اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بجملة مواضيع، في مقدمتها القضية الفلسطينية في ظل استمرار الممارسات التعسفية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والحرب في سوريا وتداعياتها على دول الجوار، وخاصة الأردن، وتدهور الأوضاع في العراق، والأزمة اليمنية، ومواضيع أخرى محلية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (الاستحقاق الأخير) أنه مع صدور القرار الجمهوري أمس الأول بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، "يمكن القول إنه قد بدأ العد التنازلي لإتمام الاستحقاق الثالث والأخير لخريطة المستقبل التي توافق عليها الشعب وارتضاها عقب ثورة 30 يونيو لاستكمال بناء مؤسسات دولته المدنية الحديثة". وقالت إنه في ضوء الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، فإن الأحزاب والقوى السياسية مطالبة الآن بوقفة مع النفس، والاستعداد الجيد لانتخابات مجلس النواب المقبلة، من خلال التدقيق في اختيار مرشحيها، وانتقاء الأشخاص المشهود لهم بالوطنية والكفاءة والقدرة على إدراك متطلبات المرحلة. وأكدت أن المواطن أيضا له الدور الأكبر في هذه العملية وعليه عبء كبير في هذه المرحلة الحرجة من خلال إدراك أن صوته أمانة، فعليه أن يعطيه لمن يستحقه لا من يعده بمصلحة قريبة ومنفعة مؤقتة. أما صحيفة (الجمهورية)، فكتبت في عمود لأحد كتابها إن الكيان الإسرائيلي يعيش حاليا "أفضل مراحل حياته" حيث أوقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محادثات السلام وانهار حلم انشاء دولة فلسطينية حتى على أرض ما قبل يونيو 1967 وتخلت واشنطن عن وعودها بحل الصراع العربي الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام بجانب اسرائيل. وقالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يستطع ان يفعل شيئا مع نتنياهو وفشل في إجباره على الاستمرار في مفاوضات السلام وفشل في إجبار الكيان الصهيوني لوقف بناء المستوطنات وتهويد القدس. واعتبرت أن إسرائيل "استغلت انشغال العرب في تدمير أنفسهم واستفردت بالشعب الفلسطيني المنقسم هو الاخر ما بين حماس والسلطة لتنفيذ مخططاتها بتهويد القدس وتقطيع أوصال الضفة الغربية ببناء المزيد من المستوطنات ولتعيش عصرها الذهبي". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن الكارثة الانسانية التي تهدد حياة مئات آلاف العراقيين اللاجئين داخل العراق. وأبرزت الصحيفة أن مأساة اللاجئين تتجاوز التوقعات، ذلك أن "الكارثة باتت تدق كل مخيمات اللجوء في مختلف أرجاء العراق من دون أن تتحرك الدول التي طالما صمت الآذان بالحديث عن حقوق الإنسان وحق الحياة باتجاه التخفيف عن هؤلاء ". وأكدت الافتتاحية أنه لو بادرت دول العالم، وخصوصا الكبرى منها، التي تصرف مليارات الدولارات على التسلح والحروب، إلى تقديم ولو جزء يسير من هذه المليارات للمنظمات الإنسانية، ومساعدة الدول الفقيرة، لكان وضع العالم أفضل وأكثر أمنا وأزماته أقل، ولما ارتفعت صرخات إغاثة اللاجئين. أما صحيفة (البيان)، فخصصت افتتاحيتها، لرثاء الجنود الإماراتيين الذين سقطوا في اليمن، حيث اعتبرت أنه "ما استشهد أحدهم في ساحات الوغى باليمن إلا وتقدم عشرة لموقفه وصدورهم مفتوحة تأكيدا لحقيقة أن الحق يعلو ولا يتهيب عواقب الدفاع عنه الرجال أبناء الرجال". وشددت الصحيفة على أن في ذلك رسالة واضحة " لمؤججي الفتن الطائفية وللذين يتلمظون اشتهاء لكراسي السلطة من دون وجه حق، حتى على حساب أوطانهم وشعبهم"، مؤكدة أنه ليس "أمام الخونة إلا أن يتراجعوا عن المكائد، والمؤامرات التي تحاك بليل ضد مستقبلنا وأمننا وعقيدتنا السمحاء". وارتباطا بالموضوع ذاته، سلطت صحيفة (الوطن)، الضوء في افتتاحيتها على "البطولات العظيمة" التي سطرتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في دعم الشرعية ومؤازرة القوات اليمنية في معركتها ضد الانقلابيين. وأوضحت أنه قد ترجمت هذه البطولات على ساحة الواقع بتحرير أكثر من ثلاثة أرباع اليمن من "عصابات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، وإنقاذ الشعب اليمني من شرور وأطماع العابثين بأمن الأوطان، ومن المؤامرات الخارجية التي كانت تسعى لتقويض بناء اليمن وسلبه هويته العربية". وأكدت أن العد التنازلي للمعركة الأخيرة لتحرير صنعاء مما تبقى فيها من مليشيات للحوثي قد بدأ، مشددة على أن القوات الشرعية تستعد لتطهيرها من براثن الانقلابيين والمتآمرين. