وصف الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية جريدة هسبريس بالوقاحة، فقط لأنها مارست حريتها الإعلامية المكفولة بنصوص دستور المملكة، ونشرت مادة وسمتها بعنوان "الPJD يريد التحكم بما تنشره جريدة هسبريس"، معززا بكاريكاتير يبدو أنه لم يرق كثيرا لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ومن معه. ولجأ "بيجيدي.ما" إلى هوايته المفضلة، وهي ضرب الخط "الزناتي"، أو علم الرمل، ليشتم جريدة هسبريس بكل صفاقة، فقط لأنها لم توافق هواه، وعكرت مزاج "كبيرهم الذي علمهم السحر"، خاصة في خضم نتائج حزب "المصباح" في الانتخابات المهنية الأخيرة، والتي دفعت كتيبته الإعلامية لشحذ السكاكين ضد كل مخالف أو مشكك. واعتبر موقع حزب بنكيران التعليقات المختلفة لقراء ورواد صفحة الجريدة على الفيسبوك،، بأنها "انتفاضة" من قراء هسبريس، وهو ما وجده قراء فطنون عنوانا يدل على ضيق أفق الواقفين وراء موقع حزب بنكيران، حيث لم يفهموا أن تعددية الآراء ليست انتفاضة ولا ثورة، بقدر ماهي دليل صحة هذه الجريدة وقبولها لكل الآراء والمواقف. وساهم قراء كُثُر في "تعرية" الضحالة السياسية والإعلامية لموقع "بيجيدي.ما"، الذي زاغ عن مهمته الأساسية في نشر البيانات، وديباجة البلاغات، ومتابعة أخبار بنكيران وإخوانه أينما حلوا وارتحلوا، حيث اعتبروا أن تلك الاتهامات ليست سوى مؤشرا على رفض بنكيران لحق الاختلاف، وإيذانا بنهاية صلاحيته السياسية. قارئ لقب نفسه ب"بائع النعال" أورد أن تحكم حزب العدالة والتنمية لا يكمن فقط في محاولة فرض ما يتعين نشره في هسبريس، بل أيضا عبر تجنيد كتيبة إلكترونية للتأثير على إحصائيات "أحب لا أحب"، بينما قال معلق آخر إنه مع اقتراب موعد اندحار العدالة والتنمية في الانتخابات، يتوقع المزيد من الاتهامات من بنكيران وحاشيته. القارئ علي كان له رأيه أيضا في هذا الصدد، حيث قال إن "هذه التصرفات ليست غريبة على رئيس الحكومة وحزبه، فكل منبر إعلامي ينتقد سياسته هو مشوش، وليس موضوعيا، وتابع لجهة ما"، أما "نصر الدين" فخاطب بنكيران بأن يوفر نصائحه لموقع حزبه الذي نشر تدوينة للإعلامي أحمد منصور يكيل فيها الشتائم للمغاربة. ووصف معلقون وقراء رئيس الحكومة بأنه "كروكوديل داندي"، أو محارب التماسيح الخيالية، الذي لا يؤمن بالاختلاف، فيما أفاد معلقون آخرون بأن الصلاحية السياسية لبنكيران انتهت، في الوقت الذي قال فيه أسامة إن حكومة بنكيران تأثرت بحكومة الرئيس الأمريكي بوش التي اعتمدت سياسة "من ليس معنا فهو عدونا"، من أجل الهيمنة على العالم. وذهب معلق إلى أن "بنكيران أصيب بالدوار نتيجة السقوط المدوي لحزبه في الانتخابات المهنية الأخيرة، حيث أصبح يرمي بيده يمينا ويسارا"، فيما قال آخر إن الرجل أحس بأن البساط بدأ يسحب من تحت قدميه، ولهذا توجه إلى الإعلام الإلكتروني ليتحكم فيه، لكن هيهات لم يعد الإعلام "إعلام العام زين".