اهتمت جل الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بالاستفتاء الذي أجرته اليونان أمس حول قبول أو رفض شروط الإصلاح والتقشف المفروضة على البلاد، إلى جانب عدد من القضايا الدولية. ففي ألمانيا، شكلت النتائج الأولية للاستفتاء في اليونان والتي تفيد بأن أغلبية الأصوات ترفض شروط التقشف والإصلاح التي فرضها الدائنون الدوليون على حكومة أثينا كشرط للحصول على مزيد من المساعدات، أهم موضوع تناولته الصحف الصادرة اليوم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (مونشنر ميركور)، في تعليقها، أن "الكسيس تسيبراس وحكومته، التي تضم أعضاء من أقصى اليسار وأقصى اليمين، راهنت على الفوز فكسبت الرهان". وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من ذلك يبقى "فوزا سخيفا"، إذ يندرج ضمن الأكاذيب الدعائية التي تنسجها الحكومة، مشيرة إلى أن اليونانيين لا يدركون أنهم باختيارهم "لا " شرعوا أمس الأحد في سلك طريق الحرمان من المساعدات. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ) أن "لا" التي قررها اليونانيون في استفتاء أمس، لا تعني بالتأكيد، أنها ستحل مشاكلهم وتتدفق عليهم المساعدات، بل ما سيحصل هو العكس، وفق الصحيفة. أما صحيفة ( نوي فيستفاليشه) فاعتبرت أن اليونانيين دفعوا ثمن فاتورة سوء إدارة السياسيين لسنوات طويلة وأن نتيجة الاستفتاء لن تغير شيئا، بعد أن كانت الإصلاحات، التي طلبت من أثينا مرارا، فرصة لحصولها على المساعدات. ومن جهتها، توقعت صحيفة (ديتمارشر لاندستسايتونغ) أن يقع الأسوأ لليونان بعد الاستفتاء، مشيرة إلى أن اليد التي مدتها أوروبا لأثينا أبعدتها راديكالية تسيبراس ورفاقه. وفي فرنسا، خصصت الصحف تعليقاتها لرفض الشعب اليوناني لخطة المساعدة المقترحة من قبل الدائنين لهذا البلد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن "البساطة والمنطق يؤكدان أن تصويت الأحد يضفي طابعا رسميا على قطيعة واضحة وصريحة بين الاتحاد الأوروبي وابنه الشقي"، متسائلة عما إذا كان رفض التقشف هو بالنتيجة رفض لأوروبا. وأضافت الصحيفة أن "البعض يرغب في احترام القواعد، والبعض الآخر يود تغييرها : انه الطلاق"، مشيرة إلى أنه في هذه الحالة ستحاول منطقة الأورو الحفاظ على الثقة التي بدأت بالمأساة اليونانية. وقالت "بين التقشف والتحلل السياسي يتعين الاختيار الآن، وهل ينقذ المسؤولون الأوروبيون أوروبا ¿ ". ومن جانبها، أكدت صحيفة (لاكروا) أن اليونانيين الذين صوتوا بلا ، أرفقوا جوابهم ب"لكن" : "لا نريد هذه الخطة ، لكننا نريد البقاء في أوروبا". ولاحظت الصحيفة أنه إلى حد الآن لم يتم كسب أي شيء، ذلك أن الدين اليوناني باق، والانقسامات الأوروبية حول القضية لازالت قائمة، متسائلة عما إذا كان يتعين الاستمرار في ترك الأبواب مفتوحة، والبحث عن حلول من أجل إعطاء فرصة لأوروبا كي تتقدم، وإلى الأوروبيين من أجل المصالحة. ومن جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إن اليونانيين فضلوا المواجهة حتى نهاية المطاف، مشيرة إلى أن اليونان بعيدة عن الخروج قوية من هذه الاستشارة أصبحت في مأزق. وأضافت الصحيفة أنه أمام عدم قدرة اليونان على سداد ديونها المتوالية، أصبحت بين فكي كماشة مالية. وفي