ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، اهتمامها على عدد من المواضيع التي تهم الأوضاع الإقليمية والمحلية، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية والأوضاع في سوريا وتداعيات الهجوم الإرهابي على معبد الكرنك بمدينة الأقصر المصرية ومواجهة الإرهاب في البحرين. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان "الأقصر بين -مذبحتين" أنه في مذبحة الأقصر 1997 سقط 65 سائحا بيد مجموعة من الإرهابيين قتلوهم ومثلوا بجثثهم ، وفى الأربعاء الماضي حاول الإرهاب تكرار نفس المذبحة ولكن لم يصب سائح واحد بل تمكن الأمن من قتل أحد الإرهابيين وإصابة الثاني في الوقت الذي فجر فيه ثالثهم نفسه بجوار أتوبيس سياحي في محاولة إصابة ركابه ولكن شاءت الأقدار أن يكون الأتوبيس خاويا من الركاب. أما جريدة الجمهورية فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "معركة البناء .. أصعب" أن مصر تخوض الآن معركة بناء الدولة الجديدة وهي أخطر من المعركة مع الإرهاب الذي سوف يتوارى إن آجلا أو عاجلا أمام يقظة ووعي وصمود الشعب وفي مقدمته قواته المسلحة والشرطة بالتضحيات الغالية. وقالت إن معركة البناء تحدد مستقبل مصر لأجيال قادمة وتفسح المجال للمشاركة فيها أمام أصحاب الخبرات والعقول والمتخصصين في كافة المجالات وأمام طاقات الشباب المتفجرة المستعدة للإنجاز إذا صح تحديد مسارها إلي الأهداف المرجوة. وفي قطر، شددت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها على أنه بات من الضروري أن تتضافر الجهود الدولية لإنهاء الأزمة الليبية ودفع أطرافها الى الحوار ونبذ العنف، والعمل من اجل استعادة الاستقرار والوئام والحفاظ على وحدة البلاد أرضا وشعبا ، داعية إلى العمل "بروح ثورة 17 فبراير والارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية لإرساء دولة المؤسسات وسيادة القانون". وترى الصحيفة أن من شأن الحراك الكبير التي تشهده الازمة الليبية حاليا على الصعيد الدولي "أن يدفع الأطراف الليبية الى انجاز مصالحة وطنية، ووضع الجميع فى مسار الحل السلمى للازمة"، مؤكدة انه يقع على عاتق الليبيين "مسؤولية وضع حد للاقتتال ونزع فتيل الأزمة، خاصة وان هناك بوادر تهدئة ينبغي تطويرها الى وقف شامل لاطلاق النار، واستئناف الحوار لتجاوز حالة الانقسام، والاتفاق على خريطة طريق، تمهد للانتقال الى حل متفق عليه بمشاركة الجميع". بدورها أكدت صحيفة (الراية) أنه من المهم أن تدرك أطراف الأزمة الليبية أهمية "أن تنعم ليبيا وشعبها بما يستحقون من الأمن والأمان بعيدا عن الانقسام والاقتتال"، مشددة على انه ليس أمام هذه الأطراف "إلا التوصل إلى اتفاق شامل ينهي جميع مظاهر الانقسام والتوتر للخروج من هذا الوضع القاتم، خاصة مع ظهور طرف ثالث يتمثل في تنظيم (داعش) الذي استغل الفرصة وبدأ يتمدد باحتلال المدن والمنشآت". وفي لبنان، قالت (الأخبار) إن المرجعيات السياسية والدينية الدرزية "انقسمت حول آلية التعامل" مع تداعيات "المجزرة التي ارتكبها إرهابيو (جبهة النصرة) بحقø دروز إدلب (سورية) الأربعاء الماضي. وأوضحت أن "المجزرة أعادت البحث عن سبل لحل أزمة دروز جبل السما، وعاد البحث عن إخراجهم من إدلب إلى لبنان" أما (السفير) فكتبت تتساءل " هل بدأت ترتسم الخنادق الحمراء في الميدان السوري أم أن الأسابيع المقبلة ستشهد المزيد من الاحتدام"، واعتبرت أن معظم "التقديرات" تشي بأن شهر رمضان سيكون "شهرا مشهودا في ميادين المنطقة، وخصوصا في سوريا". وقالت إن جبهات كثيرة "مشتعلة" من حدود لبنان الشرقية إلى اليمن مرورا بالعراق، "لكن ما يجري على أرض سوريا ستكون له تداعيات مستقبلية على مجمل خريطة الشرق الأوسط، ولذلك، تتخذ المعركة هناك طابعا غير مسبوق منذ أكثر من أربع سنوات...وكل حديث عن تسويات أو مؤتمرات في جنيف أو موسكو أو القاهرة لا علاقة له بالواقع أو بالنيات الفعلية للاعبين الأساسيين على أرض المعركة". وفي سياق آخر أشارت (البلد) الى أن الساحة السياسية "لا تزال اسيرة المد والجزر الحكومي الذي يتكسر عند أبواب تريث رئيس الحكومة تمام سلام" ، الذي يبقي أبواب السراي (مقر رئاسة الحكومة) "مشرعة" للأخذ والرد لإيجاد "مخارج تمنع تعطيل جلسات الحكومة. وفي الأردن، تناولت صحيفة (الغد) موضوع التعديلات الجديدة التي تضمنها مشروع القانون المعدل لقانون العقوبات في الأردن، والذي نص في إحدى مواده على تجريم الإضرابات. وأعرب كاتب مقال بالصحيفة حول الموضوع عن