اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأحد، بالانسجام الحكومي في تونس، وتداعيات تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري، وإجراءات الحكومة الموريتانية لحماية المنتوج الوطني من مادة الأرز. ففي تونس، توقفت الصحف عند التنسيق الحكومي والعلاقة بين حزب (حركة النهضة) والحكومة التي يشارك فيها، في ظل حديث عن وجود مناطق ظل تحكم هذه العلاقة، خاصة في ما يتعلق بمسألة التعيينات في المسؤوليات، وزيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى مقر الحركة. ونفى رئيس كتلة (حركة النهضة) في مجلس نواب الشعب نور الدين البحيري في حوار نشرته صحيفة (الضمير) وجود أزمة بين الطرفين، حيث تعتبر الحركة أن أي إرباك للوضع الأمني وأي استهداف للحكومة "هو استهداف لاستقرار تونس، و(...) ومحاولة لتخريب التجربة الديمقراطية". وأورد المتحدث أن رئيس (النهضة) راشد الغنوشي وعددا مع قياداتها أكدوا في لقاء مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد مؤخرا في مقر الحركة، أن هذه الأخيرة "ليست من دعاة السطو على المسؤوليات في الدولة". وتحت عنوان "الصيد في حمى النهضة"، علقت صحيفة (المغرب) أن زيارة رئيس الحكومة لمقر (حركة النهضة)، أمس الأول الجمعة، دون سواها "يدل على أن الأمر أكثر من مجرد مجاملة للحركة أو أنه يبحث عن طمأنتها من أن سياسته لا تستهدفها، بل أن الصيد يسعى إلى أن يحتمي ببيتها كما احتمى ببيت رئيس الجمهورية من قبل". وقالت إن توجه الحبيب الصيد إلى مقر الحركة لم يكن سوى للبحث "عن حليف يساعد في تخفيف الضغط المسلط عليه" من قبل الحركة التي ينتمي إليها (نداء تونس) التي وضعته وحكومته تحت الرقابة وأرسلت إليه رسائل مفادها أن "النداء غير راض عن أداء الصيد". وكتبت (الشروق) في افتتاحيتها أن زيارة رئيس الحكومة لمقر (حركة النهضة) أثارت الكثير من الجدل والاستياء في أوساط الناشطين السياسيين، لكن أغلب الذين أثاروا تعليقات سلبية على هذه الزيارة تجاهلوا تلك التي قام بها الصيد إلى مقر (نداء تونس) الحاكم. وقالت إنه لابد من الإقرار بأن الرجل كان مضطرا للزيارتين لدفع "حركة الولاة والمعتمدين والكتاب العامين للولايات وملف النيابات الخصوصية"، حيث لكل حزب اقتراحاته وشروطه من بين الأحزاب الأربعة التي تشكل الائتلاف الحاكم، مضيفة أن الصيد مضطر للاستماع للجميع "في حال تشبه من يمشي على الماء ويخشى من الغرق، لذلك فإن الصيد في الحقيقة لم يكن ليختار هذه الخطوة والمبادرة في اتجاه نداء تونس والنهضة لولا هذا الوضع الذي يعانيه". وفي الجزائر، اهتمت الصحف بتداعيات تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الوطني الذي يعتمد في كليته على عائدات الذهب الأسود، حيث حذرت صحيفة (ليبرتي) من مخاطر نزول سعر البرميل، كما يتنبأ الخبراء ، إلى ما دون 30 دولار. ووفق الصحف، فإن "المنتجين الصغار كالجزائر هم ضحايا مباشرون للعبة الجيو-سياسية للمنتجين الكبار بالتحديد، مادامت عائداتهم، المتأتية أساسا من صادرات المحروقات ، ماضية في الانخفاض". ومن تداعيات تراجع أسعار النفط ما أوردته صحيفة (الخبر) من أن الدينار الجزائري أصبح يحتل "المراتب المتأخرة على المستوى العالمي"، من حيث قيمة العملة في سوق الصرف، ما يجعل العملة الوطنية "الأرخص" من بين الدول الجارة، مشيرة إلى أن أنه على الصعيد الجهوي، يعتبر الدينار الجزائري "العملة الأقل قيمة من بين الدول المغاربية، على الرغم من أن الجزائر تعتبر الأغنى من بينها على الصعيد الاقتصادي". الصحيفة ذاتها، تطرقت لقضية التعليم في الجزائر على خلفية قرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إدماج العامية في البرامج التربوية وما أثاره من جدل بين مؤيد ومعارض، منه ما كشف عنه رئيس الاتحاد الوطني لموظفي التربية والتكوين عن التحضير لإنشاء تكتل وطني يضم مختلف الفاعلين في الحقل السياسي والنقابي والجمعوي، للوقوف، "ضد ترسيم العامية في المدرسة الجزائرية". وفي خضم ذلك، أوردت صحيفة (الشروق) أن بن غبريط صعدت من لهجة التحدي لمنتقدي قراراتها وتوصياتها الأخيرة، وأكدت مضيها في إصلاحاتها "بكل شفافية ووضوح"، واصفة سابقيها من الوزراء في القطاع "بفاقدي الجرأة على تنفيذ إصلاحاتهم وهو الأمر الذي لا ينطبق في شخصها". من جهتها، ذكرت صحيفة (المحور اليومي) أن قرار تدريس العامية في أقسام التحضيري والسنة الأولى والثانية لن يمر مرور الكرام على وزيرة التربية بعدما رفعت نقابات التربية من حدة استنكارها لهذا القرار، وتوعدت بالإطاحة بالوزيرة التي اعتبروا قرارها هذا تماديا فاضحا على رمز من رموز الدولة الجزائرية، المتمثل في لغتها العربية. وتناولت صحف نهاية الأسبوع في موريتانيا الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة لحماية المنتوج الوطني من مادة الأرز. وأشارت ، في هذه الصدد ، إلى أن هذه التدابير تروم حماية المنتوج الوطني من مادة الأرز وضمان استمراريته وزيادته والرفع من مستوى جودته. وذكرت أن من بين الإجراءات المتخذة، تحديد سعر خاص لبيع الأرز الخام وإغلاق الحدود أمام الأرز المستورد وفرض رسوم جمركية إضافية عليه بهدف الحد من منافسة المنتوج الوطني. ونقلت عن وزير الزراعة الموريتاني إبراهيم ولد أمبارك ولد محمد المختار قوله خلال زيارة تفقدية للمناطق الزراعية المحاذية لنهر السنغال، أن تدخلات الدولة في المجال الزراعي ستقتصر مستقبلا على استصلاح الأراضي الزراعية وتوفير الظروف المناسبة للفلاحين، معلنا في ذات الوقت عن إنشاء مؤسسة للتأمين الزراعي يشارك في رأسمالها الخواص إضافة إلى الدولة. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في حفل تدشين قناة السويسالجديدة بمصر، وتنديد الحكومة الموريتانية بالتفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية وتلقي الرئيس ولد عبد العزيز دعوة من رئيس وزارء الهند ناراندرا مودي لحضور قمة المنتدى الثالث للشراكة بين الهند وإفريقيا والتي ستنعقد في أواخر شهر أكتوبر المقبل في نيودلهي.