النرويج، اهتمت الصحف المحلية بنفس الموضوعº وهكذا أشارت صحيفة (في غي) إلى أن التصويت السلبي للأغلبية الكبيرة لليونانيين يجعل الوضع مفتوحا على كل الاحتمالات، مضيفة أن هذه الأغلبية ستمنح رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس ورقة تفاوضية قوية تجاه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي. وأبرزت أن الدائنين واضحون بما فيه الكفايةº فهم غير مستعدين لضخ أموال جديدة في الاقتصاد اليوناني دون قيام هذا البلد بالإصلاحات. وتوقفت صحيفة (داغبلاديت) عند احتفال اليونانيين بنتيجة الاستفتاء، مضيفة أن مسؤولين يونانيين عبروا عن ارتياحهم لكون نتيجة من هذا القبيل تؤشر إلى "بداية دولة محترمة"، كما تعهدوا ببذل جهود كبيرة للإبقاء على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، "لكن في إطار وضع معدل بشكل كبير". ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى قناعة اليونانيين بعد صدور نتائج الاستفتاء بأن الجيل القادم سيعيش أفضل، ملوحة بأن اليونانيين صوتوا ضد اقتراح الاتحاد الأوروبي للحصول على حزمة من القروض. كما نقلت عن بعض اليونانيين قولهم بأن الأمر يشكل نقطة تحول بالنسبة لأوروبا وأنه على الأوروبيين الآخرين أن يسلكوا ذات المسلك، فيما نقلت عن خبراء اقتصاديين قولهم بأن هذا يعني أن اليونان سوف تختفي من منطقة الأورو، وأنها ستعرف تراجعا في مجال التصنيف الائتماني. وفي بلجيكا، شكل نفس الموضوع مجال اهتمام الصحف، حيث كتبت صحيفة (لوسوار)، تحت عنوان '' اليونانيون قالوا -لا- لأوروبا ميركل''، أن اليونانيين قد رفضوا بشكل واضح في استفتاء يوم أمس الأحد، خطة الدائنين لبلادهم، واضعين احتمال عدم استمرار أثينا في منطقة الأورو، مشيرة إلى أن الحكومة اليونانية بعد هذا الاستفتاء لا ترى أي مشكلة للعودة إلى طاولة المفاوضات. أما صحيفة (لافونير ) فكتبت أن المواطنين اليونانيين اختاروا أوروبا التضامن والديمقراطية، مسلطة الضوء على ردود الفعل المتحمسة للأحزاب اليسارية الراديكالية الأوروبية. واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر يؤشر بقوة إلى ضرورة تغيير السياسة الحالية في جميع أنحاء أوروبا ، وهو "أمل الشعوب" الذين يريدون بديلا من اسبانيا إلى بلجيكا مرور بأيرلندا، مضيفة أنه سيكون من غير العدل أن يقوم أولئك الذين تدخلوا في محاولة لجعل الاستفتاء لصالح التقشف، باستخدام نتيجته للتشكيك في مكانة اليونان في الاتحاد الأوروبي ومنطقة الأورو. وأشارت صحيفة (لا ليبر بيلجيك) إلى أن التشاؤم هو السائد حاليا في منطقة الأورو، ونقلت عن رئيس مجموعة الأورو، يروين ديجسيبلوزم، قوله إن انتصار "لا" "مؤسف جدا لمستقبل اليونان"، مضيفة أن رئيس المجلس الأوروبي قرر عقد قمة منطقة الأورو على أعلى مستوى يوم غد الثلاثاء، حيث سيجتمع وزراء مالية المجموعة قبل اجتماع رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة الوضع في اليونان. وفي إسبانيا، كرست الصحف أيضا تعاليقها لنفس الموضوع، حيث كتبت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "اليونان تقول لا للاتحاد الأوروبي، وتحتفل بالكارثة"، أن أزيد من 60 في المائة من اليونانيين عبروا من خلال هذه الاستشارة عن دعمهم لموقف رئيس