تحوّلت لمياء معتمد، الشابة المغربية التي تدخّل الملك محمد السادس لإخراجها من أحد سجون السعودية بعد أن بثت صرخة مدوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكشف من خلالها عن معاناتها بعدما رفعت دعوى ضد زوجها، إلى شبه "نموذج" تحاول عدد من الخادمات المغربيات بالسعودية التأسي به. وأفضت حالات متوالية ومتفاقمة لمغربيات يطالبن بالعودة إلى أرض الوطن، منهم من وجهن الطلب إلى الجالس على عرش المملكة، حتى ينتشلهن من براثين "الاحتجاز والمهانة" داخل السعودية، إلى اتحاد كلمة المهاجرين المغاربة بالسعودية في طلب حظر تصدير الخادمات إلى هذا البلد تحديدا. وكانت وزارة الخارجية المغربية قد أعلنت، قبل أشهر خلت، عن وقف التصديق على وثائق المواطنات الراغبات في العمل خادمات بالسعودية، بهدف "تفادي المشاكل والوضعيات الصعبة التي تعاني منها بعض المواطنات المغربيات اللواتي يتم استقدامهن للعمل كخادمات منزليات بهذا البلد الخليجي". واتصل ممثلون عن الجالية المغربية بالديار السعودية بهسبريس، على خلفية تنامي مطالب مغربيات بالعودة إلى بلادهن، بسبب ما يلاقينه من معاناة نفسية واجتماعية ومادية، وقالوا إن "هؤلاء الخادمات مثال صارخ للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة المغربية الساعية إلى الرزق داخل حدود دول الخليج الشقيقة". واعتبر مهاجرون مغاربة بأن "الانتهاكات التي تتعرض لها خادمات مغربيات بهذا البلد تبدأ من السماسرة، وتنتهي بالكفيل المشغل"، وأشاروا إلى "الانتهاك الواقع على المرأة من بعض الأسر المغربية المتفككة والبائسة اجتماعيا، والتي تزج ببناتها للبحث عن لقمة العيش بعيدا عمن يساندهن ويحميهن". وذكر منتمون إلى صفوف الجالية المغربية بالسعودية أن "المطالب التي سبق لهم أن رفعوها إلى أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والتي واكبتها جريدة هسبريس بالمتابعة، كانت تتضمن قنابل موقوتة، تنفجر من وقت إلى آخر، وما طفا منها للإعلام وتلقفه الناس نُظر في حاله وعُولج، وما بقي مستورا تُرك للمجهول". وأورد المصدر بأن الجالية المغربية استبشرت حينها خيرا بلقاء الوزير، خاصة بعد أن عقد لقاء وصفه بالحاسم والإيجابي مع وزير العمل السعودي وعدد من المسؤولين السعوديين، وطمأن الحضور بالعمل فور رجوعه إلى أرض الوطن على تكوين لجنة رباعية لدراسة موضوع الخادمات بالخليج. وأبدى نفس المغاربة من السعودية إحباطهم من نتائج ذلك اللقاء؛ لأنه، حسبهم، عاد بيرو أدراجه، وعاد الصمت ليطبق على معاناة المهاجرين المغاربة، حتى "استيقظنا على دوي فاجعة كبرى جرت أحداثها بالرياض عندما أقدمت خادمة مغربية على قتل مشغلتها وابنتها، دون مبرر يسوغ هذه الجريمة الشنعاء". وتساءل أحد المنتمين إلى الجالية المغربية بالسعودية بالقول": "لماذا لا نوقف هذا النزيف ونمنع تصدير بناتنا للعمل كخادمات، في الوقت الذي رفضت فيه عدد من الدول الترخيص لمواطناتها بالعمل في السعودية، وهي دول تعدادها السكاني يفوق المغرب بكثير، كما أن معدلات الفقر والحاجة فيها أكبر"، وفق تعبيره.