رغم أن معركة تنظيم "داعش" بعيدة عن استهداف إسرائيل التي ظلت ترتكب جرائم ضد الإنسانية في حق الفلسطينيين منذ عقود، إلا أن التنظيم أعلن في الآونة الأخيرة مقتل إسرائيليّين اثنين على يديه في سوريا والعراق؛ في مقابل ذلك، حملت آخر عملية إعدام طالت من وصفه التنظيم ب"الجاسوس الإسرائيلي" تحريضاً باستهداف إسرائيليّي القدس عبر عمليات منفردة. وأعلن تنظيم "داعش" مقتل خبير عسكري إسرائيلي ويدعى مائير شاس، والذي كان يقاتل ضمن صفوف القوات الكردية، حيث سقط في المعارك الطاحنة التي اندلعت هذا الأسبوع في منطقة تل الخزير، قرب إدلب السورية، فيما نقلت مصادر إعلامية تابعة ل"داعش" أن الإعلام الإسرائيلي اعترف بمقتل "مائير شاس"، وأعلن انتمائه لوحدات الجيش الكردي. وسبق ل"داعش" أن بث قبل يومين تسجيلاً مصوراً يُظهر عملية إعدام فلسطيني من القدس وصفه ب"الجاسوس الإسرائيلي"، ويدعى محمد سعيد مسلم، من طرف طفل داعشي قام بإطلاق رصاصات على رأسه وبدنه ليرديه قتيلا؛ وهو الشريط الذي أظهر "مسلم" وهو يدلي باعترافات حول ارتباطه بجهاز الموساد الإسرائيلي وتسخيره لأجل التجسس على تنظيم البغدادي والكشف عن مقراتهم ومواقع تخزين أسلحتهم. ويظهر وسط الشريط مقاتل داعشي، ملتحٍ ويرتدي زيا عسكريّا، يتوعد متحدّثا باللغة الفرنسية، باستهداف من أسماهم "جحافل الخلافة" لليهود في إسرائيل "تدك دياركم وحصونكم وتحرر بيت المقدس من رجسكم"، مشيرا إلى اقتراب من أسماها "الفتوحات الإسلامية"، على حد زعمه، قبل أن يحرّض الموالين ل"داعش" والمتعاطفين معه في القدس على تنفيذ عمليات قتل في صفوف اليهود و"الجواسيس" في فلسطين. ومباشرة بعد بث شريط إعدام الشاب الفلسطيني، والذي تضمن كشفه عن أسماء على أنها ل"جواسيس" تحرض "داعش" على قتلها، أقدمت الشرطة الإسرائيلية، مساء الأربعاء، على اقتحام منازل شبان فلسطينيين في بلدتي جلجولية وكفر قاسم بالشمال الإسرائيلي المحتل، لاشتباه صلتهم ب"داعش"، حيث اعتقل عدد منهم، فيما ادعت الشرطة الإسرائيلية عثورها على قمصان سوداء بها عبارة "الدولة الإسلامية، لا إله إلا الله". انتحارات جديدة لمغاربة "داعش" في سياق آخر، أعلنت السلطات العراقية مقتل 43 عنصرا من مقاتلي تنظيم "داعش"، خلال هجوم نفذه الأخير في الرمادي العراقية، بينهم 17 انتحارياً كانوا يقودون سيارات مفخخة، فيما قتل البقية بعد تدخل طائرات قوات التحالف الدولي، وهو الهجوم الذي وصف بالأعنف في المدينة، وخلف، وفق مصادر صحية عراقية، 5 قتلى عراقيين وعشرات الجرحى. أما رواية "داعش" فتحدثت عن تنفيذ عمليات انتحارية، قالت إنها استهدفت عناصر الجيش العراقي والصحوات في الرمادي، ونفذها مقاتلون ينحدرون من دول المغرب ومصر وأستراليا وبلجيكا؛ حيث قام "أبو طلحة المغربي"، بالانتحار عبر تفجير نفسه ب"عجلة مفخخة" هجم بها على تجمع لقوات الجيش العراقي في جسر يدعى "البو جليب"، فيما انتحر "أبو عبد الله المغربي" بواسطة مدرعة مفخخة على مقرات للجيش ب"البو سودة".