قرر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، إقالة الحكومة برئاسة محمد الغنوشي، ودعا إلى انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر. كما أعفى بن علي، مستشاره الإعلامي عبد الوهاب عبد الله من مهامه، على ما أفادت صحيفة "الصباح" الخاصة اليوم الجمعة. بدوره صرح وزير الخارجية التونسي كامل مرجان، لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية، اليوم الجمعة، أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في بلده "أمر ممكن تماما" و"حتى طبيعي". من ناحية أخرى، قال مراسل لرويترز إن الشرطة التونسية أطلقت الغاز المسيل للدموع اليوم الجمعة خارج مبنى وزارة الداخلية بالعاصمة تونس كما سمعت أصوات أعيرة نارية من مكان قريب مما دفع مئات المحتجين إلى الفرار. وتجمع المتظاهرون الذين يحتجون على ارتفاع أسعار الغذاء والبطالة أمام المبنى مطالبين الرئيس زين العابدين بن علي بالتنحي. وذكرت مصادر طبية وشهود: مقتل 12 شخصا في اشتباكات الليلة الماضية. وقال مصدران من مستشفى شارل نيكول لوكالة "رويترز": إن عشرة من الضحايا قتلوا بعد اشتباكات في العاصمة تونس. وقالت شاهدة من راس الجبل ذكرت أن اسمها نرجس "رأيت قتيلين بعيني بعدما أطلقت الشرطة النار على الشبان." وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي العارم في البلاد،أعلنت الحكومة التونسية اليوم الجمعة عن قائمة بأسعار مخفضة للسلع الرئيسية. وذكر التليفزيون التونسي أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لقرار الرئيس زين العابدين بن علي الذي اتخذه أمس. وكان الرئيس التونسي أعلن مساء أمس، الخميس، في كلمة للشعب التونسي بعد نحو شهر من الاحتجاجات الدامية ضد البطالة والفساد، أنه تعرض "للمغالطة" وأنه ستكون هناك "محاسبة"، مشيراً بالخصوص إلى أن الأمور "لم تسر كما كنت أريدها، خصوصاً في مجالي الإعلام والديمقراطية". وكانت تونس قد شهدت اضطرابات اجتماعية عنيفة على خلفية غلاء الأسعار وارتفاع معدلات البطالة أسفرت عن مقتل 21 شخصا حسب الإحصاء الرسمي في الوقت الذي تشير فيه التقارير غير الرسمية إلى أزيد من 60 قتيلا.