يستدل يوم الخميس 12 يونيو 2014 الستار عن الدورة الاولى لامتحانات نيل شهادة الباكالوريا التي تقدم لاجتيازها قرابة نصف مليون تلميذ وتلميذة،لكن بحسب العديد من المتتبعين فهذه السنة تختلف جذريا عن السنتين السابقتين حيث كان الوزير محمد الوفا يتابع أولا بأول مجريات الامتحانات كما ان مصلحة الصحافة بالوزارة كانت في تواصل مستمر تصدر بيانا تلو آخر وتخبر بكل جديد او بكل حالات الغش المضبوطة،كما سبق للوزير الوفا أن أسر لبعض مقربيه بكون مراقبة امتحانات الباكالوريا تتم من طرف جهات أمنية رفيعة قد تكون الجهات التي تتابع خلايا الإرهاب النائمة على حد تعبيره،وذلك بالنظر الى أهمية شهادة الباكالوريا في ظل انتشار وسائل الغش الحديثة والمتطورة. استعدادات قبلية ماراطونية على الرغم مت كون امتحانات الباكالوريا تنظم سنويا خلال كل شهر يونيو إلا أن الاستعداد لها ينطلق منذ بداية الموسم الدراسي حيث يتحول المركز الوطني للتقويم والامتحانات الى ما يشبه خلية نحل حيث يتحول الى محج لعشرات اللجن من مختلف الجهات،بل إن المركز المتواجد بحي الرياض بحسب مصادر مطلعة يتحول الى شبه مخيم حيث توفير المبيت والمطعم والمشرب في بعض الأحيان وذلك لضمان سرية المواضيع المقترحة لمختلف الامتحانات ولمختلف المواد والمسالك،بل إن الوزارة بحسب محمد الساسي مدير المركز الوطني للامتحانات والتقويم والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات أصبحت تعتمد على نظام متكامل في تنظيم امتحانات البكالوريا، يقوم على محددات مرجعية قانونية مؤطرة، منها القرار المنظم لهذه الامتحانات، والأطر المرجعية الخاصة بالمواد المعنية بالامتحان، وأوضح الساسي في تصريح صحفي أن هذه الاطر المرجعية جرى إعدادها لاعتمادها في إعداد مواضيع الامتحان على أساس تعاقدي بين مجموع المتدخلين، بمن فيهم المترشحون والمترشحات لاجتياز الامتحانات، ناهيك عن إقرار مساطر وطنية موحدة، تعتمد في تنفيذ مجمل العمليات الامتحانية على الصعيد الوطني، تشمل تدبير الترشيحات، وصيرورة إعداد المواضيع وإجراء الاختبارات، وتصحيح إنجازات المترشحين، ومسك المعطيات ومعالجتها وإعلان النتائج، بالإضافة إلى مساطر تأمين العملية الامتحانية، ومحاربة الغش، ومعالجة شكايات المترشحات والمترشحين. وبحسب الساسي الوزارة تعتمد في أجرأتها لمكونات هذا النظام مقاربة تشاركية، تقوم على التفاعل بين البنيات المركزية والبنيات الجهوية والإقليمية والمحلية، استنادا إلى التغذية الراجعة المستمدة من الميدان، ومن خبرة الفاعلين المباشرين، بهدف ضمان التطوير المستمر لآليات تدبير هذا الاستحقاق الوطني المهم على نحو يضمن مصداقية الإشهاد ويضمن مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق للجميع. مسار مرة أخرى سبق لبرنامج مسار المعلوماتي أن أثار مشاكل وردود فعل متفاوتة سواء من طرف بعض التلاميذ او الأساتذة وكذا الاداريين، الى درجة خروج آلاف التلاميذ في تظاهرات بمختلف نيابات المملكة للمطالبة بإسقاطه والغائه، لكن سرعان ما تبين للجميع إيجابيات برنامج مسار خصوصا حينما بات بإمكان الآباء الاطلاع على نقط ومعدلات أبنائهم انطلاقا من البيت،وفي هذا الصدد ستعمل الوزارة ولأول مرة على استثمار منظومة مسار قصد اطلاع التلاميذ واولياء أمورهم على النتائج الفردية انطلاقا من 25 يونيو الجاري فور توفرها مع الاستمرار في اعتماد خدمة taalim.ma وفق ما أكده محمد الساسي الذي اعتبر توظيف مسار من اهم مستجدات تدبير الامتحانات الإشهادية المدرسية، ومنها البكالوريا لهذه السنة، وستمكن هذه الخطوة من إحكام أكبر لعملية مسك نقط المراقبة المستمرة، وتدقيق المعطيات الخاصة بالمترشحات والمترشحين، وكذا التواصل مع المترشحين وذويهم طيلة السنة الدراسية. وبخصوص مجال تدبير الترشيحات،أشار الساسي الى اعتماد بوابة إلكترونية للترشيح بالنسبة للمترشحين الأحرار هذه السنة. الغش نشازا أصبح الغش في الامتحانات وتحديدا في امتحانات الباكالوريا من سمات عدد مهم من التلاميذ،وروما واد في التشجيع على هذه الظاهرة ظهور وسائل للاتصال والتواصل يصعب على الأساتذة ضبطها خصوصا إذا كانت صغيرة الحجم،أيضاً مما زاد في تشجيع هؤلاء ظهور صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كتسريبات أو غيرها بحيث خلال دقائق معدودة يمكن وضع الاختبار على الصفحة لتصل الأجوبة تباعا من طرف أشخاص يخفون هوياتهم الحقيقية،لكن الساسي قلل من ظاهرة الغش عموما مشيرا إلا أن الأمر يتعلق بظاهرة نشاز تتعلق بامتحانات البكالوريا،وأضاف بكون الحديث عنها يأخذ بعدا تهويليا لا غير وتساءل الساسي عما تمثله مثلا حالات غش محدودة لا يتجاوز 0.19 في المائة السنة الماضية مقارنة مع عدد الذين اجتازوا الامتحانات مضيفا أن النسبة المذكورة تعتبر الأعلى خلال السنوات الست الماضية لامتحانات البكالوريا،وهذا بحسبه يفسر بكون الوعي حاصل لدى الأغلبية العظمى من المترشحات والمترشحين بأن الغش خلال الامتحان بات ممارسة غير مجدية.