على غرار باقي المسلمين في مختلف بقاع المعمور، يقضي المسلمون بالعاصمة الأوروغوايانية (مونتفيديو)، شهر رمضان الفضيل في أجواء مفعمة بالنفحات الروحانية يميزها التواصل بين أفراد الجالية المسلمة. ففي مونتفيديو، وككل شهر رمضان، يجتمع المسلمون يوميا بمقر المركز الإسلامي الذي يعد مسجده المكان الوحيد بهذه العاصمة الجنوب أمريكية الذي تقام فيه صلاة الجمعة. ولا غرابة أن تكون هذه المعلمة محج المسلمين من كل الأجناس والأصقاع خلال الشهر الفضيل، خاصة وأنها تقف شامخة كرمز للإسلام بهذا البلد، يتلى فيها القرآن الكريم وتؤدى فيها الصلاة وتنظم فيها حلقات التوعية بقيم الدين الإسلامي الحنيف، بما يسهم في نشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والانفتاح التي تميزه، فضلا عن اضطلاعها بدور ريادي في الأعمال الخيرية والأنشطة الثقافية والاجتماعية وخاصة منها تنظيم الأحوال الشخصية للمسلمين بما في ذلك عقد زيجاتهم. إن هذه المعلمة، يقول الشيخ سمير سليم، إمام وخطيب مسجد المركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعد أول فضاء إسلامي أنشئ في أوروغواي، لتأكيد حضور الدين الحنيف بهذا البلد الذي يقدر عدد المسلمين به بعدة مئات، جزء منهم يتواجد في العاصمة مونتفيديو والباقي موزع، بالخصوص، على مدينتين شمال البلاد على الحدود مع البرازيل. وحسب الشيخ سليم فإن عددا من المسلمين الذين حلوا بالبرازيل، في أربعينيات القرن الماضي، نزحوا في ما بعد إلى المناطق الشمالية من أوروغواي وتحديدا إلى مدينة تشوي (350 كلم من مونتفيديو) الواقعة على الحدود مع البرازيل وكذا إلى مدينة ريفيرا (450 كلم من العاصمة) حيث يحتشد أكبر عدد من المسلمين ذوي الأصول اللبنانية والسورية والأردنية والفلسطينية الذين ارتبطت حياتهم بالنشاط التجاري على الحدود مع البلد الجار. وأوضح أن الجالية المسلمة بشمال أوروغواي تتوفر على مركزين إسلاميين متواجدين بهاتين المدينتين ويقومان بالدور المنوط بهما في نشر القيم الإسلامية السمحاء بين سكان هذه المناطق. وعلى الرغم من أن عدد المسلمين بأوروغواي ينحصر حاليا في عدة مئات -يضيف إمام مسجد المركز الإسلامي بمونتفيديو، إلا أن اعتناق الإسلام من قبل سكان هذا البلد في تزايد مستمر بفضل الدور الريادي الذي تضطلع به المراكز الإسلامية الثلاث خاصة في مجال التعريف بقيم ومبادئ الشريعة السمحاء. ولعل هذا ما أكده المواطن الأوروغواياني مارتين الذي اعتنق الإسلام مؤخرا والذي يزاول العمل الصحفي بإحدى القنوات التلفزيونية، بقوله، في تصريح مماثل، أنه ظل يدرس الإسلام لأكثر من ثمان سنوات وسافر إلى الشرق الأوسط لهذه الغاية، وتوصل إلى قناعة ظلت راسخة لديه حول وحدانية الله عز وجل وفي التواصل الروحي المباشر مع هديه بدون وسائط إلى جانب وقوفه على حقيقة عظمة الدين الإسلامي الحنيف. *و.م.ع