قدم مصطفى العمراني، في تصريحات هاتفية لهسبريس، شكره وامتنانه لآلاف المغاربة الذين طالبوا بإطلاق سراحه، مشدّدا على أن حملة التضامن معه فاجأته بشكل كبير، وأن أكثر ما يعزيه ويعزي أسر بنسليمان، هو "استشهاد الأطفال الغرقى"، مؤكدًا في التصريحات ذاتها، عزمه على الاستمرار مدربًا للتايكواندو بالحماس نفسه الذي كان عليه قبل الفاجعة. وأكد العمراني الذي أفرج عنه القضاء ليلة الخميس بشكل مؤقت، أنه لم يكن ينتظر مثل هذا التضامن الكبير الذي لاقته قضيته وقضية غرق عشرة أطفال في شاطئ الشراط زيادة على سائق الحافلة التي أقلتهم، إذ كان يظن أن "التعاطف والتضامن بين المغاربة ولى إلى غير رجعة"، قبل أن تؤكد له الحملة التضامنية معه، أن "الخير لا يزال ساريًا في هذا الشعب، وأن الدفاع عن الحق لا يزال سمة للمغاربة". وزاد العمراني المتهم ب"القتل الخطأ الناتج عن الإهمال": "كنت أتمنى في البداية أن أكون قد غرقت مع الأطفال، إذ لم أكن أرى أيّ مستقبل في المدينة بعد خروجي من الاعتقال، خاصة لحجم العراقيل التي يتعرّض لها العمل التطوّعي، غير أن حملة التضامن معي، جعلتي أصرّ على الحياة، وعلى الاستمرار فيما كنت أقوم به". وحول تصريح له لأحد المواقع الإخبارية، قال فيه إنه يفتخر لمنحه 11 طفلًا لله في هذه الفاجعة، صرّح العمراني:" جميعنا نطلب حسن الخاتمة في وفاتنا. صحيح أن ما وقع فاجعة، ولكن ما يعزي آباء الأطفال هو أن أبناءهم استشهدوا، وإلى جنات الخلد يبعثون. فلماذا لا أفتخر أن تلك الرحلة التي نظمناها كانت من أسباب استشهادهم، حتى مع حزننا الشديد عليهم وألمنا الواسع لفراقهم؟". وتقدم مصطفى بتعازيه لأسر الضحايا، مشيرًا إلى أن ألمه لا يعلم به إلّا الله: "صحيح أن كل أسرة فقدت ابنًا أو ابنة في هذه الفاجعة، لكنني فقدت 11 شخصًا، كنت أرعاهم كل يوم، وأرى فيهم أملًا للرياضة الوطنية"، مستطردًا: "لا أتحمل مسؤولية ما وقع، لأنه يبقى قضاءً وقدرًا، وقد كان مقدرًا للأطفال الرحيل بتلك الطريقة، سواء أكان الأمر معي أو مع غيري". وحول البطلة فدوى الوردي التي كان العمراني يتبناها منذ كان كانت في سن الخامسة، قال مدرب التايكواندو: " من الصعب أن يشهد المغرب بطلة كفدوى، كانت مختلقة بشكل كبير، وطموحة إلى أبعد الحدود، ومتفوقة في التايكواندو رغم سنها الصغير. سأعكف على أن تكون فدوى أخرى في جمعيتنا، فقد صار ذلك من أهدافي في الحياة". وأكد صاحب جمعية النور، أنه سيستمر في التطوع مدربًا لرياضة التايكواندو: "بعد انقضاء مدة الحداد، وإذا ما أكد القضاء قراره بإطلاق سراحي، فسأعود إلى جمعيتي بتصميم أكبر على تقديم أبطال جدد للمغرب. أما إذا أصدر القضاء في جلساته المقبلة قراره بمتابعتي بالسجن النافذ، فسأكون راضيًا عن هذا القرار، لأنني أحترم القضاء، بما أنه دعامة للعدالة بالمغرب". وأعرب العمراني عن امتنانه للمغاربة الذين دافعوا عن العمل التطوعي، إلّا أن ذلك جاء متأخرًا بعض الشيء حسب قوله: "كنت أتمنى أن نعترف جميعًا بالعمل التطوعي قبل هذه الفاجعة، عندما كنا نعاني في صمت وسط لا مبالاة الجهات الوصية التي لم تكن تدعمنا. أما الآن، فقد جاء هذا الاعتراف بعد حادث مأساوي خلّف فينا حزنًا كبيرًا".