يبدو أن استراتيجية الوزارة المتشددة تجاه الغش ضمن امتحانات الباكلوريا، باستعمال آلات كاشفة لنشاط الهواتف النقالة والعتاد الإلكتروني، إلى جانب الحملات التوعوية والتحسيسية، لم تأت أكلها.. حيث تداول نشطاء فيسبوكيون صورا لعدد من مواضيع الدورة العادية التي اجتازها المترشحون بعد زمن قصير من دخول التلاميذ لقاعات الامتحانات. وقال محمد الساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، إنه قد تمّ تسريب أوراق الأسئلة خارج قاعات الاختبارات، موضحا أن الأمر غير جديد، بعدما اعتيد على إحداث صفحات فايسبوكية عشية الامتحان تعمل على نشر مواضيع بعد انطلاق الإختبارات. " لا ندري الخلفية وراء هذا العمل، ولا نعتقد أنه يستهدف شيئا آخر غير التشكيك في قدرة المؤسسات على حماية مصداقية الشهادات التعليمية الوطنية وضمان حق المترشحين في تكافؤ الفرص" يقول المتحدث. ونبه الساسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه الشبكات التي تنشط في تغشيش تلاميذ الباكالوريا تروج لمواضيع خاطئة أحيانا تعود لدورات سابقة وأجوبة خاطئة بدورها، مشيرا إلى أن عددا من أوراق الامتحان يتم تركيبها عبر وسمها بالسنة الدراسية الحالية في حين أن محتواها يعود لسنة 2013. وبخصوص منع الهواتف النقالة داخل مراكز الامتحان، والتي أخذت بواسطتها صور للأوراق صباح اليوم، أفاد المسؤول التربوي أن جهودا جبارة تبذل داخل المؤسسات التعليمية لتطبيق القرار، متوعدا التلاميذ الذين يخالفون القرار بتفعيل المسطرة القانونية في حقهم حين ضبطهم متلبسين بالغش مع تشديد العقوبات. وشدد رئيس المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، أن المسؤولين سيواصلون نفس الجهد للتصدي لكل ما يتم الترويج له على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن عملية تجميع الأجوبة المنشورة على صفحات التسريبات انطلقت منذ الصباح من طرف لجن التصحيح، حيث سيتم اعتبار أي أجوبة متطابقة للأجوبة المنشورة على الفيسبوك وبين جواب المترشح حالة غش.. ولفت الساسي إلى أن أزيد من 52 بالمئة من حالات الغش المضبوطة خلال امتحان الباكالوريا السنة الدراسية المنصرمة قد رصدت خلال التصحيح وليس أثناء إجراء الإمتحان.