اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الثلاثاء، بنتائج الانتخابات التي جرت في تركيا والازمة اليمنية وقضايا الإرهاب الذي يتهدد أكثر من دولة في المنطقة، ولقاء شرم الشيخ بين التكتلات الاقتصادية الثلاث في إفريقيا والأزمة السياسية في لبنان. ففي مصر خصصت صحيفة (الأهرام) افتتاحيتها للقمة التي ستحتضنها مدينة شرم الشيخ يوم غد للتجمعات الاقتصادية الإفريقية الثلاث ( السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا (كوميسا) وجماعة شرق إفريقيا، ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (السادك) للاتفاق على إنشاء منطقة تجارة حرة بين دولها ال26 معتبرة ما سيتم بأنه "خطوة جبارة" طال انتظارها من قبل الافارقة، وكل المتعاملين مع القارة الإفريقية . وأكدت أن "الاتفاق التاريخى" الذى من المقرر أن يتم توقيعه غدا بمشاركة 26 دولة إفريقية سوف يفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الإفريقية، وسوف يعمل على نقلة نوعية جديدة في العلاقات التجارية بين القاهرة ودول القارة الإفريقية. وحول الموضوع نفسه كتب رئيس التحرير بصحيفة (الجمهورية) فهمي عنبه متسائلا عما ينقص إفريقيا لتدخل في اتحاد مثل أروبا مشيرا إلى أهمية الاتفاق المزمع توقيعه في شرم الشيخ لإنشاء منطقة تجارة حرة بين دول التكثلات الثلاثة. وأكد أن من شان إنجاز هذه الاتفاقية أن تعيد التضامن لأبناء القارة السمراء وربما تحقق الحلم الذي ينتظره مواطنو القارة التي لا ينقصها شيء لتكون مثل أوروبا سوى توفير الإرادة والإصرار. ومن جهتها كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها أن اجتماع شرم الشيخ يؤكد أن القارة الإفريقية انتقلت من خانة الكسل والاعتماد على الغير إلى خانة النضوج والاعتماد على النفس. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "هل يتعلم أردوغان الدرس"، أن الاقتصاد والسياسة كانا السبب في خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية الأخيرة وعدم قدرته على الاحتفاظ بأكثريته النيابية. وعزت الافتتاحية أسباب هذا الفشل إلى الطموحات القاتلة التي هيمنت على صانع القرار التركي والأحلام الامبراطورية التي بدأت "تدغدغ خيال رجب طيب أردوغان، وحالة العظمة التي تلبسته، وتصوره بأنه بات قادرا على أن يتدخل هنا وهناك". أما صحيفة (الوطن)، فكتبت في افتتاحية بعنوان "العد العكسي"، أن انتخابات أول أمس جاءت لتعلن بدء العد التنازلي لأفول حقبة سعى من خلالها "أحد أنشط الأحزاب الدينية للاستئثار بحكم تركيا بشكل مطلق، فالتململ الكبير جراء السياسات التي اتبعت وخاصة في السنوات الأخيرة، كان لها أثر بالغ على توجه الناخبين" مضيفة أن الصناديق ترجمت حالة الغضب والاستياء من حزب العدالة والتنمية ". ومن جهتها، خصصت صحيفة (البيان)، افتتاحيتها، للشأن اليمني، مؤكدة أن محادثات جنيف المرتقبة ، بين الحكومة اليمنية والمتمردين، تعد "محط أنظار أوساط عدة باعتبارها ركيزة للحل في البلاد، ولكنها تبقى رهينة التزام الحوثيين بها وعدم تدخل أطراف خارجية فيها". ونقلت الافتتاحية عن الرئيس اليمني تأكيده على أن هذه المباحثات تهدف لتنفيذ القرار 2216 فقط وليس للمصالحة، مشيرة إلى أن القرار ينص على انسحاب المتمردين الحوثيين، وهو "ما سيكشف مدى التزامهم بالحل السياسي". وعبرت (البيان) عن قلقها من استخدام الانقلابيين المحادثات كمنصة لخطاب سياسي وليس لإنهاء أزمة الشعب اليمني كما هو مرجو من المحادثات، ما يحتم على رعاة المشاورات المرتقبة عدم إفساح المجال لتنفيذ أجندات كهذه، ووضع معاناة اليمنيين نصب