اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بالأزمة اليمنية على ضوء اجتماع جنيف اليوم للأطراف اليمنية المعنية، والإرهاب خاصة الخطر الذي يمثله تنظيم (داعش) المتطرف على أكثر من دولة في المنطقة خاصة في العراقوسوريا والأزمة السياسية في لبنان. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في عمود عن موضوع الإرهاب والمحاولة الفاشلة للاعتداء على معبد الكرنك في الأقصر في الأسبوع الماضي، مركزة على أهمية مساهمة المواطنين في مكافحة الإرهاب إلى جانب رجال الأمن. وقال الكاتب الصحفي، في عموده الذي عنونه ب"البطل الخفي"، إن يقظة سائق سيارة الأجرة الذي أقل اثنين من المشتبه بهم مكنت من كشف الشبكة، مشددا على أن ما وقع يؤكد أن الشرطة لا تستطيع مواجهة الإرهاب وحدها، وأنه "لو قام كل مواطن بدوره في العون كما فعل سائق التاكسي لما تمكن الإرهاب من ممارسة عملياته الشريرة". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار)، في عمود لأحد كتابها، أنه من الخطأ النظر لما وقع من حوادث إرهابية بأنها وقائع منفصلة وأحداث متفرقة غير متصلة ولا يربطها رابط، مؤكدة أن الواقع يقول إن هذه الجرائم هي وحدة متكاملة تسير وفق منهج إجرامي واحد. وفي هذا الإطار، يقول كاتب العمود، إنه لا يصح ولا يجب النظر إلي جريمة الأقصر الفاشلة، على أنها مجرد واقعة منفصلة وخارجة عن سياق العمليات الإرهابية الأخرى، ولكن "الصحيح أن هذه الجماعة الإرهابية ستظل تسعى بكل الوسائل الإجرامية لإشاعة عدم الاستقرار في مصر (..) ولن تتوقف عن سعيها هذا إلا بالقضاء المبرم عليها". وتناول رئيس تحرير جريدة (الجمهورية)، في عموده اليومي، ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة (الباكالوريا) هذه السنة، مشيرا إلى أن الظاهرة تطورت من غش بسيط يمارسه التلميذ بكتابة مواضيع على قصاصات ورق إلى الغش الإلكتروني حاليا. وقال إن تسريب أسئلة الامتحان كشفت عن خلل واضح في إجراءات طباعة حفظ ونقل وتأمين الأسئلة، مستطردا "لا يهم تسريب الامتحان والأهم هو إلغاء هذا النظام التعليمي الفاشل والاهتمام بالجودة وبتغيير المنظومة بالكامل وعدم الاعتداد بالمجموع فقط عند الالتحاق بالكليات واحترام مواهب وعقول الطلاب .. ففي الجامعات المحترمة يسمح للطلبة بفتح الكتب للإجابة علي الأسئلة". في قطر، انصب اهتمام صحيفة (الشرق) على محادثات جنيف بشأن الأزمة اليمنية، التي تنطلق اليوم، معبرة عن ثقتها في "أن تقارب الأشقاء اليمنيين وتجمعهم على طاولة واحدة لتدارس تداعيات ومخرجات الأزمة الدامية التي أدخلت البلاد في أتون حرب مدمرة سيسهم بشكل أو بآخر في تجسير الفجوات بين أطراف الأزمة، المتمثلين في الحكومة والرئيس الشرعي للبلاد من جهة، والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى". وأكدت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن مؤتمر جنيف "يعد اختبارا صعبا أمام القوى المشاركة، وفرصة أخيرة للحوثيين وحدهم لإثبات حسن نواياهم ووطنيتهم". بدورها، ترى صحيفة (الراية) أن مؤتمر جنيف "يمثل اختبارا واضحا لمدى جدية جميع الأطراف اليمنية خاصة الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في حل الأزمة اليمنية عبر الحوار، كما أنه يمثل اختبارا لمدى جدية المجتمع الدولي خاصة بعدما أكدت الحكومة الشرعية باليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي استعدادها للمؤتمر وأرسلت وفدها إلى جنيف". وشددت على ضرورة أن يعقد المؤتمر وفقا لمرجعية المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بانسحاب الحوثيين وحلفائهم من المدن وتسليم المؤسسات الحكومية المدنية منها والعسكرية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. وأكدت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن أي محاولات لعرقلة المؤتمر بطرح أجندة جديدة لا تتواءم مع مخرجات المبادرة الخليجية والقرار الدولي رقم 2216 "يجب أن تواجه بمواقف دولية وإقليمية حاسمة وصارمة باعتبار أن نجاح المؤتمر مرهون بإبداء حسن النية من جميع الأطراف، وعدم فرض شروط مسبقة للحوار". