ما إنْ ناشدتْ أسرةٌ مغربيَّة من منطقة بيرْ الجديد، عبر هسبريس، الإفراج عن ابنتها المعتقلة في مدينة الدمام بالسعوديَّة، على إثر ضبطها في سيارة فتى سعودِي يوصلها إلى العمل، حتى وردتْ قصَّةُ معتقلتين جديدتين تأملان أن تنتهِي فصُول معاناتهما عما قريب. المغربيَّتان المنحدرتان من مراكش وخريبكة، واللتان عملتا خادمتَين في بيت سيدة سعوديَّة، وجدتا نفسيهما داخل سجن الفيصليَّة بالدمام حين قررتا أنْ تفرَّا من البيت دُون إذن الكفيلة، وفق ما رويتَاهُ هاتفيًّا من السجن. وإثر الفرار ممَّا قالتا إنها فظاظة في المعاملة، وكذا انتهاك لكرامتهما، سيجرِي الحكم على الخادمتين المغربيَّتين بثمانية أشهر نافذَة من السجن، تشارفُ على الانتهاء، بيدَ أن سناء وعزيزة لنْ تستطيعا معانقة الحريَّة مجددًا إذَا لم تتنازل الكفيلة عن الدعوى المرفوعة. ووفق الخادمتين، اللتين لا تزالان في مقتل العمر، فإنَّ الكفيلة تصرُّ على الانتقام، وردَّت على محاولة استرضاء من الأقارب في المغرب بالقول إنَّها ستجعلُ الهاربتين "عبرةً لكلِّ المغربيَّات اللائي يغدرن من يسدِي لهنَّ العون" وأنها ستبذل قصارى الجهد لتطيل مدة اعتقالهما. من جانبها، حاولت هسبريس الاتصال غير ما مرَّة بالكفيلة السعوديَّة لأخذ وجهة نظرها، إلَّا أنَّ هاتفها ظلَّ يرنُّ طوال الوقت دُون مجيب، "من المكالمات القصيرة التي يجرينها من السجن، أخبرنا أنَّ ظروف إيوائهنَّ موغلة في الإهانة، وأنَّ ما يلاقينه من سوء المعاملة يرجعُ بالأساس إلى كونهن مغربيَّات الجنسيَّة" تقول قريبة إحدى المغربيتين. ووفق المصدر ذاته فإنَّ المعتقلتين في السعوديَّة لا تطالبان بالتموقع فوق القانون المؤطرة للإقامة في البلاد، لكنهما تريدان فقط نيل محاكمة عادلة وشروط إيواء كريمة، دون أن تتعرضا للسب، أوْ مكابدة مشقة الحصُول على ثياب ولوازم ضروريَّة في السجن. المتحدثة تضيفُ أنَّ قلة ذات اليد هي التي دفعت مغربيَّات كثيرات إلى السفر للعمل في السعوديَّة والرضوخ لشروط الكفيل، لكن حلم تحسين الوضع الاجتماعِي كثيرًا ما يتحول كل ذلك إلى كابُوس، مع إيجاد الأهل في المغرب أنفسهم مضطرِّين إلى استقاء أخبار شحيحة حول مآل فلذات أكبادهم المهاجرة للسعوديَّة. المعتقلتان تأملان أن تتدخل المصالح الديبلوماسيَّة المغربيَّة في الرياض على خطِّ معاناتهن، سيما أنَّ المعتقلة "ك.و" لا تزالُ دُون أيِّ جلسة لمحاكمته رغم مضيِّ أزيد من ثلاثة أشهر على اعتقالها، شأن كثيرات قد لا يكون الحظُّ أسعفهنَّ في نقل أوجه المعاناة من داخل الزنزانة.