عاد مقاتلو تنظيم" داعش" مرة أخرى لنشر تهديداتهم للدول العربية والغربية، من ضمنها المغرب وإلى جانبه القارة الافريقية، حيث أصدر تنظيم "الدولة الإسلامية" شريطيّ فيديو اليوم الاثنين، لمقاتل تونسي وآخر فرنسي من أصل مغاربي، يحرضان فيه على تنفيذ مزيد من العمليات الانتحارية في العراق وسوريا، وكذا عدد من البلدان، خاصة فرنسا. وأصدر التنظيم شريطا مصورا جديداً، بثه على المواقع الالكترونية الموالية له ويحمل عنوان "الحاملين جراح أمتهم 5" بِشَارةِ "ولاية صلاح الدين"، يظهر خلاله داعشي تونسي يلقب بأبي أحمد التونسي، الذي تحدث ساعات قبل تنفيذه لعملية انتحارية داخل منطقة "بيجي" التابعة لنفوذ محافظة صلاح الدين العراقية (شمال بغداد)، وهُو يحمل سلاحاً رشاشاً من النوع المتطور مع حزام ناسف، إلى جانب راية سوداء ترمُز ل"داعش". ودعا أبو أحمد التونسي الجميع إلى مبايعة زعيم "الدولة الإسلامية"، مُهدّدا بشنّ هجمات عسكرية وانتحارية على عدد من المناطق والدول العربية، مضيفا بقوله "سنفتح بغداد والجزيرة وكل البلدان الإسلامية التي أخذوها منا.. في القريب العاجل سيرون منا ملاحم كبرى"، فيما شدد على أنّ التحالف الدولي، الذي يقصف مواقع "داعش" في العراق وسوريا، "لن يوقف تمدد الدولة بالطائرات". وتابع المتحدث، الذي ظهر في شريط مدته تقارب 5 دقائق وكباقي مقاتلي التنظيم بشعر مسدل ولحية كثّة، قائلاً إن "تنظيم البغدادي" سيتمدد "في قلب افريقيا والفليبين.."، فيما وجه تحذيره إلى من وصفهم ب"الروافض الأنجاس"، في إشارة إلى إيران والمقاتلين الشيعة ضمن ميلشيات الجيش العراقي، "هناك عدد مهول منا الآلاف التي تنتظر دورها لتنفيذ عمليات بالمفخخات". وفي شريط ثانٍ، بُث اليوم على المواقع ذاته ويحمل عنوان "شرارة الفرات" بتوقيع موسوم ب"ولاية الفرات"، يظهر مقاتل فرنسي من أصل مغاربي، يدعى أبو مريم الفرنسي، ساعات قبل تنفيذه لعملية انتحارية داخل إحدى المواقع العسكرية للجيش العراقي، حيث تبدو تجهيزات وآليات مفخخة بالقنابل اليدوية من الحجم الكبير، فيما أظهر الشريط طائرة استطلاع وهي تحدد أهداف الهجوم من الجو. المقاتل الفرنسي، الذي بدا أعور العين اليسرى وجالساً أمام شاطئ وخلفه راية "داعش" مرتديا زيّاً باللون الأبيض ومُحزّماً برداء ناسف مع رشاش من نوع كلاشنيكوف، وجه خطابه بوسم "رسالة إلى فرنسا والرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند وكل من يحارب الإسلام"، مضيفا "اعلموا أنكم دخلتم في حرب لن تكون لكم الغلبة فيها"، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد معاقل التنظيم. وتابع المتحدث، ضمن شريط ال4 دقائق و20 ثانية، أن الحرب التي أعلنتها فرنسا ضد الإرهاب، وهي التي تعرضت منذ مطلع العام الحالي لهجمات إرهابية في باريس، "لن تنتهي حتى نهزمكم.. إن لم تتخلوا عن الحرب فلن تنعموا بالأمن أبدا"، في إشارة تهديدية بشن هجمات جديدة على مناطق فرنسية، قبل أن يتوجه برسالته الثانية إلى السلفيين ومن وصفهم "المرجئة"، "تلبسون الحق بالباطل وأنتم تعلمون وتتجرؤون على سب المجاهدين". وهاجم الداعشي الفرنسي السلفيين، كونهم يصفون مقاتلي "داعش" بالخوارج والتكفريين، موردا "في الحقيقة أنتم من خرج على الحاكم الشرعي الذي يحكم بشرع الله.. أنتم من استحل دماء المسلمين بموالاتكم للتحالف الصليبي"، واصفا إياهم بالضلال البعيد، على أن "الطعن في المجاهدين من علامات فسق الرجل"، قبل أن يحرض من أمامه في الشريط ب"النفير" و"القتال" لغرض ما أسماه "الذوذ عن أعراض المسلمين"، وفق زعمه.