الوزار ألكسيس تسيبراس، ورفضهم للمقترحات الأوروبية. وأضافت اليومية أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والمستشارة الالمانية، أنغيلا ميركل، سيلتقيان اليوم الاثنين لمناقشة الوضع عقب هذه الاستشارة، فيما دعا رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي إلى عقد اجتماع طارئ للجنة الشؤون الاقتصادية. أما (إلموندو) فكتبت أن "لا" الحاسمة ودعم اليونانيين لسياسات حكومة تسيبراس يهدد وحدة الأورو، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء اليوناني الذي أشاد بمواطنيه "الذين قاموا بتصويت شجاع جدا"، فيما قال نائب المستشارة الألمانية، زيغمار غابرييل، أن "اليونان أحرقت آخر جسورها". وبدورها، أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "ساعة الحقيقة في أوروبا عقب لا الحاسمة في اليونان"، أن هذه النتيجة "رسالة واضحة" ضد سياسات التقشف التي اتبعتها الحكومات اليونانية السابقة، وتميز علاقة أثينا مع بقية بلدان الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن تسيبراس فسر هذه النتيجة بأنها "ولاية لإيجاد حل قابل للحياة" لهذه الأزمة. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن هذا الاستفتاء سمح للشعبوية بتفريغ قلق وانشغال المواطنين اليونانيين في بلد مفلس، مشيرة إلى أن اليونان، الذي "يغرق في منطقة خطرة" بدأ يدرس احتمال الخروج من الأورو مما سيكون له "عواقب وخيمة" على المنطقة برمتها. وفي سويسرا، كتبت صحيفة (لوطون)أنه يتعين إخماد الحريق اليوناني بسرعة لأن الاقتصاد والمواطنين في اليونان بحاجة إلى أفق وإلى الحقيقة، منتقدة ، في هذا السياق، الشروط التي يستحيل توفرها وكذا الجدول الزمني للوفاء بالديون وبعائدات الضرائب. وتساءلت صحيفة (لا تريبيون دو جنيف) عما إذا ألكسيس تسيبراس قد قطع الجسور الأخيرة بين بلاده وأوروبا من خلال الرفض الشعبي لمقترحات الدائنين. وتوقفت الصحيفة عند الوضع العام لليونان التي أصبحت مفلسة وبنوكها مغلقة منذ أسبوع ومنهكة بفعل السحب الهائل الذي قام به مؤخرا اليونانيون بسبب ما يساورهم من قلق، معتبرة أن خروج اليونان من منطقة الأورو سيكون بمثابة إشارة كارثية للشركاء الأوروبيين. وركزت صحيفة (24 أور) على مختلف السيناريوهات المحتملة بعد الاستفتاء، معتبرة أن انتصار "لا" من شأنه أن يسبب قفزة نحو المجهول ، مع عاصفة اقتصادية محتملة بالبلاد. وفي السويد، اعتبرت صحيفة (داجنز نيهيتر) أن "اليونانيين قاموا بقفزة نحو المجهول "، مشيرة إلى أن نتيجة الاستفتاء لن تدعم بالتأكيد موقف اليونان في المفاوضات مع الدائنين. وأثارت الانتباه إلى أن عددا من القادة الأوروبيين بدأوا يفكرون جديا في خروج أثينا المحتمل من منطقة الأورو ويتوقعون انهيار البلاد. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (سفنسكا داغبلاديت) ما قاله رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس الذي وعد بالتوصل إلى اتفاق "خلال 48 ساعة"، وقال انه واثق من الحصول على أفضل شروط القرض من قبل الترويكا . ومع ذلك، تلاحظ اليومية، لا يمكن التنبؤ بنتائج الاجتماع المقبل في بروكسل، مذكرة باتهام رئيس المفوضية الأوروبية تسيبراس باعتماد "سياسة انتهازية". وفي هولندا، كتبت صحيفة (دي فولكس كرانت )، تحت عنوان " اليونان هو المعسكر الخاسر .. والآن ¿"، أن نتيجة الاستفتاء كانت غير متوقعة، مضيفة أن حزب "تو بوتامي" يسار وسط ، وصف نتائج الاستفتاء بأنها "مخيبة للآمال". وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس قال "لقد كتبنا التاريخ "، بعد أن قال 61 في المائة من اليونانيين اليوم "لا" للمقرضين الدوليين ، مشيرة إلى أن تسيبراس علق على نتيجة الاستفتاء في وقت مازال لا يعرف حتى كيف ستكون عواقب ذلك بالنسبة لليونان. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إين إير سي) أنه بعد الاستفتاء سيطلب البنك المركزي اليوناني من البنك المركزي الأوروبي امدادات طارئة لتمويل البنوك في اليونان المغلقة منذ أسبوع . وأشارت الصحيفة أن حكومة تسيبراس أكدت، مساء أمس، أنها لا تزال تعمل للتوصل إلى اتفاق في الساعات القادمة مع الجهات المانحة ، مشيرة الى أن اللقاء المزمع عقده اليوم بين الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية سيكون حاسما. وفي إيطاليا، أكدت صحيفة (كورييري ديلا سيرا)، في افتتاحية بعنوان "المتاهة اليونانية"، أنه بعد خمس سنوات من العذاب، أصبحت يونان الكسيس تسيبراس سببا لأكبر تفرقة في أوروبا بعد 65 سنة من التكامل، معتبرة أنه، ابتداء من صباح اليوم الاثنين، سيكون على رئيس الوزراء اليوناني إعادة حساباته مع الوعود التي قطعها والتي قد تتحول في غضون ساعات قليلة، إلى وعود كاذبة. وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من الساسة الإيطاليين توجهوا أمس الأحد إلى اثينا، للتضامن مع تسيبراس، من ضمنهم زعيم حركة خمس نجوم ، بيبي غريللو، مبرزة أن تقارير تفيد بأن الخزينة الايطالية عبرت عن استعدادها لاحتواء أي "صدمة محتملة في الأسواق" في اليوم التالي للاستفتاء في اليونان. ومن جانبها، كتبت صحيفة (إيل مايساجيرو )، تحت عنوان "الدرس اليوناني : صفعة للاتحاد"، أن نتيجة هذا الاستفتاء كانت ''انتصارا للشعب بأكمله الذي استعاد شجاعته بعد سلسلة لا نهاية لها من الإهانات التي تعرض لها " . وفي البرتغال، كتبت صحيفة "جورنال دي نوتيسياس"، تحت عنوان "اليونان يتحدى أوروبا عن طريق التصويت بلا "، أن الأمر يتعلق بنتيجة غير متوقعة من قبل القادة الأوروبيين وحتى اليونانيين أنفسهم، مضيفة أنه وفقا لاستطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة كانت "نعم" و"لا" على قدم المساواة تقريبا. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد التصويت ب"لا" التي نادى بها رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس، فإن مرحلة جديدة من المفاوضات مع المؤسسات الدائنة سيبدأ الآن بعد الفوز بنسبة 31ر61 في المائة ، مقابل 69ر38 في المائة لفائدة التصويت ب"نعم" في هذا الاستفتاء الذي سجل نسبة غياب 5ر37 في المائة. وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة (بوبليكو) أن اليونانيين احتفلوا يوم أمس بانتصار "الكرامة" بعد الاستفتاء، الذي أظهر أن "الديمقراطية لا يمكن أن تخضع للابتزاز"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس دعا إلى تشكيل "جبهة وحدة وطنية" تتألف من جميع الأطراف لتمثيل اليونان في المفاوضات في بروكسل.