احتضن الفضاء الفني الجميل ل"باب المَاكينَة" فعاليات الليلة الثانية من برمجة السهرات المقامة في إطار الدورة 11 من مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغيّة، وهي التي تجري بتواز مع سير المنتدى الدولي لتحالف الأديان والثقافات من أجل السلام، بتنظيم من مؤسسة روح فاس وجمعية فاس سايس ومركز جنوب شمال، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغيّة. وافتتح اليوم الثاني من "نغم المهرجان" على أيدي فناني وفنانات "السمفونية الأمازيغيّة أدرَار" التي اعتلت ركح الموعد الاحتفالي بما استقدمته من عبق الأطلس المتوسّط، رغما عن انتماء عناصر الجوقة الموسيقيَّة لعدد كبير من المدن المغربيَّة الموزعة على مختلف جهات البلاد. روح الفنان الراحل محمد رويشة طافت وسط الحضور الذي استهلّ الأمسيّة الغنائيّة بوقفة احترام لهذا الهرم الفنّي الذي أعطَى الكثير للموسيقى الأمازيغيّة، ونجح في كسب صدَى عالميّ لاشتغاله انطلاقا من خنيفرَة.. كما أقدمت المجموعة السمفونية الأمازيغيّة "أدرار" على خصّه باحتفاء رمزي عبر بداية العرض بقطعَة "إنَاس إنَاس". الساهرون على تنظيم دورة العام الجاري من الFIFCA حرصوا على تكريم عناصر المجموعة السمفونيَّة وسط مشاركتها ضمن المهرجان بعدما غنّت للحب والأرض والأمل والجمال، حيث عمل موحَى الناجي ولحسن رفيع، نيابة عن كل المنظمين والشركاء، بتسليم درع تكريمي للمّة الفنيّة التي تعمل جاهدة على التجديد ضمن موسيقَى إيمازيغن بتجويد ينأى بها عن الفلكلرة النمطيَّة. ثاني سهرات "باب الماكينَة" المدرجة ضمن سير المهرجان الدولي للثقافة الامازيغيّة بفاس عرف تواجد موسيقى سوس التي لاقت عشاقهَا وسط العاصمة العلميَّة للمملكة عبر مجموعة الرَّايْسَة رقيّة الدّْمْسِيرِيَّة والرَّايْس الْحَاج أعراب الذين أدّوا عددا من القطع الغنائيّة التي تنتمِي إلى الريبيرتوار الغنائي لذات الأيقونتَين الفنيتين الأمازغيّتين. وأقدمت كل من الاكاديميّة فاطمة الصديقي، الكاتبة والخبيرة في اللسانيات ودراسة النوع، والباحثة الإنسانيّة بجامعة هارفرد الأمريكيّة، على تسلمي درع تكريمي للرايسَة رقيَّة الدمسِيريَّة في منتصف الحفل الذي صدحت ضمنه بأشهر أغانيها.. بينما كرّم الرايس الحاج أعراب عن عطائه الموسيقي الغزير بدرع تم تقديمه من لدن الحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغيّة. "بْغِيتُو العربيَّة ولاَّ تْمَازِيغْت؟".. بهذه الجملة حرص الفنان مصطفى أومغيل، الوافد على احتفالية مهرجان فاس للثقافة الامازيغيّة من الحاجب، على تخيير محبّيه بين أصناف الأغاني التي دأب على تقديمها، على امتداد إنتاجاته الموسيقيّة، بمزج ما بين الغناء بلسان المغاربة الدّارج ومنطوق تشلحيت النابع من جبال الأطلس المتوسّط. "الزين الزين" و"أول يقِّيمْ شَا" و"وَاش لِّي درِيوِيشْ مَا يْعِيشْ" و"مَا قدِيتْ لِيكْ" هي أغان أدّاها أومغيل من على منصّة "باب المَاكينَة" من ضمن أخريات منتميات لكَاشْكُول أمازيغيّ وباقة قطع شعبيَّة، معظمها منتمي لفنّ العيطَة، ونالت تجاوبا كبيرا من لدن الحاضرين الذين طالبُوا، عند نهاية توقيت الحفل الموسيقى، بفقرة إضافيَّة تمّ توفيرها بزيادة قطعتين اثنَتَين. جدير بالذكر أن الدورة 11 من مهرجان فاس للثقافة الأمازيغيّة، التي تتم جلسات النقاش لحساب منتداها الدولي لتحالف الثقافات والأديان لأجل السلم بفضاء قصر المؤتمرات، قد سبق وأن استهلّت أولى سهراتها بحضور المطربة لطيفة رأفت، أيقونة الأغنية المغربية العصريَّة.. فيما يرتقب أن تختتم، اليوم الأحد، البرمجة الموسيقيّة بعروض غنائيّة تحتل بتواجد بارز للفنانة نادية لعروسي.