اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم السبت، بعدد من القضايا الراهنة في مقدمتها الوضع في اليمن عقب الإعلان عن انتهاء (عاصفة الحزم) وبداية عملية (إعادة الأمل)، والتطورات التي تشهدها القضية السورية، وجديد الوضع في الأراضي العربية المحتلة، والحرب على الإرهاب وإشكالية الهجرة السرية نحو أوروبا. ففي البحرين، اهتمت صحيفة (الوطن) بالوضع في اليمن، حيث أوضحت في مقال لها بعنوان "(عاصفة الحزم) توقفت، لكن المعركة لن تتوقف"، أنه ليس مفاجئا أن تتوقف (عاصفة الحزم) فجأة، فنهاية العملية أمر طبيعي جدا، ذلك أنها عنوان لعمل عسكري وليست عنوانا لمعركة أو حرب طويلة. وترى الصحيفة أنه "حتى لو تمت تسوية الأوضاع في اليمن وتم تحجيم النفوذ الإيراني ودور الحوثيين، وانتهت عميلة (عاصفة الحزم) ومن بعدها عملية (إعادة الأمل)، فإن "المواجهة مع إيران مستمرة لأنها لا تزال تحتل العراق الذي تعتبره الأهم بالنسبة لها، وتعبث في سوريا وتشل لبنان"، قائلة إن أهل هذه الدول يعتبرون أنفسهم في معركة طويلة مع إيران حتى وإن لم يكن للمعركة عنوان". وفي مقال بعنوان "اليمن .. النهاية عربية"، خصصته للحديث عن قرار مجلس الأمن الخاص باليمن الذي "وضع الحوثيين تحت مقصلة الفصل السابع"، أوضحت صحيفة (الأيام) أن إيران لعبت دورا كبيرا قبيل صدور القرار، إذ أوعزت لروسيا بتقديم مقترحات لوقف إطلاق النار تمهيدا لإعلان الحوار، وهو ما كان يرفضه الحوثيون في السابق، معتبرة أن الموقف الروسي "لم يكن سوى خدعة وحيلة إيرانية، ولكنها فشلت ولم يقتنع العالم بها". وقالت "إن الخدعة الإيرانية باتت معروفة للجميع، وفشلت في تحقيق مبتغاها، لأن قيادة عملية (عاصفة الحزم) باتت تمسك بزمام الأمور العسكرية وتعرف مواقع المتمردين والحوثيين الذين خسروا كثيرا معنويا وعسكريا ولوجستيا وجماهيريا"، مؤكدة أن "العرب نجحوا، ربما للمرة الأولى في تاريخهم الحديث، في التأثير على مجريات الأمور الدولية". وخلصت الصحيفة إلى أن الأزمة عربية، فكان على العرب التدخل لحلها وعدم تركها لقوى إقليمية أو دولية أخرى لحلها أو لتصعيدها، وأدركوا أن أمنهم هم الأولى بحمايته، فلديهم القوة والسلاح والقادة السياسيون والقيادات العسكرية، فكان التنسيق ثم النجاح، قائلة "كانت بدايتنا اليمن، وإن شاء الله قريبا في مناطق الصراع الأخرى، ليكون الحل عربيا خالصا". وفي قراءتها للمشهد الثقافي في البلاد، قالت صحيفة (الوسط) إن مملكة البحرين، مقارنة مع الدول المجاورة، بدأت في نشر الصحف مبكرا، وهي تستحق سوقا مزدهرة في التأليف والنشر لأن هذا المجال الحيوي يفتح الآفاق وينمي الطاقات الفكرية الوطنية، التي تعتبر أفضل رأسمال لأي بلد يسعى لشق طريق المستقبل بنجاح. وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "البحرين تستحق سوقا مزدهرة في التأليف والنشر"، أن "معرض الكتب المستخدمة" الذي نظمته ما بين 23 و25 أبريل الحالي، أوضح حجم الإقبال على اقتناء الكتاب في البحرين، مؤكدة أن هناك حاجة لمراجعة وطنية لسوق الكتاب، لأن التأليف والنشر والقراءة تعتبر من مؤشرات تطور أي بلد. وأشارت (الوسط) إلى أن الصين تصدر حاليا أكثر من 400 ألف كتاب جديد في السنة، تليها أمريكا بأكثر من 300 ألف كتاب في السنة، وبعد ذلك بريطانيا التي ما تزال في الصف الأول في إصدار الكتب الجديدة (184 ألف عنوان جديد في السنة)، بينما جميع الدول العربية تنتج ما بين 15 و18 ألف عنوان جديد في السنة. والأنكى من ذلك أن عدد النسخ لكل كتاب جديد في البلدان العربية هو ألف نسخة، بينما في أمريكا يصل عدد النسخ للكتاب الناجح إلى سبعين مليون نسخة. كما أن الملاحظ أن سنغافورة (البلد الذي يتساوى في المساحة الجغرافية مع البحرين) تنافس الدول العربية (مجتمعة) في عدد الكتب الجديدة