اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الجمعة، بوفاة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لسعودي السابق ، وموضوع الإرهاب وسبل مواجهته ،والقضية الفلسطينية والموقف الأمريكي من الأوضاع في المنطقة. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) المصرية في افتتاحيتها عن الهجرة السرية نحو أوروبا على ضوء توقيف 78 مرشحا لهذه الهجرة في عرض سواحل الاسكندرية وقالت إن هذا الحادث يعيد للذاكرة مجددا "الخطر الداهم الذى يهدد شبابنا، خطر الهروب من مجتمعهم وهم فى زهرة العمر.." وبعد أن تساءلت عن سبب هذا الهروب وما هو الحل قالت يجب " ألا تأخذنا معركتنا الفاصلة مع الإرهاب بعيدا عن قضايانا الأساسية (..)إن هروبهم إلى الخارج ليس منفصلا عن قضية الإرهاب، (..) يمكن أن يتحولوا بين عشية وضحاها إلى أدوات فى أيدى الآثمين المجرمين الكبار" وتجنيدهم في الخارج داعية إلى إعادة فتح ملف الهجرة غير الشرعية، والوقوف على أسباب تلك الظاهرة ومعالجتها. أما صحيفة (الجمهورية) فعادت لموضوع الإرهاب وما تقوم به القوات المسلحة المصرية لمكافحته خاصة في سيناء معتبرة في عمود لأحد كتابها أن مصر تخوض بالفعل حربا حقيقية تستهدف وجودها كأقدم دولة متحدة عرفها التاريخ " حربا يجب أن توحد الجهود وتتضافر القوى كافة في سبيل تحقيق النصر فيها". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها عن هيمنة المال والاقتصاد في الانتخابات الأمريكية منذ سنوات كثيرة. وأضافت أن "أي مرشح بقدر ما يسعى للحصول على المال، يسعى أيضا إلى رضا أصحابه حتى وإن لم يكن بحاجة إلى أموالهم". وأبرزت أن من أهم القضايا التي يتبارى فيها المرشحون تكمن في نفاقهم ومزايداتهم إزاء اسرائيل، مضيفة أنهم لا ينفكون يزايدون على بعضهم بعضا حول من منهم أكثر تأييدا لها، أو ضمانا لمصالحها، أو حماية له. ولاحظت (الخليج) أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تعد من أكبر من يعملون من أجل مناصرة اسرائيل، حيث عبرت بوضوح عن قلقها من حركة مقاطعة المؤسسات الاسرائيلية. وأشارت إلى أن "هيلاري كلينتون من أجل المال والتأييد تذهب إلى أبعد حد ممكن في دعم العنصرية وانتهاك القرارات الدولية". ومن جانبها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، إلى إنشاء مركز معرفي دولي متخصص على أرض الإمارات لمواجهة أفكار (داعش)، مؤكدة أن الأمر يتعلق بخطوة تكتسب أهمية أبلغ من مجرد دحض دعاوى المتطرفين، حيث تتجاوز ذلك نحو أفق تقديم الإسلام القويم والتبشير به في فضاء العالم كله بدءا بالدول الكبرى المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم الهدام. وشددت الصحيفة على أنها "فرصة دعوية شديدة الفعالية" لنشر الإسلام السمح وسط من يحرصون اليوم أكثر من أي وقت مضى على معرفة حقائقه المخالفة لمزاعم المتشددين، بما يشكل برنامجا تاريخيا فريدا من نوعه لتصحيح صورة الإسلام التي طالما تعرضت للتشوية والابتذال. وفي قطر خصصت صحيفة (الشرق) افتتاحيتها لوفاة وزير الخارجية السعودي السابق ، الأمير سعود الفيصل ، الذي توفي أمس، واصفة إياه "بعميد الدبلوماسية العربية والعالمية، الذي رحل عن عالمنا ، بعد مسيرة من العطاء اللامحدود للأمتين العربية والإسلامية " مبرزة أن الأمير سعود الفيصل "تميز بتوقد ذهنه وبراعته، ودفاعه عن قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والثورة السورية". وكان الأمير سعود الفيصل تقول الصحيفة " متواضعا رغم حصوله على الدرجات العلمية العالمية مشيرة الى دفاعه المستميت عن قضية العرب الأولى، فلسطين، حيث كان من أشد الداعمين لأكبر مبادرات الملك عبد الله بن عبدالعزيز في السياسة الخارجية والتي تمثلت في خطة عربية للسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة وتسوية مشكلة اللاجئين." بدورها ، كتبت صحيفة ( الراية) أن الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع فقدوا ،بوفاة الفيصل، "دبلوماسيا وسياسيا محنكا مضيفة ان سعود الفيصل لم يقد دبلوماسية السعودية