توصل المغرب إلى الحصول على ترخيص بتصنيع نسخة جنيسة (تقليد مطابق) للدواء الأمريكي "سوفوسبوفير"، الذي يوصف ب"المعجزة"، والذي أبان عن نتائج باهرة في علاج المرض الخطير "التهاب الكبد الوبائي" (س)، والذي يبلغ ثمنه 80.000 دولار، أي ما يناهز 80 مليون سنتيم مقابل ثلاث علب. النسخة المغربية الجنيسة من هذا الدواء، المكلف جدا، سيكون ثمنها أقل بمائة مرة من هذا الثمن لتصل إلى ما يقارب 8000 درهم، وعلمت "اليوم24″ أن وزير الصحة الحسين الوردي، عاكف على صياغة بلاغ في الموضوع من أجل إعلام المرضى المغاربة، بأن الدواء قد تم تسجيله في وزارة الصحة من أجل المرور إلى مرحلة إنتاجه وتوزيعه على المستوى الوطني. الدكتور عثمان ملوك، عضو تحالف الحق في الولوج إلى العلاج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ITPC-MENA، والذي كان قد خاض معركة ضد مؤسسة "جلياد" المنتجة من أجل ضمان حق الدول الفقيرة في تصنيع الدواء المكلف، قال في تصريح ل"اليوم24″: "نحن سعداء بهذه النتيجة، فالقرص (الحبة) الواحد من دواء "سوفوسبوفير"، يساوي ألف دولار أي مليون سنتيم، وهو سعر جد مرتفع حتى في الدول الغنية، اليوم، سيستطيع المغرب صنع هذا الدواء، خصوصا وقد سبق لنا أن طلبنا بتوفر هذا الدواء لمرضى المغرب الذين يتجاوز عددهم 650.000 مواطن، أي أزيد من مواطن بين عشرة مواطنين مغاربة مُصاب بالتهاب الكبد الوبائي، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. لذلك خضنا عدة معارك في مواجهة منظمة الصحة العالمية لكي تعلن أن الدواء أساسي، ويجب أن يتوفر للجميع. فبفضل هذه المعارك انتزعنا منها توصية بهذا الدواء في السنة الماضية، ثم ضغطنا على شركة "جلياد" كي تخفض الثمن حتى يكون في متناول المرضى الفقراء عبر العالم. التقينا بأعضاء المنظمة وتفاوضنا معهم، وقد رافقنا في حملة الضغط هذه، الرأي العام الدولي، إذ أخبرنا الجميع أن الدواء غير مكلف في صناعته. تصور أن دواءً يساوي 100 دولار، وهم يريدون بيعه ب80 ألف دولار، لكن يوم وقّعت مختبرات شركة الأدوية العالمية "جلياد" على اتفاقية للترخيص للعديد من الشركات المصنعة للأدوية في الهند لتصنيع دواء "سوفوسبوفير"، المستعمل في علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، كان هذا الترخيص يحظر تصدير الدواء المنخفض التكلفة مقارنة بسعره الأصلي إلى 50 دولة من بينها المغرب. وأضاف ملوك أن شركة "جلياد" منعت المغرب من تصنيعه، لكن الجمعيات والمنظمات المدنية شجعت وزارة الصحة المغربية وشركات إنتاج الأدوية المغربية، على تصنيعه للفائدة التي ستعم من ناحيتين: أولا سيمكن من علاج المرضى، ثانيا سيكون بإمكان المغرب تصديره لأنه سينتجه بثمن أرخص حتى من شركة جلياد." وسيصبح بمقدور مئات آلاف المرضى المغاربة المصابين بالتهاب الكبد الوبائي من نوع (س)، الحصول على دواء به مواصفات مطابقة للدواء الأصلي، والمنتج من قبل مختبرات "جلياد"، والتي حققت السنة الماضية "سنة إطلاق الدواء" أرباحا بمليارات الدولارات. ونبّه عثمان ملوك إلى أن دواء (سوفوسبيفير) لا يعالج المرض الخطير بمفرده، إذ يلزمه علاج يتشكل من دواء آخر ثمنه، أيضا، مرتفع، لكنه في المتناول، مؤكدا أن تحالف الحق في العلاج سيصدر بلاغا في الموضوع حالما يصدر بلاغ وزارة الصحة. وكانت المؤسسة المسؤولة عن الأدوية بالولايات المتحدةالأمريكية، صادقت في يناير من السنة الماضية (2014) على استخدام هذا الدواء، الذي يعتبر أول علاج آمن وفعّال ضد هذا المرض، الذي يعاني منه حوالي 150 مليون شخص، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وقد اعتبر إنتاجه تحولا خطيرا في تاريخ البشرية التي ذهب ملايين من أبنائها بسبب المرض المعروف في المغرب ب"بوسفير"، المرض الذي يصيب الكبد، وقد يؤدي إلى تلفه أو توقفه عن العمل والإصابة بالسرطان، حيث يقضي المرض سنويا على نحو 300 ألف شخص.