التي تصدر كل سنة. وفي قطر، تطرقت صحيفة ( الراية) للشأن السوري، وكتبت، في افتتاحيتها، أنه بات من المهم أن يدرك مجلس الأمن الدولي، أن "مطالبته الخجولة للنظام السوري بالتنفيذ الفوري لجميع قراراته السابقة المتعلقة بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لن تجدي نفعا بل تجعل النظام يتعنت أكثر في ممارسة سياسة التقتيل والتنكيل والتشريد والتجويع ضد الشعب السوري"، مشددة على أن المطلوب "ليس المطالبات والمناشدات وإنما قرارات وإجراءات واضحة تردع نظام الأسد وتلزمه بالتنفيذ الفوري للقرارات الدولية كما أن المطلوب التحرك الفوري والفاعل لمواجهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه". على الأممالمتحدة، تضيف الصحيفة، أن تدرك أن المحادثات المنفصلة التي أعلنت رعايتها مع ممثلين للنظام السوري والفصائل المعارضة خلال الشهر المقبل في مسعى لاستئناف المفاوضات التي دخلت في طريق مسدود بعد مؤتمر جنيف الثاني العام الماضي بسبب مواقف النظام "لن تنجح إلا إذا اتخذ المجتمع الدولي إجراءات شجاعة ضد النظام تلزمه بتنفيذ جميع قراراته وتلزمه أيضا بالعودة للحوار وفقا لمقررات جنيف 1". وتعليقا على مواصلة قطر مساعداتها للشعب الفلسطيني، كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن هذه المساعدات "تأتي انطلاقا من سياسة قطر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى والتزاما أخلاقيا وإنسانيا تجاه المظلومين في أنحاء المعمور"، مبرزة أن الحرب الإسرائيلية خلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية والنفسية للشعب الفلسطيني، "ولكنها مع ذلك لم تؤثر في عقيدته النضالية ضد المحتل وأكسبته صمودا وشموخا أذهل العالم والمجتمع الدولي الذي غض الطرف في أحسن الأحوال عن جرائم الصهاينة". وبعد أن ذكرت بتسليم قطر مؤخرا الدفعة الثالثة من المساعدات المدرجة ضمن منحة المليار دولار التي قدمتها لإعادة إعمار قطاع غزة خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من العام الماضي، جددت الصحيفة التأكيد على أن مساعدات قطر لفلسطين تنطلق من سياسة الدوحة "الثابتة في دعم القضية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وإعلاميا في مختلف المحافل الدولية". وتحت عنوان ''ملف الهجرة إلى أوروبا يثير قلقا دوليا"، لاحظت صحيفة (الوطن) أن كارثة غرق مهاجرين سريين مؤخرا قرب السواحل الايطالية "استدعت تحركا سريعا من قبل قادة دول الاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى تعاظم التحديات التي تواجه الزعماء بأوروبا، في مساعيهم لإيجاد حلول عملية عاجلة توقف سيناريوهات تحول البحر في كل مرة إلى مقبرة مفتوحة، تبتلع المهاجرين، في ظل إخفاق كافة الجهود السابقة، التي هدف من خلالها المسؤولون بدوائر الهجرة واللجوء والأجهزة الأمنية في القارة الأوروبية، إلى تخفيف وقع الكوارث التي لا تزال للأسف مستمرة بفقدان مئات الأشخاص بين الفينة والأخرى بسبب تكرار محاولات الهجرة". وترى الصحيفة أن ما يلفت النظر، في ما صدر من تصريحات للعديد من القادة الأوروبيين عقب القمة، هو أن هنالك عزما على طرح قرار أمام مجلس الأمن الدولي قريبا يقر التدخل عسكريا لتدمير السفن المعدة لنقل المهاجرين غير الشرعيين من عدة نقاط في شواطئ بدول جنوب المتوسط، قبل تحميلها بالمهاجرين، معتبرة، في هذا الصدد، أن قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا "قد تحتاج مستقبلا إلى لقاءات موسعة تستصحب أيضا آراء قادة الدول بجنوب البحر المتوسط حول هذه الظاهرة، في إطار السعي لإنهائها واحتواء تداعياتها السلبية". وفي الأردن، قالت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "التحمل الأردني وقانون الدين العام"، إن الأردن، الذي "كان