أعينهم، أملا في إيجاد حل جذري وسريع للأزمة. وفي الأردن، وفي مقال بعنوان "كرامة العمال الوافدين"، انتقدت (العرب اليوم) الطريقة التي يتم بها التعامل مع العمال الوافدين في الأردن، ورأت أن "فيها هدرا لكرامتهم"، موضحة، في الوقت ذاته، أن حملات وزارة العمل التفتيشية على هؤلاء العمال لتصويب أوضاعهم "إجراءات سيادية وقانونية يجب ألا تتوقف". وبعد أن أشارت الجريدة إلى أن ظروف حياة العمال الوافدين "ليست طبيعية" وإلى اضطرارهم لدفع مبلغ من المال لتأمين تصريح العمل، قالت إنه مع هذا فإن وزارتي الداخلية والعمل "لا تحركان ساكنا في الدفاع عنهم، كما لا تدافع عنهم النقابات العمالية والمؤسسات الحقوقية". وتناولت جريدة (الدستور)، في مقال لها، سيناريوهات ما بعد الانتخابات في تركيا، واعتبرت أن السيناريو "الأكثر منطقية" هو تشكيل حكومة ائتلافية موسعة، "تكسر احتكار السلطة والانفراد بها، وتكرس تجربة التناوب والتداول، وتحد من اندفاعة الإسلاميين وزعيمهم، وتلجم مغامراته الإقليمية، وتفتح الباب للمساءلة والمحاسبة في قضايا الفساد وكبت الحريات (...)". وحسب الصحيفة فإن هذا السيناريو سيؤسس لمرحلة جديدة، من دون دور فردي مقرر لرجل واحد، ثبت بالملموس، أن معظم قراراته الأخيرة، كانت نابعة من إحساس عميق بذاته وزعامته. وفي البحرين، أشادت الصحف بإحباط الأجهزة الأمنية لمخطط إرهابي كان يستهدف أمن البلاد، واعتقال عناصر في تنظيم إرهابي يسمى (سرايا الأشتر). ونوهت صحيفة (البلاد برجال الأمن على "نجاحهم الكبير" في الإيقاع بالمجموعة الإرهابية التي كانت على وشك تنفيذ عمليات إجرامية، داعية إياهم لليقظة التامة، على اعتبار أن الإرهاب الممارس الآن في الخليج، "ليس مجرد عمليات عشوائية تستهدف مناكفة الأجهزة الأمنية من وقت لآخر من قبل بعض الخارجين عن القانون، ولكنها حرب منظمة لها من يرعاها ومن يمولها". وقالت الصحيفة إن هذه الحرب ستستمر، لأن الهدف منها هو استنزاف الأجهزة الأمنية ودفع المنتمين إليها إلى الإحباط وإدخال الخوف في قلوبهم، وهي حرب لا يمكن الفصل بينها وبين الصراع الطائفي الدائر في المنطقة، ولذلك فهي "خطيرة وطويلة ولن تنتهي الآن". ومن جهتها، أثنت صحيفة (الوطن) في مقال بعنوان "عقول متطرفة.. عقول مغسولة.."، على جهود وزارة الداخلية، من أجل الحفاظ على استقرار البلاد وحماية المجتمع من الإرهاب ودخول الأفكار المتطرفة للمجتمع البحريني "الوسطي والآمن"، موضحة أن البحرين، كما دول الخليج العربية، "مستهدفة من الداخل والخارج، والتطرف والعنف والإرهاب هي عمليات منظمة ومخططة لتغيير الأفكار والمعتقدات الدينية والسياسية والاجتماعية". وفي مقال بعنوان "سرايا الحمقى"، أشارت صحيفة (أخبار الخليج) إلى أنه من المعروف أن ما يطلق عليه تنظيم (سرايا الأشتر) تورط في تنفيذ أنشطة إرهابية استهدفت رجال الشرطة وقوات حفظ النظام، وسبق أن تم إدراجه ضمن القائمة السوداء للجماعات الإرهابية في البحرين. وقالت إنه كسائر التنظيمات الإرهابية التي تم الكشف عنها في البحرين، فإن "الخيوط ممتدة إلى إيرانوالعراق، فالتخطيط والتمويل يأتي من إيران، ومسرح التدريب في العراق، والهدف هو البحرين"، مبرزة أنه من اللافت للانتباه في الاعترافات التي أدلى بها المقبوض عليهم من المنتمين الى التنظيم الإرهابي أن معسكرات التدريب التي تدربوا فيها كانت في البحرينوالعراق، أي أنهم "تلقوا تدريبا خارجيا وآخر داخليا في معسكرات خاصة وسرية". وفي قطر ، شددت صحيفة (الشرق) في افتتاحياتها على أن المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف أمن واستقرار البحرين "مرفوض