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال بعنوان "سلاح التعليم في مواجهة الإرهاب"، إن الفكر التكفيري والتحريض الطائفي والديني كلها عوامل مؤثرة في تصاعد الأنشطة الإرهابية، مؤكدة أن المجتمعات العربية بحاجة إلى حملة توعية وتثقيف مستمرين من على مختلف المنابر وخاصة المنابر الدينية. وشددت الصحيفة على الحاجة الملحة لتنقية العملية التعليمية في المدارس والجامعات وتصحيح الخطاب الديني وإزالة الشوائب العالقة فيه جراء استخدام الدين من قبل بعض المتطرفين للترويج للأفكار المتطرفة الطائفية والعرقية، خاصة وأن "الكثير من المناهج الدراسية في بعض الدول العربية تعج بالمصطلحات التحريضية، العرقية منها والدينية والمذهبية، ومن على بعض منابر الخطابة الدينية تصدح أصوات الفتنة والتحريض بحق بعض المكونات المجتمعية، عرقيا ودينيا ومذهبيا". وفي مقال بعنوان "الحرب على (داعش)"، أشارت صحيفة (الوسط) إلى أن الولاياتالمتحدة أنفقت أكثر من 7ر2 مليار دولار على الحملة العسكرية التي تشنها ضد تنظيم (داعش)، منذ أن بدأت ضرباتها الجوية ضد أهداف للتنظيم المتطرف في شهر غشت الماضي، فيما تبلغ كلفة الحرب في اليوم الواحد الآن أكثر من تسعة ملايين دولار، حسب ما أعلن البنتاغون قبل عدة أيام. وتساءلت الصحيفة هل أثر هذا الإنفاق الضخم في اجتثاث هذا التنظيم الذي ما يزال ينشر سموم أفكاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي، موضحة أن هناك توقا ورغبة لدى شعوب المنطقة في إيجاد مجتمعات تتمتع بالحرية والكرامة، وبالحكم الرشيد، وهناك قناعة لديها من أجل الإصلاح والتغيير، إلا أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق سوى بتوافر الشروط الأساسية للحوكمة، وهي الكرامة ممثلة بحرية الإنسان على كل الأصعدة، الفكرية والعقدية والسياسية، وضمان حقوق الإنسان الأساسية. واستنتجت (الوسط) أن السبب الرئيسي لوجود التطرف في البلاد العربية، وخصوصا في سورية والعراق، هو "البيئة الحاضنة للإرهاب والفكر المأزوم، بالإضافة إلى الأنظمة الممولة لها، والتي تزودها كل يوم بالأسلحة وتشحنها ببطارية الكراهية". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "زوبعة نيابية في فنجان الحكومة !"، للرسالة التي رفعها مؤخرا 42 نائبا إلى الملك عبد الله الثاني، فقالت "يبدو أن نوابا حانقين على حكومة عبد الله النسور، كل لأسبابه ودوافعه، يحاولون اليوم استنساخ تجربة رفع الغطاء النيابي عن حكومة معروف البخيت في البرلمان السابق (...) في مسعى سياسي لإسقاط، أو على الأقل المساهمة في إسقاط الحكومة الحالية". وحسب الصحيفة، فإن رسالة النواب حملت "حزمة واسعة من الانتقادات والتحفظات والاتهامات" لحكومة النسور، "لكنها أحجمت فقط عن طلب حجب الثقة عن الحكومة، لأسباب واضحة، لها علاقة بعدم قدرة معارضي الحكومة على إسقاطها في جلسة تصويت جديدة على حجب الثقة"، لتخلص إلى أن هذه الرسالة قد ينطبق عليها وصف "زوبعة في فنجان". وفي مقال بعنوان "حول إضراب موظفي وكالة الغوث (الأونروا) اليوم"، قالت (الدستور) إن موظفي الوكالة "تعمدوا" مباشرة احتجاجهم بالتزامن مع اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا، "لإيصال رسالة قاطعة بمجابهة سياسة تخفيض الخدمات"، مضيفة أن العاملين "يتحسبون من مسلسل التقليصات تحت ذريعة عجز الميزانية، والذي سيمس كل الخدمات المقدمة للاجئين". وتناولت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، الشأن اليمني، فرأت أن إمكانية نجاح اجتماع "جنيف" اليمني، بأي صيغة أو جدول أعمال كان، تبدو "صفرية" إذا لم يتراجع الطرفان عن شروطهما المسبقة التي تبدو على طرفي نقيض. وذهب كاتب المقال بالصحيفة إلى القول "إن جنيف اليمني، إن عقد، محكوم بالفشل والانهيار وربما يكون عدم انعقاده أفضل من التئامه، لأن الطريق إلى جنيف هذه المرة معبدة بالنيات السيئة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "حروب التكنولوجيا"، عن لجوء بعض الدول إلى استخدام القرصنة