قدره منذ بداياته أن يكون ملاذا آمنا لمن طرد وهجر من وطنه"، كان هو الملاذ لمئات الآلاف من الأسر بعد الاجتياح العراقي لدولة الكويت، وتحمل تبعات ذلك من مأزق اقتصادي بالغ الصعوبة، "والتحمل الأردني يستمر من ويلات القطرالعراقي وما رافق الاقتتال الداخلي ونزوح الغالبية باتجاه الأردن"، مضيفة أن "الربيع العربي كان يرسل مواطنيه لهذا الحمى العربي، وتابع الأردن التحمل من منطلق عروبيته إلى أن وقف (...)". وأشارت الصحيفة إلى أن الأردن، الذي لم يعد قادرا على التحمل، ينادي ويضع العالم أمام مسؤوليته في مواجهة أعباء الصراع الدولي والإقليمي في هذه المنطقة، "ولابد أن يكون للأمم المتحدة دور إلزامي في توزيع تكلفة هذا الصراع وإجبار مسببيه على دفع تعويضات (...)"، مؤكدة على ضرورة "الوقوف بكل مسؤولية بجانب الأردن ومنحه المساعدات ورفد الخزينة الأردنية بالأموال اللازمة بعد تجاوز مديونيته حسب الأرقام الحديثة 30 مليار دولار". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "حملة الجنسية الثانية .. اعتراف متبادل"، أنه في الوقت الحالي، وبينما يدور حديث عن تصويب مواد في الدستور خضعت للتعديل عام 2011، فإن المادة 75، التي حظرت على مزدوجي الجنسية تولي مناصب عليا في الدولة، تبرز من بين هذه المواد. وأشارت، بهذا الخصوص، إلى أن الهدف من التعديل المقترح هو "إعادة منح مزدوجي الجنسية الحق في تولي المناصب العامة"، ذلك أن المؤيدين لتعديل هذه المادة "يرون في النص الحالي قيدا على حق أصيل لكل مواطن في تولي مواقع المسؤولية (...)". ورأى كاتب المقال بالجريدة أنه مع التسليم بسلبيات المادة 75 بصيغتها الحالية، إلا أنه ينبغي التروي قبل الإقدام على تعديلها من جديد، "وإذا لم ندقق في الآلية التي يتم بها التعديل، فإن الأغلبية ستنظر إليه بوصفه خطوة إلى الوراء، الهدف منها إعادة استوزار شخصيات بعينها"، مؤكدا أنه "يجب الحرص على أن يأتي التعديل ضمن حزمة من الخطوات الإصلاحية، سواء كانت مواد دستورية، أو تشريعات وقوانين". وتطرقت (الدستور) لأزمة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، فتساءلت بالخصوص : إذا كانت وفود السلطة الوطنية الفلسطينية قد نجحت في الوصول إلى نوع من "التفاهمات" مع النظام السوري حول المخيم ومشكلاته المتشابكة والمتعددة، فهل كان بمقدورها أن تصل إلى تفاهمات مماثلة مع القوى المسلحة المسيطرة على المخيم أو على أجزاء كبيرة منه . واعتبرت، الجريدة، في مقال لها، أن "استمرار التشدق بشعار (النأي بالنفس) لم يعد مقبولا أبدا ... فمن أجل النأي بالمخيم عن الصراع السوري، يجب أن يكون هناك مخيم في الأصل، وأن يكون عامرا بسكانه، هذا هو هدف الشعار ومرماه الأساسي، أما أن يكون المخيم قد استشهد وبات أثرا بعد عين إثر رحيل أهله عنه، فإن من البلاهة الاستمرار في ترديد هذا الشعار ... استعادة المخيم أولا وإعادة أهله إليه ثانيا، وبعد ذلك، وبعد ذلك فقط، يمكن أن نتحدث عن "النأي بالنفس والمخيم" على حد سواء". و في مصر خصصت الصحف المحلية حيزا من صفحاتها للاحتفال بذكرى تحرير سيناء الذي يصادف 25 من أبريل، حيث كتبت جريدة (الجمهورية)، في مقال لها بعنوان "سيناء .. من الانتصار إلي ردع الإرهاب"، أن مصر "خاضت حربا قانونية شرسة ضد إسرائيل لإثبات حقها في طابا وشكلت فريقا قانونيا وفنيا على أعلى مستوي لاستكمال تحرير سيناء". وقالت إن الوثائق التي كانت تملكها مصر كفيلة بأن هذه القطعة الغالية جزء لا يتجزأ من أرض سيناء أرض الكنانة، مضيفة أنه "في يوم 25 أبريل من كل عام - وهو اليوم الذي انسحبت فيه إسرائيل من طابا - ورفرف العلم المصري فوقها تحتفل مصر باسترداد هذا الجزء الغالي .. ولأنه يوم تاريخي تقرر أن يكون إجازة رسمية احتفاء بهذه المناسبة". وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت مصر تحتفل بتحرير سيناء في هذا اليوم "فإن هذه القطعة تتعرض حاليا لغزوة إرهابية ممولة بسخاء من عدة دول لا تريد الخير لمصر (...) إنهم يريدون إخضاع هذا البلد وتفتيته عن طريق الإرهاب وتقسيمه إلى أجزاء كما حدث في بعض الدول العربية ويحدث الآن .. وإذا - لا قدر الله - وانهارت مصر فقل على العرب السلام وسوف تصبح الدول العربية أثرا بعد عين". وصلة بظاهرة الإرهاب، كتبت جريدة (الأهرام)، في مقال لها بعنوان "فهم علاقة المرأة بالإرهاب"، أن أول ما يتبادر إلى الذهن هو دور المرأة في محاربة الإرهاب فهي الرؤية الأكثر انتشارا ورواجا حين الحديث عن العناصر النسائية في التنظيمات الإرهابية والجهادية. وأشارت إلى أن بعض الدراسات اثبتت أن أعمال العنف والأعمال الإرهابية تظهر في الدول غير المستقرة والدول الفاشلة كما هو الحال في بعض الدول في إفريقيا وجنوب آسيا ودول الشرق الأوسط. كما أثبتت دراسات أخرى ارتباط العنف والإرهاب بالمعايير الثقافية وميزت تلك الدراسات بين المعايير الثقافية "الضيقة"، حيث لا يوجد تسامح مع الخروج عليها، والمعايير الثقافية الواسعة والفضفاضة. وأضافت، في هذا الصدد، أن مشاركة المرأة في أعمال تتسم بالعنف ليس جديدا، وهنا لابد من التمييز بين مشاركة المرأة في حركات التحرر الوطني التي تحتوي على عمليات مقاومة عنيفة، ومشاركة النساء كعناصر "إرهابية" حيث هي ظاهرة جديدة وقديمة في ذات الوقت. وفي لبنان انصب اهتمام صحيفة (الجمهورية) حول التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في البلاد، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن ممثلي الأممالمتحدة والهيئات الدولية "كثفوا في بيروت جولاتهم على القيادات السياسية والرسمية والحزبية بغية دعوتهم لعدم الاستخفاف بحجم التطورات في المنطقة وإمكان انعكاساتها سلبا على التطورات في لبنان"، وحضهم على انتخاب رئيس جمهورية جديد واستمرار الحوار لتعزيز أجواء الاستقرار التي تعيشها البلاد. وموازاة مع ذلك، تقول الصحيفة إنه "عشية الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري من لبنان، أعلن، أمس، عن وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السوري اللواء رستم غزالة"، مضيفة أنه وعلى الرغم من "انتفاء التأثير السوري على لبنان نهائيا"، إلا أن خبر وفاة غزالة "استأثر" باهتمام الوسط السياسي والإعلامي والشعبي "ربطا بالدور الذي أداه، والأسرار التي دفنت معه، وكان يمكن أن تكشف النقاب عن مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان شهدت جريمة العصر" باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وعلى ذات الصعيد، وتحت عنوان "رحيل والي لبنان" قالت (الأخبار) "مات رستم غزالة ... الوالي الأخير لحقبة وجود الجيش السوري في لبنان، طوى كتاب أسراره، التي لم يكن في الآونة الأخيرة يجهد لإخفائها، الرجل كان عنوانا لأخطاء الوجود السوري في لبنان، ساهم في ذلك أداؤه، والصورة التي رسمها له شركاؤه الذين انقلبوا عليه". أما (النهار) فاعتبرت أن إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية "طغى، أمس، على المشهد الداخلي، خاصة مع استقطاب هذه الذكرى، لالتفاف معظم القوى السياسية حول الأحزاب الأرمنية التي أبرزت عرضا توحيديا في المناسبة متجاوزة انقساماتها السياسية". إلا أن لبنان، حسب ذات الصحيفة، سيكون غدا على موعد "مع تفاعلات داخلية مختلفة" في الذكرى العاشرة لانسحاب القوات السورية في 26 أبريل 2005، على اعتبار أن هذا الموعد "الرسمي لإنجاز تاريخي أنهى عصر الوصاية السورية الذي رزح تحته لبنان عقودا لم ينه الانقسام الداخلي الذي لا يزال يجرجر ذيوله في الظروف الحالية عبر التطورات المتصلة بالحرب السورية سواء ما يتعلق