اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، باتفاق تحرير التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، واستمرار الخلاف بين اليونان ودائنيها الدوليين، إضافة إلى عدد من المواضيع المحلية والدولية. ففي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بتأجيل البرلمان الأوروبي التصويت على اتفاقية تحرير التجارة مع الولاياتالمتحدة الذي كان مقررا أمس الأربعاء ، وذلك ، وفق ما أوردته الصحف ، بسبب خلاف كبير حول حماية المستثمرين . وأضافت الصحف، نقلا عن متحدث باسم البرلمان الأوروبي في ستراسبوغ قوله إن الألماني مارتين شولتس رئيس البرلمان قرر تأجيل التصويت بسبب تلقيه أكثر من مائتي طلب تعديل على الاتفاقية. وهكذا، رأت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن تصرف شولتز جانب الصواب بوقفه عملية التصويت على الاتفاقية التي لم تراوح مكانها ، معلنا أن القرار جاء على خلفية توصله بطلبات تأجيل التصويت لإجراء تعديلات على الاتفاقية. أما صحيفة ( نوي فيستفاليشه ) فكتبت في هذا الصدد أن الائتلاف الكبير للمسيحيين والحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان ، مختلفان في وجهة النظر حول الاتفاقية ، ذلك ان الاشتراكيين يريدون إبعاد جهات تحكيم خاصة في الاتفاقية بالشكل الذي يرغب فيه الحزب الديمقراطي المسيحي ، وانه نظرا لهذا الخلاف ، تضيف الصحيفة ، فإن رئيس البرلمان مارتن شولتز تدخل وأجل التصويت. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر محرج بما فيه الكفاية، مؤكدة أنه من المتوقع ان تستمر الخلافات لمدة تفوق الشهر للوصول إلى موقف مشترك. أما صحيفة (بورسن تسايتونغ) فترى أن الخلاف حول الاتفاقية في البرلمان "لا يستحق الشجب" لأن المسألة مرتبطة بموقف المسيحيين والديمقراطيين الاشتراكيين في البرلمان حول مسألة التحكيم ، مذكرة أن المنتقدين لهذه الخطوة يطالبون بانتداب من أجل تحكيم قضاة مستقلين في جلسات استماع علنية ، ويتخوفون من الجور على حق المستثمرين الأوروبيين في الولاياتالمتحدة لصالح الشركات الأمريكية في حال اللجوء إلى هيئات تحكيم خاصة في النزاعات. وأضافت أن مسألة التهرب من دفع الضرائب والتعامل مع البنوك الكبرى قضايا مثيرة فعلا للقلق ، وأن البرلمان ، وفق الصحيفة ، يقوم بعمل سياسي ويضع التشريعات الخاصة بدول الاتحاد الأوروبي وعليه أن يدقق في هذه القضايا ويتوافق بشأنها . وعلى المستوى المحلي، اهتمت الصحف الالمانية بمصادقة مجلس الوزراء الألماني على الإصلاحات الهيكلية في المستشفيات التي قدمها وزير الصحة الألماني هرمان جروهه للحفاظ أكثر على الجودة وتقديم خدمات أفضل للمرضى . ووفقا لهذه الإصلاحات ، فإن الصحف ، تتوقع أن يتعرض نحو ألفي مستشفى لإجراءات عقابية قد تصل إلى الإغلاق في المستقبل ، حال استمرار ثبوت قصور الجودة بها . وفي بلجيكا، اهتمت الصحافة المحلية باستمرار الخلاف بين اليونان ودائنيها الدوليين وعلى الخصوص الاتحاد الأوروبي. وكتبت صحيفة (لاليبر بلجيك) أن المفوضية الأوروبية لا تخفي استياءها من الوضع الحالي، مشيرة إلى أنها غير راضية عن المقترحات الجديدة التي قدمتها السلطات اليونانية للتمكن من تلقي المساعدة المالية الحيوية للبلاد على المدى القصير. وقالت الصحيفة إن الأوروبيين يعتبرون أن الاقتراحات الأخيرة التي قدمتها أثينا لا تعكس المباحثات التي جرت خلال الأسبوع الماضي بين رئيس اللجنة، جان كلود يونكر ورئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس. من جهتها، ذكرت صحيفة (لوسوار) أنه منذ الخطاب القاسي لرئيس الوزراء اليوناني أمام البرلمان يوم الجمعة الماضي، وتقديم مقترحات جان كلود يونكر على هامش قمة مجموعة السبعة خلال نهاية الأسبوع، فإن الأجواء أصبحت متوترة بشكل خاص بين المفوضية الأوروبية والسلطات اليونانية. وأوضحت الصحيفة أن الاختلاف بين الطرفين لا يزال متواصلا حول العديد من النقاط الرئيسية لتسوية شاملة من شأنها الإفراج عن المساعدات المالية التي تحتاج إليها اليونان قبل نهاية يونيو الجاري لتجنب الإفلاس، مشيرة الى أن الخلاف يتركز على الخصوص حول خطة الميزانية الجديدة. من جانبها، أشارت صحيفة (لافونير) إلى تصريحات رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، الذي أدلى بها أمس الأربعاء والتي توقع فيها قيام اليونان باتخاذ التزامات ملموسة. وفي النرويج، اهتمت الصحف النرويجية بالعديد من المواضيع الدولية والمحلية ومن ضمنها اتفاق الأحزاب السياسية المعارضة والمنتمية للائتلاف الحكومي على الرفع من عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم