احتضن فضاء العروض ب"بَاب المَاكِينَة" لقاء فنيا ريفيا صحراويا، ليل أمس، ضمن فعاليات ثاني سهرات مهرجان فاس للثقافة الأمازيغيّة الذي ينتظر أن يسدل عنه الستار في وقت متأخر اليوم.. وجاء ذلك مواكبة لشعار الموعد الثقافي المتسائل، في دورته العاشرة، عن تداخل الثقافتين الأمازيغيّة والحسّانيَة وعلاقتهما بثقافات جنوب الصحراء الإفريقيّة الكبرى. وافتتح الاحتفاليَّة، التش شرعت "باب المَاكينَة" مصراعيها لاحتضانها، الفنان الريفي الشاب رابح مَارِيوَارِي بتقديمه لكشكول غنائيّ يجمع ما بين مَاضي وحاضر الموسِيقَى النّاطقة بالريفيّة.. كما رحل بالجمهور صوب إيقاعات الراي و"الركَّادَة" و"العيطة الجبليّة" و"لاَلَّة بُويَا". وغنّى مَارِيوَارِي، وعلى ذات المنصّة التي اعتُليت، قبل 24 ساعة من وصوله إليها، من لدن مجموعة كزَارنِيج الباسكيَّة الإسبانيّة ونظيرتها تيتللي الأمازيغية المغربيّة والفنّان الكنَاوِي حميد القصر، للحب والأرض والأمّ والمستقبَل بقطع موسيقيّة ريفيّة أبرزها "سلمَايِي أبَابَا" و"رشِيدَة" و"آ يمَّا ينُو" وذَايمْ الشِّيكِي" و"كَعكَع آ زُبيدَة". وكما ارتكز نفس المغني الريفي على الريبيرتوار الغنائي الذي شكّلته مجموعة من الأسماء الفنيّة التي اشتهرت بها منطقة الريف، لجأ رابح مَارِيوَاري إلى تراث "المنكُوشِي" و"الركَّادَة" لتنشيط جمهور "بَاب المَاكِينَة" وجعله يستأنس بعبارات من قبيل "خمَايسيَّة" و"التكْلاَل" و"عرِيشَة" و"خَاويَة جدِيدَة" مع ضبط إيقاعَاتها. موسِيقَى الثقافة الحسَّانيَة حضرت إلى فَاس، ضمن برمجة مهرجان الثقافة الأمازيغيَّة المقام من لدن جمعيتَي فاس سايس وروح فاس ومركز شمال جنوب للدراسات لحوار الثقافات، من خلال الفنّانَة رشِيدَة طلَال التي كرّمها الواقفون رواء انعقاد التظاهرة بمنحها "درع المهرجان".. تماما كما تمّ رَابح مَارِيوَارِي عند نهايته لوصلاته الغنائيّة الريفيّة. وقدّمت طلَال، خلال ذات السهرة التي قالت فيهَا إنّها "تحتفي ضمنها بجمهور فَاس وكلّ المغاربَة أينمَا كَانُوا"، أغان متطرقة لمواضيع مقترنَة بالإنسانية وفضاء الصحراء، أبرزها يلتصق بالحبّ والتعايش والانتمَاء.. كَمَا لبَّت الفنّانة التي أكملت 19 سنة من الاحتراف الفنّي، طلبَات الجمهور الذي ودّ الاستماع لقطع عربيَّة بصوت رشيدة طلال. جدير بالذكر أنّ السهرة الثالثة والأخيرة للدورة ال10 من مهرجان فاس للثقافة الأمازيغيّة ستستضيف، ليل اليوم، كلا من مجموعة إمديَازن بَاند والفنان عبد العزيز أحوزار، فيما يتركَّز النقاش الأكاديمي، المقام بقصر المؤتمرات لمجمّع الصناعة التقليديَّة بالعاصمة العلميّة في آخر يوم من التظاهرة، على التراث واللغة والهوية بكل من الثقافات الأمازيغية والحسانية وعموم إفريقيا.