجاز. في الحوار التالي مع جريدة "التجديد" تحكي بشرى عن مسار امرأة تولد عندها الطموح صغيرا ليكبر ويبلغ القمم السبع، لكن العائق المادي يبقى أمامها لذلك تبحث عن داعمين لإتمام المشوار وهذه التفاصيل: هل من فرق بين السياحة الجبلية والرياضة الجبلية؟ السياحة الجبلية هي رحلات استكشاف للمناطق الجبلية والقرى وليس من الضروري أن تكون لديك لياقة بدنية للقيام بها، والسياحة في الجبال هدفنا في جمعيتنا وتسمى أيضا السياحة التضامنية لأن سكان القرى يقدمون للسائح كل ما يتمتع به فيه الطبيعة وهو يساعدهم ماديا مقابل ذلك. أما بالنسبة للرياضة الجبلية فإنها تتطلب قدرات جسمية ويحتاج الراغب فيها إلى تدريب وتعلم تقنيات كيفية التعامل مع الثلوج والرياح وهي التي أمارسها. متى بدأ اهتمامك بالرياضة الجبلية؟ منذ أن كنت صغيرة وأشارك في المخيمات الصيفية، ولم تكن حينها الإمكانيات لتوفير وسائل التنقل من منطقة خرزوزة إلى مدينة أزرو وكنا نمشيها على الأقدام، ومنذ تلك اللحظة بدأ يستهويني المشي في الجبال وعزمت وذهبت إلى أعلى قمة في المغرب وهي قمة توبقال التي يبلغ علوها 4165 م وكان ذلك سنة 1995 وبعد ذلك أعجبتني هذه الهواية وتسلقت مجموعة من الجبال في المغرب مثل مكون وصاغرو وغيرها من الجبال. بعد تسلق قمم المغرب تولدت لدي فكرة تمني بلوغ أعلى قمة في إفريقيا وهي "كلمنجاور" ومن تم تمنيت أن أتسلق القمم السبع في العالم حدثينا عن رحلة كلمنجارو هذه الرحلة كانت في مارس 2011 وفي ما يخص الإمكاناتت اعتمدت على إمكاناتي الخاصة لأنني لا يمكنني أن أطلب أي شيء قبل أن أظهر أن لدي قدرات، ورافقني زوجي وذهبنا إلى تنزانيا وكان ضمن الرحلة أيضا الجانب السياحي حيث زرنا مناطق عدة في تنزانيا، وهي رحلة في غاية الروعة. أما عن علو كلمنجارو فهو 5895 م وهو بمقارنة مع باقي القمم يعتبر سهل التسلق لأنه لا توجد به ثلوج فقط أمر العلو هو المهم هل يمكن التأقلم معه أو لا. وما هي القمة التي تلت كلمنجارو؟ بعد قمة كلمنجارو وفي يونيو 2011 كانت وجهتي إلى قمة "مونت بلان" وهي أعلى قمة في أوروبا الغربية ويبلغ علوها 4810 م ويوجد بين فرنسا وإيطاليا ومررت عن طريق فرنسا، ولو أن علوها لم يكن مرتفعا إلا أن بلوغها يحتاج إلى تقنيات في التسلق ولذلك خضعت إلى تدريب خاص بفرنسا رفقة المرشد تعلمت فيه تقنيات استعمال الحبل وتسلق الجبل وكانت هذه أول مرة أخضع فيها للتدريب، وبتوفيق من الله استطعت تسلق القمة. وفي هذه المرة لم يرافقني زوجي لأن الأمر يتطلب إمكانات مادية مرتفعة، لكنه لا يفتأ يشجعني دائما على المضي أماما، ويهتم بطفلتي هو وعائلتي التي ألقى منها أيضا المساندة والتشجيع ولله الحمد. وفي فبراير سنة 2012 قمت بزيارة قمة "لاكونكاغوا" بالأرجنتين التي يبلغ علوها 6962 م لكن سوء الأحوال الجوية حال دون بلوغ القمة وإنما وصلنا فقط علو 6000 م وفي دجنبر 2013 عاودت الكرة وكان النجاح في بلوغ القمة حليفي. ومن القمم التي تسلقتها في يونيو 2012 إيلبروز في روسيا رغم أنها تحتاج إلى التقنية والحمد لله أنني نجحت في تسلقها. من كان يرافقك في سيرك إلى القمم الجبلية التي زرتها؟ أذكر أن أول رحلة كانت رفقة صديقة لي وبعدها كنا نترافق نحن مجموعة من الأصدقاء وكنت أنا من ينظم الرحلة وحينها فكرنا في تأسيس جمعية للسياحة الجبلية وهي جمعية دلتا إفازيون التي تأسست سنة 2009 وكان هدفها تشجيع السياحة الجبلية، وكنا نقوم بأعمال خيرية لصالح سكان القرى الجبلية. وأشير هنا إلى أن هذا المجال يعرف وجود عدة جمعيات تؤدي الدور ذاته. -أعلنت أخيرا عن رغبتك في أن تكوني أول مغربية تقهر أعلى سبع قمم جبلية في العالم، كيف تولدت عندك هذه الرغبة؟ هذا المشروع اكتشفته عندما ذهبت إلى كلمنجارو التي تنتمي إلى القمم السبع في العالم، وهذا بالنسبة لي يعتبر تحديا، بعد أن تسلقت كلمنجارو. - هل وضعت برنامجا لباقي القمم؟ لحد الساعة تسلقت ثلاثة قمم عالمية وهي كلمنجارو الأعلى في إفريقايا وإلبروز الأعلى في أوروبا ولاكونكاغوا أعلى قمة في أمريكا الجنوبية، وإذا تيسر لي أنا مقبلة على تسلق "الدينالي" 6192 م يوجد في أمريكا الشمالية وبعد ذلك أنوي تسلق قمة إفريست أعلى قمة في آسيا وأعلى قمة في العالم وقمة "كارستنز" في أندونيسيا و "فانسن" علوه 4880 أعلى قمة في أنتركتيكا الجنوبية. وبرنامج القمم المتبقية لا يمكنني تحديده ما دمت لا أعرف مدى مساندة الداعمين. التكاليف عالية لذلك أبحث عن داعمين لإكمال المشروع فمثلا رحلة تسلق قمة إيفريست تتطلب مبلغ حوالي 60 مليون سنتيم. كيف تمر رحلة تسلق القمم الجبلية؟ بداية لابد من توفر فريق ومع مرشد من أجل التعاون والمساندة تجاه أخطار الجبل، والرحلة تستغرق مدة أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حسب ظروف الجو، والريح أسوأ شيء يمكن أن يؤثر أثناء الرحلة. في رحلة لاكونكاغوا كان الفريق يتكون من عدة جنسيات من هولندا والمغرب واسكتلندا وبريطانيا وأستراليا وأمريكا والفريق كان قويا ومنهم من تسلق قمة إفريست والكل سبق له أن تسلق كلمنجارو. وهل من مساعدة من الدولة؟ ليست هناك لحد الساعة أية مساعدة مادية رغم أنني طرقت باب وزارة الشباب والرياضة، أما الوزارة التي أعمل بها فإنني قدمت مشروعي للوزير والمبادرة التي تقدمت بها هي عدم احتساب العطلة التي أخرج فيها للرحلة الجبلية وهذا شيء إيجابي بالنسبة لي خصوصا وأن الرحلات تتطلب مني في الغالب الأعم ثلاثة أسابيع. لحد الساعة أنا مدعومة من مساندي الأول شركة متخصصة في تعبئة وتسويق المياه المعدنية. وأخيرا تواصل معي أحد المختبرات في شأن المساعدة سأتواصل معهم لأعرف حيثيات هذه المساعدة لأن الرحلات تتطلب إمكانات مادية عالية. ماذا عن مساندة زوجك؟ زوجي رافقني في الرحلات المغربية وحين تسلقي قمة كلمنجارو بإفريقيا فقط وبعدها يكتفي بأن يقوي عزيمتي ويشجعني دائما، بل ويساعدني عبر الاهتمام ببنتي التي تبلغ من العمر الآن ثماني سنوات في الفترة التي أتغيب فيها عن المنزل وذلك رفقة أختي التي تسكن قريبا مني وهذا فضل من الله كبير أحمد الله عليه. -ما الذي يثيرك خلال هذه الرحلات؟ الذي يثيرني هو عظمة الخالق في الطبيعة عند تسلق القمم العالية، والتعارف بين الجنسيات من خلال إعطاء صورة مشرقة عن المغرب وعن المرأة المغربية المسلمة المنفتحة على غيرها عبر مثل هذه الرحلات التي تجمع جنسيات مختلفة. - هذا يجرنا إلى الحديث عن بشرى الحافظة للقرآن الكريم حدثينا عن هذه التجربة. الله سبحانه وتعالى وفقني لحفظ القرآن الكريم بالإرادة القوية، خصوصا وأننا نعرف أن القرآن يتفلت، لذلك ينبغي تثبيته، وتسلق الجبال يتيح لي فرصة أكثر لقراءة القرآن وتأمل آيات كتاب الله وبعضها لأول مرة. أتذكر في 2012 كنت في رحلة لاكونكاغوا كنت مقبلة على امتحان التزكية من المجلس العلمي والحمد لله كانت فرصة لي للمذاكرة أثناء الرحلة وحظيت بالنجاح ولله الحمد. بالنسبة لحفظ القرآن الكريم بدأته بحفظ الزهراوين سورة البقرة وآل عمران اعتمدت فيه على نفسي وتطلب مني الأمر أربع سنوات لكن باقي الأحزاب خضعت في حفظها لبرنامج مع المحفظة استغرق مني سنتين فقط وهذا بتيسير من الله، وهناك علاقة بين حفظ القرآن وتسلق الجبال بالنسبة لي إذ أن حفظ القرآن يعطيني قوة نفسية وشحنة من العزيمة والثقة بالنفس كما أ، تسلق الجبال يتيح لي فرصة تكرار قراءة القرآن وتأمل آياته العظيمة وكذا تأمل عظمة الخالق في القمم العالية وذلك العالم الفسيح.