بعْدَ إبداء مختبر Gilead الأمريكي المتخصص في صُنع الأدوية رفْضه تسويق دواء خاصّ بعلاج مرض التهاب الكبد الفيروسي، بثمن في متناول المغاربة الذين يُعانون من هذا المرض، وتشبّثه بتسويقه بسعْر خيالي، طالبت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحقّ في الصحة- الحق في الحياة" بتدخل الحكومة المغربيّة واتخاذ إجراءات مستعجلة لتوفير الدواء للمرضى المغاربة، وذلك بالضغط على مختبر الأدوية الأمريكي. الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة طالبت الحكومة بتحمّل مسؤوليتها في هذا الملفّ، والقيام بجميع الإجراءات الدبلوماسية والحقوقية والإنسانية والطبية المطلوبة، بغرض حمْل المختبر الأمريكي على تخفيض سعر العقار الطبيّ الجديد واستيراده أو صناعة الدواء الجنيس منه من أجل إنقاذ المواطنين المغاربة الذي يُعانون من مَرض التهاب الكبد الفيروسي، والذين اعتبرت الشبكة أنهم يعيشون في "حالة الموت البطيء". الكاتبُ العامُّ للشبكة المغربية من أجل الحق في الصحة- الحق في الحياة، علي لطفي، حمَّل وزارة الصحة والحكومةَ مسؤوليَّة عدم تقدّم المفاوضات مع المختبر الأمريكي، في حينِ تمكّنتْ حكوماتُ عدد من الدول النامية، مثل مصر والهند من التوصّل إلى اتفاقٍ لتسويق الدواء الأمريكي بسعر مناسبٍ لمرضاها، وقالَ لطفي في تصريح لهسبريس: "نحنُ نعتبر أنَّ المفاوضات بيْن وزارة الصحة والمختبر الأمريكي فشلتْ، طالمَا أنّ الوزارة أو الحكومة لمْ تُصدر بلاغا يؤكّدُ العكس". وعلى الرغم من أنّ وزير الصحة الحسين الوردي سبقَ أنْ أكّدَ في ندوة صحافيّة، أواخرَ شهر يونيو الماضي، أنَّ "المعركة" التي يخوضها ضدّ المختبر الأمريكي المُحتكِر للعقار الطبّي قد وصلتْ "مرحلة متقدّمة"، مُعلنا عنْ قُرْب تصنيع الدواء في المغرب وبيْعه للمرضى بسعر 3000 درهم، وإدخاله ضمْن لائحة الأودية المُتاح استرجاع كُلفتها، إلّا أنَّ علي لُطفي يرَى أنَّ تطْمينات وزير الصحّة "لا تبعثُ على الاطمئنان". وأوضح لطفي وهوَ يردّ على تصريحات وزير الصحة: "إذا كانَت المفاوضات جاريةً بيْن الوزارة والمختبر الأمريكي، فعلى الوزارة أنْ تُصدر بلاغا بهذا الشأن تُخبر فيه الرأي العامَّ عنْ سيْر المفاوضات، وطالما أنَّها لم تُصْدر أيّ بلاغ فهذا يعني أنَّ المفاوضات فشلتْ"، وذهبَ لُطفي أبعدَ من ذلك بقوله: "تصريحات وزير الصحّة غيرُ مُطَمْئِنة، ونخشى أنْ تكونَ لها خلفيّاتٌ سياسية، خاصّة ونحن في ذروة الاستعداد للانتخابات". وبيْنما لم يتسنّ أخذُ وجهة نظر وزير الصحة، قال لُطفي إنَّ الحكومة المغربيّة مطالبة بألّا تُفاوضَ المختبر الأمريكيَّ فقط، بلْ عليْها أنْ تفاوض الحكومة الأمريكيّة حتّى تستطيعَ الحصول على الدواء بأسعار تفضيلية، خاصّة وأنَّ المغرب تجمعه اتفاقية للتبادل الحرّ مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تتضمّن بنودا تفضيليّة، موضحا: "الحصولُ على هذا الدواء يقتضي قرارا سياسيّا". ودعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحقّ في الصحة الوكالة الوطنية للتأمين الصحي للموافقة على إدراج عقار مرض الكبد الفيروسي ضمن الأدوية المسترجعة مصاريفها وسط لائحة الأمراض المزمنة التي تستفيد من تغطية كاملة بنسبة 100 في المائة. وفي حينِ لا تتوفّرُ أرقام دقيقة حوْلَ عدد المصابين بمرض التهاب الكبد الفيروسي في المغرب، اعتبرت الشبكة المغربية من أجل الحقّ في الصحة أنَّ خطورة المرض تقتضي من الحكومة تدخلا عاجلا، وذهبتْ إلى دعوتها إلى برمجة موضوع الدواء الجديد الخاص بعلاج التهاب الكبد الفيروسي الوبائي ضمن جدول أعمال المجلس الحكومي المقبل، "أوْ رفْع الأمر لجلالة الملك، لأنّ الأمر يتعلّق بحياة وأرواح آلاف المغاربة، ولا يُمكن بأيّ حال من الأحوال المتاجرة بها"، بحسب ما ورد في تقرير الشبكة.