التكنولوجية من خلال منظمات تديرها عن بعد أو تخترقها. وأوضحت أن ما يثار عن اختراق ملايين الحسابات لموظفين أمريكيين فيدراليين ليس إلا لمحة عما يجري في عالم القرصنة، مؤكدة أن "البلدان الكبرى التي تريد أن تهيمن أو تتسيد الآخرين لا يمكن أن تترك الآخرين من دون أن تلم بسياساتهم ومنجزاتهم وخططهم". وأبرزت أن ما يجري الآن من قرصنة تكنولوجية يعطي نفس نتائج التجسس، لكن وفق مقاييس أكبر بكثير، وهذا يجعل التكلفة على البلدان التي يتم اختراق حساباتها كبيرة للغاية. وشددت (الخليج) على أن البلدان الضعيفة والفقيرة "هي الخاسرة، لأنها هي الأكثر عرضة لأن تكون كتابا مفتوحا أمام قرصنة البلدان الكبرى، وهي في نفس الوقت لا تملك الإمكانات المادية والتكنولوجية لأن تجاري هذه البلدان في الحصول على المعلومات". من جانبها، خصصت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية بعنوان "بين النار والمتوسط"، حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتي يعاني منها "مئات الآلاف من الذين هربوا حتى لا يكونوا وقودا للنار في بلدانهم المشتعلة، ليتحولوا إلى ضحايا يبتلعهم المتوسط طعاما لأسماكه، في واحدة من أشد وأخطر المآسي الإنسانية وأكثرها ألما ووحشة وحزنا في عصرنا الحديث". وقالت، في هذا الصدد، إن الكارثة الكبرى في مسألة الهجرة غير الشرعية أنها متعددة الوجوه، لا تبدأ بكونها ظروف قاهرة دفعت مئات الآلاف وأغلبهم عائلات بالجملة لترك كل شيء خلفهم، ورمي أنفسهم في مراكب متهالكة والارتهان لمهربين لا يعرفون إلا المال، ولا تنتهي بكونها تثقل كاهل الدول المضيفة مع ما يمكن أن تحمله من أخطار خشية تسلل عناصر إرهابية بين أكوام اللحم التي ترمي حتى جوازات سفرها قبل التوجه نحو المجهول. وأشارت الافتتاحية إلى أن "هذه الأزمة الكارثية" أربكت ثلاث قارات كاملة، بداية من أوروبا وإفريقيا العاجزة وآسيا، مضيفة أن الكارثة لن تقف إلا بحل الأسباب التي دفعت هؤلاء الضحايا للهجرة، كما أن المجتمع الدولي بحاجة إلى حلول جذرية وليس إسعافية فقط، وهذا يحتاج توافقات واسعة تنهي النزاعات في الكثير من الدول التي تعتبر خزانات للمهاجرين أو محطات عبور من قبيل العراقوسوريا وغزة وليبيا وغيرها كثير. وبلبنان، اهتمت الصحف بجلسة الحوار 13 التي ستعقد اليوم بين (تيار المستقبل) و(حزب الله)، التي انطلقت في متم شهر دجنبر الماضي، وقالت صحيفة (اللواء) إن جدول أعمال الجلسة "حافل سياسيا وميدانيا، من دون توقع حدوث اختراقات"، مشيرة إلى أن "الحكومة تحضر كبند متصل بالملفين السياسي والأمني في النقاشات بين الطرفين المتفقين على أن الحوار يملأ فضاء الفراغ الهائل، والذي انتقل من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي، وعطل جلسات مجلس الوزراء"، بسبب الخلاف حول التعيينات في مناصب القادة الأمنيين. وتوقعت صحيفة (المستقبل) أن تتطرق جلسة الحوار بين الفريقين السياسيين، أيضا إلى "التطورات في سوريا "لا سيما ما يتصل بالحدود اللبنانية السورية" هذا بالإضافة إلى موضوع التعيينات العسكرية ب"اعتباره السبب الرئيسي لشلل الحكومة". وفي الموضوع الأمني، كشفت (السفير) أن أحد قيادات (جبهة النصرة) نشر، عبر حسابه على "تويتر"، معلومات عن مخطط إرهابي ينوي تنظيم (داعش) القيام به في أول أيام شهر رمضان في محافظة الشمال. وأوضحت أن هذه المعلومات تفيد بأن (داعش) "تجهز لعملية كبيرة في طرابلس في أول رمضان ضد الجيش اللبناني". واهتمت صحيفة (النهار) بانتخاب سامي الجميل رئيسا جديدا لحزب (الكتائب) خلفا لأمين الجميل، معلقة أن "فتى الكتائب اللبنانية خرق، أمس، مشهد التعطيل والجمود، فأجرى الحزب انتخابات لرئاسته ومكتبه السياسي، ليسند الاولى المحسومة سلفا الى النائب سامي الجميل (نجل أمين الجميل)". وفي سياق آخر، كشفت أن تمام سلام التقى في الساعات الأخيرة عددا من سفراء الدول الكبرى بينهم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الذين دعوا، وفق الصحيفة، إلى "استمرار الحكومة في عملها إذا كان لبنان يريد أن تستمر المساعدات الدولية له".