أكد أساتذة وتلاميذ تحدثوا لهسبريس أن أوراق امتحانات الباكالوريا لمادة الرياضيات بشعبة العلوم الفيزيائية والتجريبية، والتي اختُبر فيها المرشحون صباح اليوم، تم تسريبها ساعات قبل ذلك، حيث ظهرت نسخ من الامتحان متداولة ليلة أمس في مواقع التواصل الاجتماعي. تسريب اختبار الرياضيات أكده رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، والذي اتهم في تصريحات للجريدة جهات وصفها بكونها "تفتقد للحس الوطني، بسعيها إلى التشويش على السير العادي لامتحانات الباكالوريا في المغرب". وأفضى تسريب امتحان الرياضيات بالعشرات من التلاميذ في بعض المؤسسات التعليمية بالدار البيضاء خاصة، إلى الاحتجاج والدخول في مناوشات مع المراقبين التربويين، ورجال الأمن الذين حاولوا إقناع المرشحين للعودة إلى قاعات الامتحان. وخرج تلاميذ في احتجاجات أمام مقر مؤسساتهم التعليمية في منطقة ليساسفة، وبن مسيك، وغيرهما، احتجاجا على تسريب امتحان الباكالوريا في مادة الرياضيات، فيما حاولت السلطات المحلية امتصاص غضب التلاميذ وأولياء أمورهم. وزير التربية الوطنية انتقد الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التسريبات، والتي اكتسحت المواقع الاجتماعية، منذ الساعة السابعة صباحا، وقال في تصريح مقتضب "بالفعل علمنا بتسريبات اليوم، وسنفتح تحقيقا في الموضوع، وسنتابع كل من ثبت تورطه في هذا الأمر". وتفادى الوزير الإجابة عن سؤال لهسبريس حول "عدد المصابين الذين قد يكون تسببت فيه المواجهات بين التلاميذ وبعض العناصر الساهرة على الأمن بالمؤسسات التعليمية، أو طبيعة الخسائر المادية التي قد تكون قد لحقت بتلك المدارس. وأفاد كريم كلايبي، إطار تربوي بالدار البيضاء، في تصريح لهسبريس، بأن "ما حدث يعد كارثة تعليمية بكل ما في الكلمة من معنى"، كاشفا أن "تلاميذ اتصلوا به أمس ليلا للسؤال عن اختبار الرياضيات، قبل أن يؤكد أن التسريب يضرب بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ". والدة إحدى التلميذات الممتحنات، أعربت لجريدة هسبريس، عن صدمتها حين حلت هذا الصباح رفقة ابنتها إلى ثانوية "للا عائشة" في حي حسان العريق بقلب الرباط، حين أخبرت من طرف زملائها أن أسئلة الامتحان تم تسريبها ليلة البارحة، رفقة عناصر الأجوبة. وأعربت السيدة عن خوفها على ابنتها من هول الصدمة، مؤكدة أن عددا من الآباء الذين ينتظرون أبناءهم أمام الثانوية المذكورة، يعيشون حالة غضب وغليان بسبب هذا التسريب، إلى جانب تخوفهم من إصابة أبنائهم بالإحباط و"الحكرة". وتساءلت المتحدثة ذاتها عن محاربة الغش والطرق الزجرية والقانونية التي لطالما نادى بها وزير التربية الوطنية، إلى جانب المشروع الإصلاحي الذي جاء به رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مؤكدة أن هذه الخطوات مرفوضة بالمرة" وفق تعبيرها.