جنح رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من جديد إلى استخدام لغة السب والقذف، ومحاولة تشويه خصومه السياسيين، والتحريض ضد مخالفيه سواء كانوا شخصيات حزبية أو منابر إعلامية، لتلي ذلك حملةٌ منظمة من الشتم والتهديد والوعيد من طرف منتسبين إلى حزب العدالة والتنمية وأذرعه الشبابية والطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حملة انتخابية مبكرة، أطلق بنكيران ما توفر له في قاموسه اللغوي البذيء ومعجمه السياسي من أوصاف غير لائقة ضد صحفي معروف نعته بالمرتزق الذي باع القضية، وضد قيادي حزبي وصفه بالصعلوك، ثم ضد جريدة إلكترونية رائدة وسمها بالتفاهة وانعدام الحيادية والموضوعية. وفي غمرة حديثه، ضمن لقاء تواصلي لحزب العدالة والتنمية بتمارة، عمن اعتبرهم خصوما يعرقلون مسيرة حزب العدالة والتنمية في الحكومة، خاصة من أفراد قبيلة الصحافة والإعلام، ذكر رئيس الحكومة صحفيا قال إنه قضى سنة في السجن، وبأنه صار مرتزقا لما باع القضية" وفق تعبيره. وانتهز رئيس الحكومة الفرصة ليعود إلى الطعن في ظهر هسبريس، عندما وصفها بالموقع التافه الذي سقط، دون أن يوضح لحوارييه كيف ومتى سقطت الجريدة، قبل أن يضيف أحكام قيمة جاهزة دون دليل ولا برهان، "هذا الموقع الإخباري انطلق موضوعيا، لكنه سقط في التفاهة". وفي محاولة لتبرير تهمه ونعوته التي أسقطها على هسبريس، أثار بنكيران موضوع رفضه تهنئة حزب الأصالة والمعاصرة لما حل أولا بالانتخابات المهنية الأخيرة، وقال إن الموقع أتى بشخص قال إن الذين صوتوا على حزب "الجرار" غاضبون من بنكيران لعدم تهنئة الحزب الذي اختاروه في الاقتراع. ولم يتوقف رئيس السلطة التنفيذية، ضمن حملته الانتخابية السابقة لأوانها، عند هذا الحد الذي كال فيه الأوصاف القدحية في حق هسبريس، بل زاد بالقول إن هذه الطريقة في العمل لن توصلهم أي هسبريس إلى شيء"، ثم أصدر حكمه بلغة الإعلامي الجهبذ "هذا الموقع فقد الحياد والموضوعية، وسيفقد المصداقية". وسرعان ما نزع بنكيران ثوب الإعلامي النحرير، ليرتدي جبة الواعظ والناصح الأمين، حيث قال في نفس اللقاء الحزبي "نصحتهم ودائما الحديث عن جريدة هسبريس بأنهم سيفقدون المصداقية، ولكنهم لا يحبون الناصحين"، ليرد على نفسه "الذين لا يحبون النصيحة ماعندي ماندير بيهم". اللغة التي بات رئيس الحكومة يتوسدها في خرجاته الأخيرة انتقدها معلقون ومتابعون، حيث قال بعضهم إن "بنكيران بوكو كلام" الذي عرى الفقراء بزياداته في الأسعار، ينبغي أن يحرص على لغة سليمة، عوض استخدام لغة منحطة تشبه ما يجري ويدور في الشوارع". وقال أحد قراء هسبريس إن اللغة التي يوظفها بنكيران ليست لغة رجال دولة، ولا لغة إنسان مسلم يراعي قول الله تعالى "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، بينما تساءل آخر: "لا أفهم لماذا يقوم أنصار بنكيران بسبِّ وشتم خصومهم؟ هل هذه أخلاق الإسلاميين؟..".