اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بموضوع الإرهاب وسبل مواجهته وتنفيذ حكم الإعدام بالإمارات العربية المتحدة في حق متورطة بقتل مواطنة أمريكية وبمحاولة تفجير منزل طبيب أمريكي من أصول عربية، وأيضا بالأزمة المالية اليونانية والملف النووي الإيراني. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان (المواقف الايطالية)، عن الإرهاب في سياق الانفجار الذي وقع قرب القنصلية الإيطالية في القاهرة يوم السبت الماضي، مشيدة بالموقف المتضامن مع مصر الذي اتخذته روما. وقالت إن إيطاليا وبعد حادث الانفجار "لم تتخذ قرارات انفعالية وتحظر على مواطنيها السفر إلى مصر مثلما فعلت بعض الحكومات"، بل إن رئيس وزرائها أعلن تضامنه مع مصر، وأكد أن بلاده لن تخاف أو تخضع للإرهاب، كما قام وزير خارجيته، باولو جينتليونى، أمس بزيارة للقاهرة ليعرب عن تضامنه الكامل مع مصر في حربها على الإرهاب، وليزور مقر القنصلية موجها "رسالة الى الإرهابيين، وهي أن بلاده لا تخشى أفعالهم المشينة وأن الوقوف بجانب مصر من مسلمات العلاقات المتميزة بين البلدين". وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان (موقف إيطالي حاسم)، أن الموقف الإيطالي المتضامن مع مصر يعبر عن عمق العلاقات القائمة بين البلدين والإرادة المشتركة لدعم التعاون الثنائي، خاصة في مواجهة أخطار تمدد الإرهاب وتهديده لدول البحر المتوسط. وأعربت عن أملها في أن تتخذ بقية دول الاتحاد الأوروبي موقفا صريحا وحاسما مماثلا للموقف الإيطالي بدلا عن مواقفها المتأرجحة تجاه خطر الإرهاب في مصر. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأخبار)، في عمود لأحد كتابها، أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي لمصر أمس تعد "الرد المباشر والقوي علي الجريمة الإرهابية التي استهدفت القنصلية الإيطالية بالقاهرة". واعتبرت أن حضور الوزير الإيطالي للقاهرة وإعلانه تضامن بلاده مع مصر في حادث الاعتداء على القنصلية الإيطالية "في جوهره وحقيقته صفعة قوية ومباشرة للإرهاب، وإعلان عن فشله في تحقيق أهدافه التي كان يسعي إليها من الاعتداء الجبان علي مبنى القنصلية". وفي قطر، اهتمت صحيفة (الراية) بالزيارة التي بدأها أمس أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا، مؤكدة أن هذه الزيارة تكتسب أهميتها من أهمية العلاقات التي "تجمع البلدين وتتميز بالقوة والمتانة وتحولت إلى علاقات شراكة استراتيجية حقيقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية" . واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن العلاقات القطرية - التركية "تمثل نموذجا يحتذى في التعاون ليس بين دول المنطقة فحسب، وإنما في العالم لأنها تقوم على ركيزة أساسية واضحة للتعاون المشترك والحرص على فتح برامج تعاون جديدة في مختلف المجالات". وبخصوص تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها اليونان، كتبت صحيفة (الوطن)، في تعليق لها، "يخطئ من يظن أن الأزمة المالية اليونانية ستبقى محصورة في النطاق الأوروبي، ذلك أن ارتباط اقتصادات العالم بعضها ببعض سيؤدي لا محالة إلى تأثر اقتصاديات بعيدة عن أوروبا بتداعيات الأزمة اليونانية، ولاسيما اقتصادات دول جنوب شرق آسيا، وخصوصا الدول الأضعف ضمن رابطة آسيان مثل اندونيسيا وماليزيا". وبعد أن ذكرت بأن دول هذه الرابطة ككل تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدة والصين، تساءلت الصحيفة قائلة "ماذا سيحدث في آسيا لو فشلت المفاوضات بين اليونان