أكد سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن تنظيم مؤتمر الأحزاب العربية تزامن مع ظروف خاصة يعيشها العالم العربي مع تأزم الأوضاع في السودان، إضافة إلى التحديات الأخرى التي تواجه الأمة، داعيا في تصريح للجزيرة نت، جميع الأحزاب العربية إلى تكثيف جهودها، وإجراء مشاورات لوضع خطة عمل مستقبلية للمساهمة في الخروج من الإشكالات التي تعاني منها المنطقة. وأوضح العثماني في موضوع متصل، بأن شعار الدورة ال54 للأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية "مواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية"، الذي اختتمت أشغاله يوم الأحد المنصرم، تضمن محورين، يتعلق الأول بمواجهة الفتن الداخلية، التي تعيق الاستقرار وبالتالي التنمية، وبناء المستقبل الأفضل الذي ننشده جميعا لأمتنا، والمحور الثاني يتعلق بمواجهة التجزئة الخارجية، من خلال دعوات الانفصال التي تبرز في عدد من الدول العربية، مشيرا في حوار صحافي مع "التجديد" يوم 10 يناير الجاري، إلى أن هناك علاقة تفاعلية قوية بين المحورين، ف"بإثارة الفتن الداخلية كثيرا ما تؤججه القوى الخارجية، كما يقع اليوم في جمهورية مصر العربية، ويراد منها تهيئ الأرضية لدعوات انفصالية، كما أن الدعوات الانفصالية تقوم بمحاولة إذكاء روح الفتنة لتبرير توجهاتها واصطناع واقع داخلي ودولي لصالحها، كما وقع في الصحراء المغربية مؤخرا، وهذا أمر وجب الوعي به لأنه أينما وجدت الفتنة الداخلية فهي تسمح بالتالي للمشاريع التجزئية الخارجية أوصال الأمة". وتأسف العثماني، على التردي الذي يعيشه الوضع العربي، على جميع المستويات، فعلى المستوى السياسي الداخلي تندر التجارب التي تعرف حدا مقبولا من الانفتاح السياسي، وحدا مقبولا من حرية الصحافة والتعبير والتجمع، وحتى هذه التجارب فهي تعرف بين الفينة والأخرى تراجعات، وأزمات، أما على المستوى الجهوي، فيستمر التشظي في النظام العربي، وتستمر خلافاته، وهو ما انعكس لسوء الحظ على القضية الفلسطينية، ودعمها في الأوساط العربية، من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني، الشيء الذي أضعف الجانب الفلسطيني المقاوم بشكل كبير، أما التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهي مزيد من ضعف العمل المشترك، وبروز المشاكل الاجتماعية في غير الدول النفطية، وغيرها من التحديات ذات التأثير الكبير على ألأمن الاجتماعي في الدول العربية. وفي معرض جوابه على سؤال "هل بلادنا في منأى عن هذه الفتن وما مدى قدرتها على المواجهة؟،" يرد العثماني:" نحن متفائلون جدا بما يعيشه المغرب من استقرار، وعلى العموم فإن بلدنا يعيش استقرارا يجعله بمنأى عن فتن داخلية واسعة، وذلك بسبب ما يعرفه من مستوى مقبول من الانفتاح السياسي والتطورات الحقوقية" ولكنه ليس بمنأى عن المشاكل الاجتماعية بسبب تأثيرات الأزمة الاقتصادية التي تطال العديد من الدول ألأوربية، والتي تعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، بسبب ما تعرفه العديد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية من اختلالات كبيرة في التدبير" . ويرى العثماني في هذا الصدد، أن المغرب أمامه فرصة ذهبية لتجاوز هذه الاختلالات التي تشوب تطورنا الديمقراطي بمنهج جديد، يقطع مع عقلية التحكم في السياسة والأحزاب والانتخابات ويعالج اختلالات العمل السياسي مثل استعمال المال في الانتخابات، والترحال السياسي، وغيرها من الاختلالات التي تشجع العزوف بين المواطنين من أي مشاركة سياسي، مضيفا "كما يجب تجاوز اختلالات التدبير بإصلاح التعليم والقضاء والإدارة ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وغيرها من الإصلاحات الجوهرية ذات التأثير المهم، على الاستقرار والعدالة والاجتماعية والتنمية الحقيقية".