شهدت مؤسسات تعليمية ثانوية تأهيليّة، بعدد من مدن المغرب، احتجاجات وردود أفعال غاضبة، بعضها اتسم باستعمال العنف، عقب تسرب امتحان للرياضيات قبل ساعات عديدة من موعد الشروع في اليوم الثاني من اختبارات الباكلوريا. وشهدت الثانوية الإعدادية "أبو القاسم الزيداني"، بالحي الحسني ليساسفة، جوا فوضويا منذ الصباح، مع حضور مكثف لرجال الشرطة وقوات التدخل السريع والوقاية المدنية إلى عين المكان، زيادة على أعوان السلطة المحلية، لاحتواء الوضع بالمنطقة بعد كسر للطاولات وتكسير لزجاج نوافذ الأقسام. وأفادت الأستاذة مينة صغور، في تصريح لجريدة هسبريس، أن التلاميذ جاؤوا برفقة آوليائهم، صباح اليوم، قبل أن يصابوا بحالة من الإحباط تبدت في انهيارات عصبية ونوبات نحيب جراء علمهم بوقوع تسريب لمادة الرياضيات قبل ساعات من انطلاق الامتحان. وقالت المتحدثة إن مرافقي التلاميذ كانوا في حالة غضب شديد بعد أن تأكد لهم بالملموس مطابقة الامتحان المسرب مع نظيره الموزعة أسئلته داخل مراكز الامتحان، معربين عن امتعاضهم وحنقهم الشديد بسبب انعدام تام لتكافؤ الفرص وضياع مجهودات جبارة قام بها أبناؤهم. أما حسن الصايم، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بجهة الدارالبيضاء، وفي تصريح لجريدة هسبريس، قال أن مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء قد عرفت اقتحاما من طرف مجموعة من التلاميذ احتجاجا على التسريبات، ما اضطر المؤسسة لإغلاق أبوابها واتخاذ قرار بمنع الدخول إلي مقرها. وأفاد الصايم أن ثانوية " الجولان" بمدينة المحمدية شهدت كذلك تجمعا احتجاجيا للآباء والتلاميذ، بعد أن أكد التلاميذ توصلهم بنسخ من امتحان الباكالوريا في الواحدة صباحا.. وتساءل المسؤول النقابي: "أين كان القيمون والمسؤولون التربويون الذين تكون أوراق الامتحان في عهدتهم إلى حين توزيعها في مراكز الامتحان"، لما كان الامتحان ينشر على الشبكة العنكبوتية، داعيا مسؤولي وزارة التربية الوطنية إلى التواصل مع المواطنين لأن الجميع الآن مصاب ب " الفتنة". وفي مدينة أكادير أكد أحد الآباء الغاضبين أن التلاميذ الممتحنين خرجوا مصدومين ومنهاري القوى النفسية صباحا، حيث شهدت عدد من الثانويات احتجاجات أمامها، من بينها ثانوية " المتنبي"، ممزوجة ببكاء وعويل الأمهات وأبنائهن.. كما شهدت الأكاديمية الجهوية لجهة سوس ماسة درعة احتجاجا من طرف الآباء والتلاميذ، ووكب بحضور أمني مستنفر تحسبا لأسوء السيناريوهات.