استجابة لدعوة حزب جبهة المشاركة الإصلاحي الإيراني وبمناسبة مؤتمره الوطني السابع، زار حزب العدالة والتنمية في شخص الأمين العام سعد الدين العثماني ومسؤول العلاقات الخارجية بالحزب محمد رضى بنخلدون في الفترة مابين 20 و22 يوليوز إلى طهران للمشاركة في أشغال المؤتمر المذكور. وقد عقد وفد حزب العدالة والتنمية لقاءات متعددة مع رئيس حزب جبهة المشاركة محمد رضا خاتمي (أخ الرئيس الإيراني محمد خاتمي) وأطر الحزب، وقدم العثماني عرضا حول الأوضاع السياسية بالمغرب بصفة عامة، وأوضاع حزبه بشكل خاص، كما اطلع من جهة أخرى واستمع إلى آراء وتوجهات حزب جبهة المشاركة، كما تطرق الحزبان إلى تطورات قضية وحدة المغرب الترابية في ظل الظروف الجهوية والإقليمية والدولية الراهنة. وحسب المسؤول عن العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية، فإن الحزبان اتفقا على تدعيم العلاقات والتعاون فيما بينهما، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين المغربي والإيراني. وكان سعد الدين العثماني قد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء بطهران بأن حزبه لبى دعوة الحزب الإيراني بهدف تنمية أوجه التعاون مع هذا التنظيم الإيراني الإصلاحي، والذي كان يتمتع بقوة خلال البرلمان السابق وله وزن شعبي. معربا في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن الزيارة قد تساهم إلى حد ما في تطوير العلاقات المغربية الإيرانية التي عرفت في الآونة الأخيرة قفزة جيدة، وتحسنا ملحوظا بفضل عدة زيارات واتفاقات. وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في التصريح نفسه بأن الجانب الإيراني أبدى تفهمه للإصرار المغربي على تشبثه بوحدته الترابية الوطنية، انطلاقا من مبادىء الحزبين التي تشدد على الوحدة ونبذ التفرقة، سيما بالنسبة لما اجتمع عليه المسلمون. وأشار العثماني بالمناسبة المذكورة إلى أن الطرفين متفقان على ضرورة تنمية الثقافة الإسلامية المعتدلة المتجددة التي تعيش عصرها مع فتح المجال لهذه الثقافة وللمنتمين إليها في المجتمع للتأطير وللتوجيه من أجل إشاعة هذا النوع من الثقافة، حتى لا يترك المجال فارغا لاجتهادات متشددة وللتطرف، مما قد يفضي بطبعه إلى العنف في مجتمعاتنا الإسلامية. أبو بكر