عدم تأييده للإضرابات "التي يقوم بها البعض بطريقة غير قانونية"، مؤكدا في المقابل أنه "من الضروري ألا يحرم القانون العمال بفئاتهم كافة من حقهم في ممارسة الاحتجاج السلمي والمتزن والذي لا يسيء لأحد، على قرارات وإجراءات تعسفية، وإلا ستضطر السلطات التنفيذية إلى إيقاع عقوبات بالجملة على الكثير من العمال". وفي مقال بعنوان "دروز سوريا على خطى أزيدي العراق"، قالت صحيفة (الدستور) إن انهيارات متتالية حدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية على جبهات النظام السوري في المحافظات الجنوبية، معتبرة أن الوضع الحرج في السويداء "يطرح بقوة وعلى عجل، فكرة التدخل الخارجي لحماية المنطقة"، والأردن "من الدول التي يجري الحديث عنها بوصفها مرشحة للقيام بدور من هذا القبيل، لاسيما في ضوء العلاقات الوطيدة مع فصائل الجبهة الجنوبية". وأشارت، في السياق ذاته، إلى أنه ليست لدى الأردن خيارات سهلة حيال هذا الملف الشائك، موضحة أن انهيارات الجبهة الجنوبية "تلقي بتحديات مباشرة وضاغطة على أمن الأردن وحساباته، من بينها مخاطر اقتراب التهديد الإرهابي من حواضرنا الشمالية، وتزايد احتمالات انطلاق موجات جديدة من الهجرة واللجوء ...". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الإجراءات القضائية المتخذة بشأن المتورطين في الأعمال الإرهابية بالبحرين لا تختلف عن مشاركة المملكة دوليا في محاربة الإرهاب، وخصوصا أنه يشكل ظاهرة عالمية لا يحددها دين أو مذهب. وأكدت الصحيفة أن البحرين شددت قبضتها بشكل واضح على التنظيمات والأنشطة الإرهابية، ومن خلال القضاء البحريني المستقل، بات المتورطون ينالون ما يستحقونه من عقاب رادع، مشيرة إلى أن الأحكام الصادرة في هذا الشأن "سوف تسهم في خنق الإرهاب في البحرين والقضاء على وتيرته تدريجيا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأيام) أن الوضع الأمني القائم في البحرين حاليا "أقوى من أن يستطيع أن يؤثر فيه أحد من المعادين، سواء أكانوا أفرادا أم جماعات أم دول"، مشيرة إلى أن هذه الحقيقة "تتجسد أمامنا اليوم تماما كما لمسناها في كل الأحداث التخريبية والإجرامية التي وقعت عبر سنوات مضت". وأوضحت الصحيفة أن الأمن البحريني "القوي والصلب"، يفشل الآن كل المحاولات والمخططات التي تستهدف زعزعة استقرار الوطن وحياة المواطن، عازية هذا النجاح الأمني إلى حرص القيادة على تحقيق الأمن، وإخلاص وزارة الداخلية في أداء واجباتها على أكمل وجه، وتعاون المواطنين مع رجال الشرطة في إنجاز المهمات الأمنية. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، عن الخطر الإرهابي الذي يهدد بلدان شمال افريقيا، والذي قد يمتد حتى للبلدان الأوربية على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. وأبرزت الصحيفة أن "هناك استخفافا بالخطر، أو عدم تقدير صحيح لتداعياته، أو عدم صدق في مواجهته، كما هي الحال بالنسبة لمواجهة الخطر (الداعشي) في دول المشرق العربي"، وهو الأمر الذي ستكون نتائجه كارثية بكل المقاييس، على دول المنطقة العربية وشعوبها تحديدا، في المستقبل. وأكدت الافتتاحية أن صورة المشهد اليومي التي "تتراءى أمامنا توضح بشكل جلي أن الارهاب يتمدد بكل الاتجاهات، وتتسع مساحة الأرض والبشر التي تقع بين يديه"، مشددة على أن هزيمة (داعش) و(جبهة النصرة)، وغيرهما من التنظيمات المماثلة، ممكنة ومتاحة، إذا صدق من يملأون الدنيا صخبا عن خطرها وضرورة مواجهتها ويضعونها على (قائمة الارهاب). ومن جانبها، أوضحت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "الربيع العربي وإسرائيل"، أن اسرائيل لم تواجه مرحلة مثل "المرحلة الحالية من حيث شعورها بالطمأنينة والراحة بشأن ما سمي بÜالربيع العربي، حيث تدور الحروب والصراعات على مرمى حجر منها، وهي مطمئنة أن شرر هذا الاقتتال قابل لأن يطول أي دولة لكنه أبدا لن يطولها". وأشارت في هذا السياق إلى تأكيد وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون على أن "قضية فلسطين لم تعد قضية العرب المركزية"، فهو يعلم أن الصراع الطائفي المذهبي هو المحرك الأساسي للمنطقة وما سواه على الهامش. ودعت الافتتاحية القادة والحكماء والمسؤولين وقادة الرأي إلى الوحدة والتكاثف لوقف شلال الدم النازف في كل مكان تحت ستار الدين، كي "تستعيد الأمة مجدها ولكي نحفظ أجيالها القادمة من هذا الإرهاب الأعمى الذي ينتشر كالنار في الهشيم، ولتعود البوصلة تعمل من جديد وتشير إلى إسرائيل".