بادر الناقد الفني مليم العروسي إلى بث صورة له وهو يُقبِّل زوجته كنزة بنجلون الفنانة التشكيلية وعضو جمعية "تراسبارانسي" قبلة عميقة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، ردا على واقعة قبلة فيلم "سبيدرمان" التي احتج عليها نواب من حزب العدالة والتنمية في الطائرة التي أقلتهم، منذ أيام خلت، من العاصمة المصرية القاهرة إلى الدارالبيضاء. وأثارت "قبلة" العروسي لزوجته لغطا وتعليقات بين مؤيدين ومنتقدين لما قام به الباحث في علم الجماليات، حيث اعتبر الرافضون أن نشر قبلة العروسي لزوجته على الملأ في موقع مفتوح على ملايين المستعملين ليس سوى خدشا للحياء العام، وبأنه ما فعله هو رد ساذج وأرعن على واقعة الطائرة. وقال معلقون فايسبوكيون متهكمين: "بهذه البوسة العظيمة والثورية سنقفز خطوة بل عشرات الخطوات نحو الديمقراطية والتقدم.. سنصبح بفضلها من الدول الرائدة في عالم البوسان، وسنحصد جوائز نوبل للبوسان، فلتحيا هذه البوسة وعاش "الأستاذ". وكتب معلقون آخرون على صورة قبلة العروسي لزوجته بأن كل إناء بما فيه ينضح، وبأن الفرق كبير بين النائب البرلماني الذي طالب بإيقاف فيلم يعرض مشاهد ساخنة مدفوعا بحرصه الشديد على الحفاظ على الأخلاق العامة، وبين من يضع صورة حميمية له ولزوجته على مرأى الناس. هذه الاتهامات رد عليها الناقد ذاته بأن الأمر يتعلق بمبادرة شخصية من زوجته تهدف إلى مقاومة ما سماه المد التقليداني والتفكير الاستبدادي الذي كشف عنه النائب البرلماني عن حزب بنكيران عبد العزيز أفتاتي في تلك الطائرة، باعتبار أن طالب رفقة آخرين من حزبه بإيقاف فيلم فقط لأنه لم يرقه ما شاهده من قبلة بين بطلي فيلم "الرجل العنكبوت". وقال العروسي، على حائطه الفايسبوكي، بأنه "كان من اللازم على نواب العدالة والتنمية أن يعتبروا أنفسهم أفرادا عوض أن يعتبروا أنفسهم أنبياء"، مردفا بأنه "كان بإمكان ربان تلك الطائرة العودة إلى القاهرة وطلب سجن ركاب عرقلوا سفر الناس، فهؤلاء أشخاص لا يعرفون أن تواجدهم بالطائرة يُخضعهم للقانون الدولي". وتساءل العروسي، معلقا على صورة سيدة تهم بمعانقة وتقبيل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، "مارأيكم في هذه البوسة الحلال، ألا علاقة لها ببوسة سبيدرمان؟"، داعيا محبي بنكيران إلى وضع تلك الصورة على بروفيلاتهم للتعبير عن موفقهم ضد برلمانيي حزبهم الذين أرادوا منع بوسة خيالية، لأنها من عالم الفن على الطائرة المصرية دفاعا عن مقولة الفن النظيف"، وفق تعبير الناقد التشكيلي. وكان نواب من حزب العدالة والتنمية قد احتجوا، قبل حوالي أسبوعين، وهم على متن طائرة مصرية تربط بين القاهرةوالبيضاء على ما اعتبروها مشاهد خادشة للحياء في فيلم كان يُعرض حينئذ على الركاب البالغ عدهم أزيد من 100 راكب، وطالبوا بإيقاف الفيلم لتضمنه مشاهد غير لائقة، وهو ما تم بالفعل رغم معارضة العديد من الركاب الآخرين منهم الباحث الاجتماعي المصري المعروف سعد الدين إبراهيم.