ضربات موجعة تلك التي يتلقاها تنظيم "داعش" خلال الآونة الأخيرة، فبعد نجاح الجيش العراقي في تحرير مدينة الرمادي من قبضة مقاتلي التنظيم، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ضد تنظيم البغدادي عن تمكن الغارات الجوية من القضاء على 10 من قياديي التنظيم، خلال شهر واحد، من بين هؤلاء شرف المودن، الفرنسيّ ذو الأصول المغربية، الذي يعتقد أن له علاقة بهجمات باريس الأخيرة. وبحسب تسريبات من التحقيقات التي تهمّ هجمات باريس فإن لقب شرف، الذي هو "أبو سليمان"، ذكر خلال محادثة هاتفية لسمير أميمور، الذي فجر نفسه بالعاصمة الفرنسية ليل 13 نونبر الماضي، ويرجح أنه كان من بين المنسقين للعملية رغم تواجده في سوريا للقتال إلى جانب تنظيم البغدادي، قبل أن يتم قتله بضربة جوية نفذها التحالف بطائرة بدون طيار، يوم 24 من دجنبر الجاري. ووفقا للجيش الأمريكي، الذي يقود التحالف ضد "داعش"، فإن الشاب المغربي الفرنسي، الذي كان يقيم في إحدى ضواحي مدينة باريس قبل أن يرتمي في أحضان الإرهاب، ويسافر إلى سوريا سنة 2013، "كان يحضِّر لعمليات إرهابية في القارة الأوروبية"، إلا أن المخابرات الفرنسية تتعامل بحذر مع هذا المعطى "وتؤكد أنها لا تتوفر على معطيات أكيدة حول تحضيره لهجمات جديدة، لكنها أكدت أن شرف كان يعتبر من قادة التنظيم". السنوات الأربع الأخيرة لشرف كانت حافلة بالأحداث المثيرة، فعقب أحداث ضواحي باريس، التي عرفت مواجهات قوية بين شباب الضواحي والشرطة الفرنسية وأدت إلى تدمير 5 آلاف سيارة واعتقال العشرات من شباب الضواحي الباريسية وأغلبهم من أصول مغاربية، تم اعتقال الشاب الفرنسي سنة 2012، بعد أن كان يخطط للسفر إلى اليمن عبر الصومال أو أفغانستان للقتال إلى جانب تنظيم القاعدة، قبل أن يقرر السفر إلى سوريا خلال سنة 2013. قبل سفره إلى سوريا، كان شرف عاطلا عن العمل، إلا أنه حصل على منحة قيمتها 20 ألف يورو من الحكومة الفرنسية بغية إقامة مشروع للملابس الجاهزة، وهو المبلغ الذي سحبه، وبعدها سيعلن تخليه عن المشروع ويستغل المبلغ في التحضير لسفره إلى اليمن، بيد أن الشرطة الفرنسية أصدرت في حقه مذكرات بحث، وبعدها بسنة سيلعن لصديقته أنه سيسافر إلى "الحرب" في سوريا وطلب منها مرافقته، وهو الأمر الذي رفضته، بعدها سيصبح شرف موضوع مذكرتي بحث دولي.