في الوقْت الذي يزْحفُ السرطانُ على أجسادِ ثلاثينَ ألف مواطنٍ مغربيّ كلَّ سنة، حسبَ أرقام تقديريّة في غيابِ أرقامٍ دقيقة، دقَّ خبراءُ زراعيّون مغاربةٌ ناقوس الخطر مُحذّرين منْ أنْ تتحوَّلُ أسمدة، مستوْردة ومُصنّعة محلّيا، تُستعملُ في المجال الفلاحي بالمغرب، إلى تزايُد أعداد المصابين بالسرطان خلال السنوات القادمة. النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويّين أكّدتْ أنَّ بعض أنواع الأسْمدة التي تُسوّق في المجال الفلاحي بالمغرب تتضمّنُ موادَّ مُسرْطنة، وهوَ ما أكّده رئيس النقابة الطاهر أنسي في حديث لهسبريس بتأكيده على أنَّ هذه الأسمدة التي تُهدّدُ صحّة المواطنين المغاربة يتمُّ استيرادها من الخارج، وبالخصوص أوروبا، كمَا أنّها تُصنّع في المغرب. وعلى الرّغم منْ أنَّ دُول الاتحاد الأوربي تفرض مراقبةً صارمةً على الموادّ الفلاحية المستعملة داخلَ دول الاتحاد، ومنْها الأسمدة، إلّا أنَّ رئيسَ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين يؤكّد أنَّ الأسمدة التي تدخلُ إلى المغرب لا تخضعُ لمراقبةٍ صارمة، ومنْها الأسمدة المُصنّعة في إسرائيل، "المعروفة بتصنيع مثل هذه الموادّ المسرطنة، والتي تُصدّر إلى أوروبا ومنها تدخلُ إلى المغرب" يُردف أنسي. وفي غيابِ مُعطيات دقيقة حوْلَ هذا الموضوع، ونوْع الأسمدة الرائجة التي تُشكّل تهديدا للسلامة الصحية للمغاربة لتضمّنها موادَّ مُسرطنة، قالَ الطاهر أنسي إنَّ على وزارتيْ الفلاحية والصحّة أنْ تتحرّكا عاجلا لحماية المواطنين المغاربة من المخاطر التي تحملها هذه الأسمدة، والتي قالتِ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار إنها "تهدد حياة المغاربة ونظامهم الغذائي، وتتضمّنُ موادَّ مسرطنة ستقْتُل الأرض والإنسان". وحذّرَ أنسي من التعامال بلا مبالاة مع هذا الموضوع في من طرفِ المسؤولين المغاربة، موضحا أنَّ النقابة التي يرأسُها تتلقّى اتصالات من طرفِ فلاحين من مختلف مناطق المغرب، يتساءلونَ حوْل التعاطي مع هذه الأسمدة. وأكّد أنسي أنَّ نقابته راسلتْ وزارة الفلاحة والصيد البحري وكذا وزارة الصحة، "لكنّنا لمْ نتلقَّ لحدّ الآن أيّ جوابٍ من الوزارتيْن المعنيّتيْن بخصوص هذا الموضوع" على حدّ تعبيره. ودعا المتحدّثُ إلى تشديد المُراقبة على الأسمدة المستوْردة من الخارج، وكذا التي تُصنّع في الداخل، لحماية المغاربة منْ أيّ خطر محتمل للإصابة بالسرطان، وإعمال مقاربة تشاركية لمعالجة هذا الموضوع، مضيفا أنَّ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين تضمّ في عُضويتها خُبراء في المجال الزراعي والغذائي، مستعدّون للتعاون مع المصالح المعنيّة، وحذّر المتحدّثُ من عدم التعاطي بجدّية مع هذا الموضوع قائلا: "إذا استمرَّ تداول هذه الأسمدة المُسرطنة فإنَّ السرطان سيستفْحل وسطَ المغاربة".