فحسب، وإنما العربية والإسلامية على مدى 40 عاما، حيث عايش منذ عام 1975 قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي بكل تفاصيلها، بدءا من القضية الفلسطينية ثم حربي الخليج الأولى والثانية، والغزو العراقي للكويت والحروب الإسرائيلية ضد العرب. وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها أن الامير الراحل كان يحظى بتقدير واحترام جميع الدبلوماسيين والسياسيين حول العالم، "حيث تمكن خلال دبلوماسيته الهادئة ومواقفه من أن يكون صوت الأمة الإسلامية والعربية، و كان رجل المهمات الصعبة، ودبلوماسيا صادقا تجاه قضايا أمته ". وفي الأردن، قالت جريدة (الدستور)، في مقال بعنوان "أولوية الأمن والاستقرار"، إن واشنطن ليست وحدها بصدد رفع وتائر الدعم والتعاون الأمني/ العسكري مع الأردن إلى مرتبة "حليف الأطلسي"، إذ تسير بروكسيل أيضا في الاتجاه ذاته، وتقرر رفع مستوى الدعم للأردن، لمواجهة ما يعتبره الاتحاد الأوروبي "أولوية حفظ الأمن والاستقرار". وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن الأردنيين، ومن مختلف مواقعهم ومرجعياتهم، يعتبرون الأمن والاستقرار، أولى أولياتهم، بمن فيهم أولئك الأشد حماسة للإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي ومنظومة حقوق الإنسان. وأبرزت (الدستور) أن الأردن "نجح في تقديم نفسه للمجتمع الدولي، بوصفه بلد الأمن والأمان، بعد أن أمكن له النجاة من طوفان الحروب والصراعات التي تحيط به من جهاته الأربع، كما نجح في تقديم نفسه، بوصفه شريكا موثوقا في الحرب على التطرف والإرهاب". وكتبت جريدة (الغد)، في مقال لها، أن حماية الدولة الوطنية من التفكك أساسي لمواجهة التطرف والإرهاب، "ولا يتصور مواجهة معهما في غياب دولة وطنية أو في ظل تمزقها وهشاشتها"، مشيرة إلى أن دروس التاريخ "تخبرنا أنه لا تشيع الحريات وينتعش البحث العلمي وتتقد العقول وتتحقق التنمية، في غياب السلم الأهلي وتجاوز حكم القانون والاضطرابات الأمنية والسياسية". وهنا، تقول الصحيفة، يمكن الاستئناس بفكرة "الفتنة"، وتحديث مفهومها عبر مساواتها بمفهوم "الحرب الأهلية" في العصر الحالي، مع ضرورة التمييز بألا يكون هذا الاستئناس "تحجيما للحريات العامة والفردية (...)"، لتخلص إلى أن التجارب التاريخية تدل على أن افتقاد أي مجتمع للتوافقات الوطنية العريضة والقيم المشتركة ذات المظلة الواسعة "إنما يعني الافتقاد لركيزة أساسية في معانقة النهضة والتنوير والتنمية". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن العرب والمسلمين خسروا كثيرا برحيل وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل، موضحة أنه كان رجل المهام الصعبة، واستطاع بمهاراته الفائقة تحقيق التوازن للسياسة الخارجية السعودية في زمن الحرب الباردة، وأدار علاقاتها الخارجية عندما اشتعلت المنطقة بالحرب بين بغداد وطهران، وحقق لها إنجازات دبلوماسية خلال تحرير الكويت، ونال دعم العالم عندما واجهت السعودية الإرهاب والتطرف. وأضافت أنه بعد أن اشتعلت الفوضى في الشرق الأوسط "باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان"، كان الأمير الراحل أول من حذر من خطورة تداعيات تلك الأحداث حتى عمت الفوضى والصراعات الداخلية في المنطقة، وكانت له "أدوار إنسانية لافتة لحماية العرب من تداعيات الأوضاع"، مبرزة أيضا أدواره التاريخية ومواقفه الثابتة دفاعا عن مملكة البحرين. وعن موضوع الإعلام والإرهاب، أكدت صحيفة (الأيام) أن اعتماد إستراتيجية إعلامية وطنية شاملة، بموازاة الإجراءات الأمنية والسياسية، يعد الداعم الفعال في المعركة المصيرية ضد الإòرهاب ومنابع الدعم المادي والبشري والتبشيري لهذا الإòرهاب الآخذ في الانتشار والتثبت على الأرض. وترى الصحيفة أن هذه الإستراتيجية الإعلامية الوطنية الشاملة "من الواجب أن لا يختلط فيها الحابل بالنابل، بأن لا تكون تكميما للأفواه الوطنية المخلصة التي تجتهد بالفكر والقلم من أجل وطن يحتضن الجميع من كل الأعراق والأديان والمذاهب، دون تفريق ولا تفضيل (...)".