لم تمرّ فترة وجيزة عن إعلان السلطات المغربية تفكيكها لخليتين إرهابيتين في الأسبوع الأخير، تضمان 11 فردا أعلنوا ولاءهم لأبي بكر البغدادي زعيم ما يسمى ب "الدولة الإسلامية" بسورياوالعراق المعروفة اختصارا ب"داعش"، حتى ظهرت أشرطة دعائية جديدة أنتجها موالون للتنظيم المتطرّف، تعمد إلى "التعبئة" وحشد المزيد من المناصرين والمجندين. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد تمكنت الأسبوع الماضي من تفكيك خليتين إرهابيتين، الأولى تضم 8 أفراد بينهم معتقلين سابقين في قضايا إرهابية، ينشطون في كل من مكناس والحاجب والحسيمة، فيما تضم الخلية الثانية 3 أفراد ينشطون بمدينة الفنيدق في تجنيد مقاتلين مغاربة قصد الالتحاق بمعسكرات ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بسورياوالعراق، المعروف ب"داعش". الشريط الذي يحمل عنوانا يحيل إلى "تمدّد" دولة البغدادي في المغرب، ويحمل بصمة "إنتاج أنصار الدولة الإسلامية ببلاد المغرب الأقصى"، تطول مدته لحوالي 6 دقائق و38 ثانية، فيما ضمّ راية "داعش" السوداء كشعار (لوغو) للفيديو، قبل أن يفتتح العرض بعنوان "المغرب الٌأقصى - أنصار الدولة الإسلامية أوف موروكو" بالإنجليزية. واستغرق الشريط في دعاية مباشرة ل"داعش"، عبر بثه لخريطة "الدولة الإسلامية" التي رسمتها "داعش"، والتي تنتفي فيها الحدود بين العديد من الدول العربية، وتحل مكانها بلدان "مغرب، أرض الحبشة، أرض الكنانة، حجاز، شام، أندلس..."، فيما استخدم منتجو الفيديو تصريحات وخطابات تحريضية متطرفة لعدد من رموز التنظيم، مثل المدعو "بو يحيى الليبي" و"أبو بكر البغدادي"، زعيم "داعش" الذي توارى عن الأنظار بعد أشهر من إعلانه "دولة الخلافة". وركز المصدر ذاته على تقارير إخبارية يظهر أنها بثت في سابق الأوقات على فضائيات عربية، تتحدث عن الهجمات التي تشنها قوات التحالف الدولي، بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية، على مقاتلي "داعش" في العراق والشام، فيما أورد الشريط، وهو يظهر صورا لمقاتلين ملتحين يحملون أسلحة رشاشة وبجانب سيارات وناقلات حربية، أن قوات "داعش" أحرزت، رغم تلك الهجمات، تقدما يذكر في منطقة كوباني والموصل، إلى جانب سيطرتها على مناطق شاسعة من الشام. ويظهر من فترة إلى أخرى عدد من المسلحين التابعين للتنظيم الإسلامي المسلّح، وهم يتحدثون عن بعض العمليات، كما الحال مع أحدهم الذي برز وهو يتحدث عن أسلحة أمريكية غنمها المقاتلون من القوات الأمريكية، إلى جانب طائرة أمريكية دون طيار جرى اسقاطها، حسب ادعاء الشريط، حيث قال مسلح داعشي إن أحدا لم يسقطها بسلاحه "بل أسقطها الله !!". وبجانب الخلفيات الصوتية التي استخدمت لإضافة مزيد من التأثير على رسالة الشريط، تتكرر بين ثواني الفيديو، الذي يبدو أنه مسجل في الأيام القليلة الماضية، تكبيرات "الدواعش"، وأغاني عن "تحرير فلسطين" دون مؤثرات موسيقيّة، وهو "الوتر" الذي ظل الشريط يعزف عليه، خاصة وأن قضية فلسطين تبقى مُلهمةً لدى الشعوب العربية والإسلامية، رغم أن أدبيات "داعش" لا تتحدث أبداً عن القتال والمقاومة في فلسطين. وفيما ختم الشريط دعايته بإدراج خطاب مقتضب لأبي بكر البغدادي، زعيم "داعش"، وهو يحرض على "الهجرة" و"الجهاد" على "دماء المقاتلين"، حمل الفيديو توقيع "رغم قصفكم دولة الإسلام باقية وتتمدد"، في إشارة إلى استمرار قوات التحالف، التي تتزعمها الولاياتالمتحدة وتضم دولا عربية وغربية، في قصف مواقع للتنظيم في عدد من المناطق الخاضعة له في سورياوالعراق. ويرى بعض المتتبعين أن تنظيم "داعش" يستمر في حربه الالكترونية بالاعتماد على ترسانته الإعلامية التي توصف بالمتطورة، والتي يرمي خلالها إلى التعبئة لمزيد من الموالين والأنصار عبر العالم، واستهداف مواقع الكترونية تابعة لمؤسسات غربية، كما حصل أخيراً حين شنّ هاكرز مؤيدون للتنظيم، قبل أسبوع، حملات قرصنة الكترونية واختراق طالت مواقع تابعة للقيادة المركزية الأمريكية على الأنترنت، في وصفوه ب" الغزوة الإلكترونية".