وشريكاتها في الاتحاد الأوروبي وخرجت الأولى من منطقة الأورو¿"، لتجيب أن لهذا الحدث تأثيرات وتداعيات مهمة على المبادلات التجارية والتي بدورها ستؤدي إلى اضطرابات في أسواق المال الآسيوية. وفي الإمارات، خصصت الصحف المحلية الحيز الأكبر من افتتاحياتها ومقالاتها للتعليق على تنفيذ السلطات الإماراتية أمس الاثنين حكم الإعدام في حق متورطة بقتل مواطنة أمريكية وبمحاولة تفجير منزل طبيب أمريكي من أصول عربية في دجنبر الماضي، في إطار القضية التي اشتهرت إعلاميا بجريمة (شبح الريم). وكتبت صحيفة (الاتحاد)، في عمود لرئيس تحريرها، "الآن عرف الإرهابيون، الدواعش منهم، وغيرهم، وبأفعال الرجال وليس الأقوال فقط، أن ليس هناك مكان للإرهاب والإرهابيين على أرض دولة الإمارات". وأضافت أنه بقدر ما جاء خبر تنفيذ الحكم "كالصاعقة على من جندها من الجماعات الإرهابية، ومن كانت هي على ارتباط بهم، بقدر ما كان الخبر محل ارتياح وقبول من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الذين شعروا بأن القضاء لا يتهاون مع من يعبث، أو يحاول العبث بأمن البلاد والعباد". ومن جهتها، شددت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، على أن تنفيذ حكم الإعدام "رسالة إلى العالم أجمع بأن الإمارات لن تتساهل مع الإرهاب، وهي حازمة وحاسمة في قطع دابره". أما صحيفة (الامارات اليوم)، فكتبت، في عمود لرئيس تحريرها، أنه "لا مجال للتهاون والتسامح في استتباب الأمن، وحماية المجتمع، هذه هي الرسالة التي يجب أن يستوعبها كل من يعيش على أرض الإمارات". وأكدت أن تنفيذ حكم الإعدام "هو منتهى العدالة، وقبل أن تأخذ العواطف مجراها لدى البعض، علينا أن نتذكر جيدا أنها معتدية وقاتلة، وليست ضحية، هي مجرمة وفقا لكل الشرائع والأديان والقوانين". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، عن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى "رفيق دربه" عبد الله غول، بعد تصريح هذا الأخير بضرورة مراجعة السياسة الخارجية لتركيا تجاه الشرق الأوسط والعالم العربي من منظور أكثر واقعية. وأشارت الافتتاحية إلى أن نعت أردوغان لصديقه القديم ب"الخيانة والجبن" يؤكد ما يتردد عن انقلاب أردوغان "على كل رفاقه (...) وإدخال بلاده في مزيد من الأزمات الداخلية والإقليمية". وفي الأردن، كتبت جريدة (العرب اليوم)، تحت عنوان "رحيل حكومة النسور.. أمنيات أم ضرورة"، أن تكرار التخمينات بشأن رحيل حكومة رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، "تدفع للتساؤل: هل هي عبارة عن أمنيات داخل الصالونات السياسية والشعبية، أم هي حاجة ملحة فرضتها الظروف الاقتصادية والسياسية (...)". ونسبت الجريدة لمراقبين تأكيدهم على "أهمية اختيار حكومة جديدة تعي أهمية ضبط الأوضاع الاقتصادية والسياسية في ظل الظروف المحيطة، والتخلي عن الحلول الأمنية في مواجهة الظروف الداخلية، التي من الممكن أن تمر بها المملكة، واعتماد الأساليب الحوارية". أما صحيفة (الغد)، فرأت، في مقال بعنوان "الخروج من دائرة التردد"، أن انخفاض صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي "لا يمثل مفاجأة، بل هو نتيجة متوقعة رغم الميزة الفريدة التي يتمتع بها الأردن مقارنة بمختلف دول الإقليم المضطربة". واعتبرت أنه طالما أن هذه هي الحال، "فإن الحاجة تتنامى - بداهة - إلى البحث عن حلول محلية، يبدو أهمها في تسريع وتيرة الإنفاق الحكومي المجدي، وتحديدا الرأسمالي منه، لإنشاء مشاريع بنى تحتية تخدم الاستثمار أولا وأخيرا". وفي مقال بعنوان "ما