ومدان بأشد العبارات، وإحباطه يؤكد يقظة وقدرة الأجهزة الأمنية في مواجهة خطر الإرهاب"، مبرزة أن وقوف دول الخليج مع المنامة "يؤكد أن أمن منظومة المجلس واحد لا يتجزأ، كما أن أمن واستقرار منطقة الخليج جزء أساسي من الاستقرار العالمي، وضمانة أكيدة للأمن والسلم الدوليين". وترى الصحيفة انه بات من الضرورة بمكان أن تتضافر الجهود للقضاء على الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وأن تنصب جهود الدول في المنطقة على نبذ العنف والإرهاب، ملاحظة ان هذا المخطط "يكشف أن المحاولات مستمرة للنيل من استقرار البحرين، الذي هو نيل من سلامة وأمن واستقرار دول مجلس التعاون، لكن مثل هذه المخططات ستتحطم على صخرة وحدة أهل البحرين " ، ومعها وحدة مجلس التعاون وقيادته. على صعيد آخر ، لاحظت صحيفة ( العرب) أن الانتخابات التركية الأخيرة "كان صداها مسموعا في العالم العربي بقدر ما كان مسموعا في المدن التركية"، مبرزة ان هذا الاهتمام طبيعي في ظل الدور المحوري لتركيا في أحداث المنطقة. واعتبرت الصحيفة في مقال لها أن الأحزاب الفائزة في هذه الانتخابات "تعاني من عدم وجود أي تناسق في برامجها، ذاك أن الحزبين (القومي) و(الشعبي) لا يقران بحقوق الأكراد، والثلاثة ( القومي و الشعبي و الائتلاف الكردي ) يرفضون العمل مع الحزب الحاكم، متوقعة أن أي ائتلاف حاكم "سيكون الشريك الأكبر فيه هو حزب العدالة والتنمية". وسجلت الصحيفة أن تخطي الأكراد للعتبة الانتخابية كان سببا رئيسيا في خسارة الحزب الحاكم للأغلبية. وبلبنان، علقت صحيفة (السفير) على المشهد الداخلي بالقول إن "كل حديث في السياسة حاليا يندرج في خانة التسالي السياسية"، معتبرة أن "الكلام الحقيقي هو للميدان، ميدان المنطقة عموما وميدان سوريا خصوصا". وأوضحت أن الفراغ الرئاسي يبقى مستمرا ، ف"لا الرئاسة متاحة" بذلك، "برغم محاولة الفرنسيين والفاتيكان والأمم المتحدة ملء الوقت الضائع بزيارات من هنا أو من هناك، ولا مبادرات ملموسة يمكن أن تشكل مخرجا". واعتبرت أن "انتقال الأزمة الى مربع الحكومة"، بسبب إصرار كتلة ميشال عون طرح مسألة التعيينات الأمنية وبالتالي اضطرار رئيس الحكومة تأجيل انعقاد مجلس الوزراء هذا الأسبوع لفسح المجال لمزيد من المشاورات يشي بتعطيل وزاري مفتوح قد يمتد لأسابيع، وربما لأشهر أو أكثر، فيكون النظام عمليا بات في حكم المعطل رئاسة ومجلسا نيابيا (لم يجتمع البرلمان منذ مدة طويلة) وحكومة. أما صحيفة (المستقبل)، فكتبت تقول إن (حزب الله) جاهر أمس ب"كونه مفتاح التعطيل الرئاسي في البلد" وبأنه س"يظل يعطل الاستحقاق طالما أن اللبنانيين لم يرضخوا لقرار تعيين مرشح الحزب رئيس (تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون رئيسا للجمهورية". وفي ذات السياق أكدت (الأخبار)، أن "لا جديد في الاتصالات السياسية"، لتبقى الحكومة، وفق الصحيفة، "خارج الخدمة"، إلا أنها أبرزت أن (حزب الله) وضع أمام الفرقاء السياسيين الآخرين خيارين " إما انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبلاد أو الدخول في فراغ إلى أجل غير مسمى". من جانبها، استبعدت صحيفة (النهار) أن تنتهي "الإجازة القسرية" للحكومة في وقت سريع، "ما لم تطرأ تطورات غير محسوبة". واستنتجت أن قرار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام "تعليق جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع حركت تحركات ووساطات سياسية مكوكية تهدف الى تجنب اطالة هذه الإجازة التي اريد منها إبعاد محاذير إخضاع الحكومة لاختبار يصعب اجتيازه تحت وطأة الشروط غير القابلة للتنفيذ...".