قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب ستة آخرون بجروح خطيرة مساء أمس السبت بالرصاص خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في تالا، وسط غرب تونس. وحسب المدرس النقابي بلقاسم صيحي فان الضحايا قتلوا عندما فتحت قوات الامن النار على متظاهرين في وسط تالا القريبة من القصرين. واوضح صيحي ان مروان جمني (20 عاما) واحمد بو العبي (30 عاما) ومحمد عمري (17 عاما) ونوري بو العبي (30 عاما) قتلوا وجرح عدة اشخاص اخرين. واكد شخصان في تالا فضلا عدم الكشف عن هويتهما هذه الحصيلة. وقالت المصادر ان بين الجرحى ستة اصيبوا بجروح خطيرة وقد نقلوا الى مستشفى في القصرين، كبرى مدن المنطقة. من جهته، قال القيادي النقابي صادق محمودي ان منطقة تالا كانت مسرحا لمواجهات عنيفة اقدم خلالها المتظاهرون الجمعة على نهب سلع واضرام النار في مصرف ومبان رسمية. واضاف في اتصال هاتفي ان الجيش انتشر السبت للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات واتخذ مواقع له حول المباني الرسمية. وقال شاهد اخر فضل عدم الكشف عن هويته ان مواجهات دموية وقعت ايضا ليل السبت الاحد في مدينة القصرين حيث قتل طفل يبلغ من العمر 12 عاما برصاصة في الرأس في منطقة النور. ورفضت السلطات التي تم الاتصال بها التأكيد او الاعلان عن وجود مواجهات وكذلك لم تعلن عن اية حصيلة. وتواجه تونس اضطرابات غير مسبوقة ضد البطالة انطلقت منتصف دجنبر في سيدي بوزيد (وسط غرب) وانتقلت الى عدة مناطق في البلاد. إلى ذلك دعا مفتي البلاد إلى عدم الصلاة على المنتحر "استنكاراً لما صدر عنه وزجراً لغيره". وقال مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ، في تصريحات نشرتها أمس جريدة «الصباح» اليومية على موقعها في شبكة الإنترنت إن "الانتحار ومحاولته جريمة وكبيرة من الكبائر، ولا فرق شرعاً بين من يتعمد قتل نفسه أو قتل غيره". وأضاف: " سيان، أكان القتل بسم أو بسلاح أو بحرق أو بغرق، فكله عمل شنيع، ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، والمنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر فيغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكاراً لما صدر عنه وزجراً لغيره". وفي تطور متصل، قال مسئولون أميركيون إن الولاياتالمتحدة عبرت لتونس عن قلقها من طريقة معالجتها للاضطرابات و"لما يبدو تدخلاً من جانبها" في حق الأفراد في استخدام الإنترنت. إلا أن المسئولين الأميركيين كانوا أكثر تحفظاً حيال الصدامات في الجزائر. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي للصحافيين إن الوزارة استدعت الخميس الماضي السفير التونسي في واشنطن، محمد صلاح تقية لإبلاغه بذلك.