بعد فيينا"، لم تستبعد صحيفة (الدستور) أن تشهد علاقات طهران مع بعض الدول العربية، بعد التوقيع على اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، "تطورا ملحوظا، بعد أن تسقط محاذير وتحفظات المجتمع الدولي، وبعد أن يرفع سيف (الفيتو) المشهر في وجه أي دولة تريد إقامة علاقات طبيعية مع إيران"، مشيرة إلى أن علاقات إيران مع كل من الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر وغيرها "قد تدخل مرحلة جديدة". وصلة بالموضوع، اعتبرت جريدة (الرأي) أنه "يجدر بالعرب جميعا"، في مرحلة ما بعد التوقيع على الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، "أن يعيدوا قراءة (الملفات الإيرانية) بروية وصبر وعقول باردة، تأخذ بأسباب المنطق والمصلحة القومية، بعيدا عن مواصلة (الاتجار) ببضاعة الطائفية والمذهبية الكاسدة والفاسدة ذات الكلفة الباهظة". وفي لبنان، اهتمت الصحف، بالخصوص، بتأثير الاتفاق النووي المحتمل بين إيران والغرب على البلاد، إذ قالت (الجمهورية) إن هذا الملف "لم يحجب الاهتمام عن الملفات الداخلية، وفي طليعتها الأزمة الحكومية بعد التحرك العوني (نزول أنصاره الأسبوع الماضي الى الشارع احتجاجا على رئيس الحكومة)"، موضحة أن الأنظار تتجه إلى ما سيصدر عن تكتل (التغيير والإصلاح) الذي يترأسه ميشال عون بعد اجتماعه الأسبوعي"، مشيرة الى أن التكتل إما أن "يتجاهل أو يتلقف الرسائل الإيجابية" التي أطلقها رئيس تيار (المستقبل) سعد الحريري، أول أمس، بتأكيده على أن "لا فيتو رئاسيا"، ودعوته إلى "ترحيل ملف التعيينات العسكرية إلى شتنبر. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (الأخبار) أن استطلاعا للرأي أشار الى أن ميشال عون، المرشح للرئاسة، "لا يزال يحظى بغالبية كبيرة بين المسيحيين اللبنانيين كمرشح لرئاسة الجمهورية"، وذلك بفارق كبير عن رئيس حزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع الذي حل في الاستطلاع ثانيا. وخلصت الصحيفة الى أن نسبة المؤيدين لعون "سجلت ارتفاعا" بعد مطالبته الأخيرة ب "حقوق المسيحيين" في الدولة. أما صحيفة (النهار) فأشارت الى أن انعقاد "الجولة ال15 " للحوار بين (تيار المستقبل) و(حزب الله)، مساء أمس، وموعد انعقاد الجلسة ال26 للانتخابات الرئاسية يوم غد، "يصادفان الايام الاخيرة من شهر رمضان وسط "هدنة " حكومية يصعب التكهن بمسار العمل الحكومي عقب انتهائها بعد عطلة عيد الفطر، فيما لا بارقة تلوح في افق الانسداد المطبق على الأزمة الرئاسية". وفي سياق متصل، اعتبرت (المستقبل) أن "الفائدة الوحيدة" التي انتهت إليها جولة الحوار بين التيار والحزب، أمس، "هي ضرب موعد جديد لجولة سادسة عشرة مطلع الشهر المقبل، أما نتائج الملفات المتعددة التي ناقشها المتحاورون فبقيت مكانها..."، إذ لم يتمكن المتحاورون، وفقها، من "إحداث أي خرق أو ثغرة في جدار الملفات المتعدøدة والشائكة التي تناولوها بدءا من الأزمة الحكومية وصولا الى استحقاق رئاسة الجمهورية وما يتفرع منهما من عناوين". وإقليميا، واكبت الصحف الملف النووي الإيراني، إذ اعتبرت (الجمهورية) أن المنطقة "دخلت عمليا في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي في ظل قراءات متعددة ومختلفة للمنحى الذي سترسو عليه الأمور أو الاتجاه الذي ستسلكه الأحداث"، خاصة تضيف، "ما إذا كان هذا الحدث الكبير سيؤدي إلى فتح صفحة جديدة بذهنية جديدة تساهم في إطفاء الحروب الساخنة والمتنقلة بين سورية والعراق واليمن تمهيدا لاجتراح تسويات تعيد الاستقرار إلى هذه الدول".