البلاد. وأشارت صحيفة (في غي) إلى أن الاتفاق بين هذه الأحزاب ينص على استقبال النرويج لنحو 8 آلاف لاجئ سوري في إطار الحصة التي تقدمها الأممالمتحدة، وذلك على مدى السنوات الثلاث المقبلة. واعتبرت الصحيفة أنه من خلال هذا الاتفاق فإن النرويج سترفع حصتها السنوية والتي كانت تصل إلى 1500 لاجئ سوري، وسيصل العدد خلال السنة الجارية الى ألفي لاجئ على أن يتم خلال خلال السنتين المقبلتين استقبال ثلاثة آلاف لاجئ سوري . من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى عدم موافقة حزب التقدم المشارك في الائتلاف الحكومي على هذا الاتفاق، مضيفة أنه مع ذلك فان الحزب الذي تتزعمه وزيرة المالية سيف ينسن ليست لديه نية مغادرة الحكومة. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن هذا الاتفاق يسمح برفع الاعتمادات المخصصة للمناطق المحيطة بسورية، وكذا تقديم دعم للمقاطعات النرويجية لتشجيعها على استيعاب مزيد من اللاجئين السوريين. واعتبرت الصحيفة أن من شأن هذه المساعدات أن تساعد المقاطعات على توفير السكن والمجالات الاجتماعية للاجئين المزمع استقبالهم في السنوات المقبلة والتغلب على بعض الصعوبات التي تعترضها في هذا المجال. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتأكيد رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي، إدخال مجموعة من التغييرات على تشكيلة الحكومة والحزب الشعبي للفوز بالانتخابات البرلمانية المقررة قبل متم السنة الجارية. وهكذا، كتبت صحيفة (إلموندو) أن راخوي وضع اللمسات الأخيرة على التغييرات التي يعتزم إدخالها على إدارة الحزب الشعبي (الحاكم) وتشكيلة الحكومة الإسبانية خلال هذا الشهر، مشيرة إلى أن الوجوه الجديدة التي ستلتحق بالحكومة الإسبانية لن تكون من التقنوقراط. أما (لا راثون) فقد أوردت أن راخوي يعتزم تعزيز وجوده من خلال توليه حقيبة الناطق باسم الحكومة والحزب الشعبي، بعد تشكيل الحكومات الجهوية والبلديات، مشيرة إلى أن التغييرات ستكون أكثر أهمية داخل هذا الحزب اليميني، فيما لن تتأثر تشكيلة الحكومة كثيرا بهذه التعديلات السابقة للانتخابات. من جهتها، أشارت (إلباييس) إلى أن راخوي أبلغ الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض)، أنه يدرس إمكانية تقديم موعد تنظيم الانتخابات، مبرزة أن الزعيم الاشتراكي رفض هذا الاقتراح، واعتبر أن مثل هذا الإجراء يعني إلغاء الأجندة البرلمانية. وفي سياق متصل ، قالت (أ بي سي) إن راخوي بات يتحدث عن "التصحيح" ل"الفوز في الانتخابات"، مذكرة بأن رئيس الحكومة الاسبانية وزعيم الحزب الشعبي أصر على أن الحزب مطالب بتحسين سياساته التواصلية مع المواطنين وإدخال تغييرات من أجل استعادة ثقة الناخبين. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالجدل الدائر حول سياسة الهجرة التي تنهجها باريس، وخاصة المشروع المتعلق بحق اللجوء، مشيرة إلى عملية إخلاء مخيمات للمهاجرين شمال العاصمة الفرنسية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن المهاجرين الذين تمت إزالة مخيماتهم مؤخرا بضواحي باريس هم في غالبيتهم لاجئون سياسيون ، فروا من بلدان تخضع لسلطة دكتاتوريين مثل اريتيريا، أو تعيش أوضاعا مزرية مثل السودان . وأضافت الصحيفة أن وزير الداخلية بيرنار كازنوف استعمل كلمتي "صرامة" و"إنسانية" من أجل تبرير عمله ، مشيرة إلى أن العبارة الثانية هي الأهم. وقالت إن الكثير من البلدان الأوروبية، ومنها ألمانيا على سبيل المثال أو السويد أدركت معنى " إنسانية "حيث تستقبل فوق ترابها عددا من اللاجئين يفوق ما تستقبله فرنسا. وأضافت الصحيفة أن التدابير الإنسانية تكتسي طابعا استعجاليا، على ضوء ما ذهبت إليه عمدة باريس آن هيدالغو ،أي فتح مراكز استقبال تتيح لهؤلاء الأشخاص اللاجئين في "بلد حقوق الانسان" انتظار البت في ملفاتهم في إطار من الكرامة. من جهتها، نشرت صحيفة (لوموند) عمودا لوزيرة الاسكان السابقة سيسيل ديفلو ناشدت فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند النظر إلى الهجرة نظرة مسؤولة ومنسجمة مع قيم فرنسا. ودعت ديفلو الرئيس الفرنسي ، باسم العدالة وحقوق الانسان وباسم فرنسا، إلى تدشين دورة سياسية جديدة في البلاد وفي أوروبا، "من خلال إرساء قواعد سياسة للهجرة أكثر عدالة وواقعية، ومنسجمة مع تاريخنا". من جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بمشروع القانون حول حق اللجوء على اعتبار أن هذا النص أحدث انقساما بين البرلمانيين الفرنسيين، مشيرة إلى أن ضغط الهجرة لم يكن قط بهذا الحجم على أبواب أوروبا وخاصة على فرنسا.