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن المملكة ستواجه تحديات صعبة إذا ما هبط متوسط سعر النفط عن 50 دولارا للبرميل، وبالتحديد عند 45 دولارا، إذ أن الإيرادات عند هذا السعر لن تكون كافية لتغطية بند رواتب الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي، مشيرة إلى أن البلاد تحتاج إلى سعر 140 دولارا للبرميل، لإحداث توازن بين المصروفات والإيرادات في الميزانية العامة، في ظل ما تعانيه من تسارع وتيرة ارتفاع الدين العام ليصل إلى 6 مليارات دولار في عام 2015، حسب توقعات (ستاندرد أند بورز). وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "السنوات العجاف" أنه رغم كل الحديث عن عدم المساس بالمكتسبات التي حصل عليها المواطن، خلال السنوات العشر المقبلة، إلا أن "الواقع يؤكد أننا مقبلون على سنوات عجاف، سيكون فيها الجفاف سمة رئيسية أساسها التقشف في كل شيء له علاقة بالمواطنين". وفي مقال بعنوان "أين أنتم أيها النواب¿"، أكدت صحيفة (الوطن) أن على مجلس النواب مهمات جسيمة، باعتبار أن الوضع الاقتصادي الذي يمر به الوطن "صعب للغاية"، وحتى بعض الميزانيات التي أقرت لن تكفي لرسم مستقبل معيشي معتدل للمواطنين وحتى للمؤسسات الخدماتية التي سوف تتأثر من طبيعة الميزانية الجديدة في السنتين القادمتين. وترى الصحيفة أن أزمة الاقتصاد ومعها الميزانية، أكبر بكثير من مسألة دعم اللحوم كما جاهر بذلك بعض النواب، ذلك أن البحرين اليوم كما هو حال غيرها، تواجه تحديات اقتصادية وإقليمية ودولية حساسة، مبرزة أنه يجب على مجلس النواب أن "يعيد غالبية الأعضاء الذين فقدوا بوصلة العمل إلى سكتهم الطبيعية، وأن يبدؤوا في حل الكثير من القضايا العالقة في أدراجهم". وفي الأردن، كتبت جريدة (الدستور) أن الأردن أمام سيناريوهين إزاء القذائف السورية التي تتساقط على مناطقه القريبة من سوريا، أحدهما "أن يقوم بترحيل مواطنيه الذي يعيشون في مناطق محاذية لسوريا (...)، وإما أن يقيم منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، لحماية مواطنيه أيضا". ورأت الجريدة، في مقال لها، أن السيناريو الأول "مكلف وصعب، لأن عدد السكان كبير(...)"، والسيناريو الثاني "أكثر حساسية، لأنه سوف يستدعي أيضا ترحيل السكان احتياطا"، وأي بدء بهذا السيناريو "سيؤدي إلى اشتداد العمليات العسكرية، وزيادة سقوط القذائف ربما"، مشيرة إلى أن الأردن الرسمي "يتجنب الكلام علنا عن مثل هذا السيناريو، لاعتبارات كثيرة، لكن الأرجح من ناحية تحليلية، أن عين الأردن على أنقرة وما ستفعله بشأن نياتها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا (...)". وتحت عنوان "(مطار تمناع) والعنجهية الإسرائيلية"، تطرقت جريدة (الغد) لتصريحات وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس بشأن المطار الذي بدأت إسرائيل في إنشائه بمنطقة تمناع على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي من مطار الملك الحسين الدولي في العقبة (جنوبالأردن). وأضاف كاتب المقال أن الوزير يحاول بتصريحاته الإيحاء بأن إسرائيل تأخذ في الاعتبار الموقف الأردني الرافض لإنشاء المطار، "ولذلك فهي (إسرائيل) تتواصل مع الأردن، و"بتكتم" حسبما يقول. إلا أنه يؤكد في تصريحاته وبكل عنجهية، أن (البناء يمضي والمطار سيعمل)". وقال إن الرد على مثل هذه التصريحات العنجهية الإسرائيلية يقتضي بالخصوص "مواصلة رفض بناء المطار رسميا وشعبيا، وتقديم شكوى بحق إسرائيل في كل المحافل الدولية، ورفض الضغوط الإسرائيلية لتغيير الموقف الأردني من المطار". أما صحيفة (الرأي) فرأت، في مقال لها، أنه ما من شك في أن المواطن العربي والسوري يراقب عن كثب التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة السورية نظرا لأهميتها في مستقبل سوريا والمنطقة خصوصا بعد الاتفاق النووي بين طهران والغرب، مشيرة إلى أن مؤشرات أخذت تلوح في الأفق رافقتها تحركات دبلوماسية عربية ودولية مكثفة لإيجاد حل للأزمة السورية، وسط حديث عن مبادرات عديدة مطروحة من قبل العديد من الدول.