دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، من الناظور كل المؤسسات البنكية المغربية المستقرة بالمنطقة للمساهمة في التنمية المحلية، مشددا على كون المدينة هي من الموردين الأساسيين للعملة الصعبة بالمملكة، وأضاف: "يجب أن نرى تحويلات مغاربة العالم تنعكس على الاقتصاديات بالايجاب". حديث بوصوف جاء خلال ندوة صحفية عقدها على هامش افتتاح ثلاث معارض حول مغاربة العالم، بمناسبة عيد العرش وعيد الشباب، ينظمها الCCME بشراكة مع وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا، بقلب مدينة الناظور ابتداء من اليوم إلى غاية منتصف شتنبر المقبل. واعتبر الأمين العام لمجلس الجالية أن الكفاءات المغربية المنحدرة من المنطقة أضحت ترسم السياسات العمومية لدول تنتمي لصفوف التقدم عبر العالم، موردا أن ذلك يجب أن ينعكس على المنطقة التي اعتبرها "متوفرة على مخزون بشري ومادي مهم". وشدد عبد الله بوصوف على كون الملك محمد السادس صاحب فلسفة في مجال الهجرة، وزاد" "لا يمكن لأحد أن يبرر اليوم تقاعسه في خدمة الجالية لأنه سيدفع الثمن"، معتبرا أن خطابات الملك، منذ توليه العرش، تؤكد أنه ذو نظرة ثاقبة ومتقدمة حول الهجرة، وترسم إطارا مرجعيا لاشتغال جميع المتدخلين في القطاع. وطالب الأمين العام للCCME من "وكالة مارتشيكا" العمل على استقطاب كفاءات من مغاربة العالم للاشتغال في مشروع تهيئة البحيرة الشهيرة، مشددا على أن جميع المؤسسات يجب أن تتحرك في هذا الاتجاه.. واسترسل بوصوف: "عوض منح الملايين لمؤسسات أجنبية حتى تقوم بدراسات، لماذا لا يتم الاعتماد على كفاءاتنا المتواجدة في الخارج، وبذلك نستفيد من خبراتها"، داعيا مغاربة العالم للتعريف بمشروع "مارتشيكا ميد" باعتباره سيساهم في تنمية المنطقة وتطورها بشكل سريع. ذات المسؤول بالمؤسسة الدستورية الاستشارية حول قضايا الهجرة وشؤون المهاجرين لم وجه أيضا رسائل للمسؤولين الإدرايين بالإقليم، من العمالة إلى المصالح الجارجية للوزارات، للاهتمام بالجالية في منافذ البلاد محددة بالمطارات والموانئ، وأضاف: "أتمنى أن تأخدكم الرأفة بأبنائنا العائدين لأحضان وطنهم، وأن تحسنوا تعاملكم معهم، وتوفروا لهم سبل الراحة والمعاملة الحسنة، فهم كالذي يدخل بيته ويعيش بدون برتوكول ولا نظام، حيث أن دخولهم لبلدهم شبيه بدخولهم لبيتهم.. لذلك أعتنوا بهم". كلام بوصوف أيده المدير العام لوكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا، سعيد زارو، الذي أكد أن المؤسسة تهتم بمغاربة المهجر عبر فتح أفاق استثمارهم في بلدهم، وتشجيعهم على الاستقرار فيه، مشددا في كلمته بالمناسبة على أن الوكالة ستخصص بحلول سنة 2016 خلية تهتم بمشاريع مغاربة العالم وتدرس مشاكلهم والمعيقات التي تعتريها.. موردا أن إشكال تمدرس أبنائهم، الذين بدأوا تكويناتهم في الخارج، سيتم تجاوزه عبر إنشاء مؤسسات من مستوى عالمي، مؤكدا على أن تصميم التهيئة ضمن المشروع الضخم قد أخذ بعين الاعتبار هذا المعطى. وشدد زارو على أن الوكالة تعاملت مع التنمية الاقتصادية في المنطقة باستراتيجية دقيقة، تعتمد بالأساس على توفير البنيات التحتية والأساسية لاقناع رؤوس الأموال بالاستثمار، مؤكدا على أن وجود فضاءات للاستقبال، وطرق في المستوى الجيد، ستشجع مغاربة العالم على اتخاذ قرارات إيدابية بإحداث مشاريع تعود بالنفع على الإقليم وساكنته. وأكد المدير العام لوكالة تهيئة ضفاف بحيرة مارتشيكا، ضمن ذات الموعد الرافع عن ستار المعارض التي تهم الMRE، أن الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج مرحب بوفودها بشكل كبير.. واسترسل: "الشرط الوحيد لا يتمثل إلاّ في تقديم قيمة مضافة". جدير بالذكر أن افتتاح المعارض الثلاث قد شهد حضور عامل إقليمالناظور ومسؤولين عسكريين ورؤساء المصالح الخارجية، حيث قاموا بزيارة المعرض الأول الذي يتمحور حول "مغاربة العالم في الخطابات الملكية" ويختص في فن الكاليغرافيا الذي يبرز الأهمية التي يوليها الملك محمد السادس لمغاربة العالم في الخطابات والرسائل الملكية. أما المعرض الثاني فهو يقترن ب"أطلس مغاربة العالم" الملامس لانتشار المهاجرين المغاربة عبر العالم من خلال خرائط، ويسلط الضوء على التوزيع الجغرافي لمغاربة العالم حسب المناطق الكبرى بالعالم، وبحسب المناطق التي ينحدر منها المهاجرون بالمغرب، وكذا عددهم ببلدان الاستقبال وبنيتهم الديموغرافية.. أما المعرض الثالث فيتمحور حول موضوع "بحيرة مارتشيكا، جوهرة تستعيد تألقها"، ويسلط الضوء على الإنجازات المرتبطة بهذا المشروع الضخم الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2007 بالناظور.