يبدو أن العصا المغناطيسة التي بشر بها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بن المختار، وكل تلك الأجهزة التكنولوجية التي هلل لها ذات المسؤول الحكومي، بهدف محاربة الغش في الامتحانات، لم تُجْدِ كثيرا في اختبارات الباكالوريا لهذه السنة، تماما مثل السنوات السابقة. ورغم أن الوزارة التي يشرف عليها بن المختار خصصت لمكافحة ظاهرة الغش في امتحانات الباكالوريا غلافا ماليا هاما، وطاقما بشريا وتربويا هائلا، من أجل تكريس مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق في اجتياز امتحانات البكالوريا، لكن هذا لم يعط بعد ثماره، بل بخلاف ذلك انقلبت العصا المغناطيسية التي تفتش عن المواد المعدنية وسط الأقسام، إلى عصا انهال بها المُسربون على رأس الوزير. وباتت رأس وزير التربية الوطنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، حيث طالب العديد من الفاعلين والناشطين السياسيين والحقوقيين بإقالة بن المختار من مهامه الحكومية، خاصة بعد التسريب الذي طال اختبار مادة الرياضيات، وهو الأمر الذي أفضى إلى موجة غصب عارم وسط التلاميذ وأولياء التلاميذ، كان سيفضي إلى انزلاقات اجتماعية خطيرة. وفي قرار يروم استدراك ما حدث، قرر وزير التربية الوطنية إعادة اختبار الرياضيات للشعب العلمية، استجابة للضغوط والاحتجاجات التي واكبت تسريبات الامتحان، وأيضا حتى تتكافأ الفرص أمام جميع التلاميذ، وهو قرار أثنى عليه البعض، غير أن آخرين وجدوه ينطبق على مقولة "مجبرٌ وزيرك لا بطل".