بتداعياتها الضخمة في أزمة النازحين السوريين اليه الذين تفوق اثقالهم قدرته على الوفاء بمتطلباتهم، أم بالمواجهة الدائمة والشرسة مع الإرهاب". أما (السفير) فاعتبرت أن الواقع بلبنان "معطل بالكامل، فالأمل في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور مفقود في غياب أي مبادرات أو مؤشرات، والحكومة بصعوبة تسير أمور الدولة، رئيسها يكاد يكفر بها، وتتجاذبها المتاريس وكل عناصر التفجير من داخلها، والملفات المستعصية تتراكم ...". أما مجلس النواب، تضيف الصحيفة، "فحكمت عليه المزايدات بالتعطيل، بل نزعت عنه صفته المميزة بأنه سيد نفسه، وصار ممنوعا عليه حتى تأمين نصاب جلسة تشريعية ولو تحت عنوان (تشريع الضرورة). وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن تأكيد دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال اجتماع رفيع المستوى بالأممالمتحدة، التزامها التام بردع جميع أعمال الإرهاب ومواجهتها واستئصال جذورها، وحرمان المتطرفين من فرصة تجنيد الشباب، ودفعهم نحو التطرف، عن طريق حملاتهم الدعائية المسمومة، واستخدامهم للتكنولوجيا. وشددت على حرصها العمل، على كل المستويات الممكنة، ومع جميع الشركاء على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك المؤسسات المتعددة، من أجل التدخل، ووقف أعمال المتطرفين، ومواجهتها ودحرها، بصورة منهجية ومستمرة. من جهتها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن المنطقة "تموج بالاضطراب في كل أركانها تقريبا، وتظل سوريا رأس الرمح بأربع سنوات يزدن قليلا وضحايا اقتربوا من ربع المليون سوري فيما فاضت معسكرات اللجوء في الجوار بالملايين، فيما المثير للقلق حقا أن ليس من أفق لحل هذه الأزمة التي تشابكت خيوطها وبشكل دراماتيكي بعد ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي ودخوله قلب المعادلة". وشددت على أن أمن العالم، وليس المنطقة وحدها، أصبح "في مهب الريح، فليس من جزء منه في مأمن من التهديد"، مضيفة أن دائرة الإرهابيين تتسع كل يوم، "فليس أكثر من سيطرتهم على مساحات شاسعة ليس في سوريا وحدها بل والعراق وليبيا ويتهدد خطرهم دولا أخرى وربما يصل اللهب إلى أوروبا وأمريكا، الأمر الذي يجعل من حل أزمة سوريا وفي أقرب وقت ممكن ضرورة ملحة تعيد ولو بعض التوازن إلى منظومة الأمن العالمي". وفي الشأن الليبي، أشارت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، إلى أن "المفاوضات الليبية المتنقلة بين مدينة الصخيرات المغربية والعاصمة الجزائرية برعاية الأممالمتحدة توحي من خلال ما يتردد من معلومات أنها تحقق تقدما على طريق إنجاز حل سياسي بين الأطراف السياسية الليبية المشاركة في المفاوضات". وأكدت الافتتاحية أنه إذا "كان من البديهي أن يبعث مثل هذا الكلام على التفاؤل، لعله يضع حدا لمأساة شعب عربي، كما شعوب عربية أخرى في براثن الاقتتال الداخلي، وفي قبضة ميليشيات ومجموعات إرهابية تكفيرية لا تقيم في ممارساتها وزنا لدين أو أخلاق أو إنسانية، وتمارس العنف بأقسى صوره". إلا أنها تساءلت في الوقت نفسه حول ما إذا كانت القوى السياسية المنخرطة في المفاوضات تستطيع "التأثير في الميليشيات التي تمسك بالأرض وتمارس سطوتها ونفوذها بالقوة والنار ¿ وما هي قدرة هذه القوى على لجم المسلحين الخارجين على كل القوانين والأعراف، ويمتلكون من القدرات البشرية والمادية والعسكرية ما يجعلهم يفرضون سطوتهم وخياراتهم ". وعبرت (الخليج) عن خشيتها من أن "تكون هذه المفاوضات كمن يبحث عن ظله للإمساك به، أو كمن يبحث عن كنز في مكان، فيما الكنز في مكان آخر، وتتحول هذه المفاوضات إلى مضيعة للوقت، أو للإيحاء بأن المنظمة الدولية تقوم بالجهد الذي يفترض أن تقوم به، وإذا ما فشلت تقول لقد أديت دوري وفشلت".