يُرتقَب أن يعرف عدد المترشحين لاجتياز الدورة العادية للامتحان الوطني الموحَّد لنيل شهادة البكالوريا، المُزمَعِ إجراؤها يومي 8 و9 يونيو المقبل، ارتفاعا هذه السنة، حيث سيصل العدد الإجمالي للمترشحين المتمدرسين والأحرار إلى ما يربو عن 330 ألف مترشح، مقابل 310 آلاف مترشح خلال السنة الفارطة، حسب ما أفاد به محمد الساسي، مدير المركز الوطني للامتحانات والتقويم والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات في وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي. وأوضح الساسي أن إحصائيات عدد المترشحين التي تعكف مصالح الوزارة حاليا على تدقيقها، تؤكد الخاصيات المسجلة خلال السنوات الماضية ومنها على، وجه الخصوص، تطور نسب المترشحات لاجتياز امتحان الباكالوريا، وزيادة ترشيحات الشُّعَب التقنية، مقابل توقع تراجع في نسب الترشيح في الشُّعب العلمية والأصيلة، مشيرا في إفادته إلى أن الزيادة المطردة في عدد الترشيحات المسجَّلة خلال السنوات الماضية تعكس أساسا المجهود المبذول من أجل منح فرص أكثر للمتمدرسين من أجل أن يبلغوا الاستحقاق الوطني العام، المتمثل في امتحان الباكالوريا. وكانت إحصائيات الوزارة قد سجلت، خلال الموسم الدراسي 2008 –2009، ارتفاعا في عدد المترشحين في التعليم الخصوصي بلغ نحو 40 في المائة، حيث انتقل من 8000 إلى 13.700 مترشح، فيما بلغ عدد المترشحين في التعليم العمومي 240 ألف مترشح ومترشحة. كما سجل عدد المترشحات لاجتياز الامتحان الموحد لشهادة الباكالوريا، خلال نفس الموسم، ارتفاعا ملموسا مقارنة مع الموسم الدراسي 2007 - 2008، إذ وصل عددهن إلى نحو 154.500 مترشحة، أي بزيادة تقدر ب13 في المائة. وإلى جانب ارتفاع عدد المترشحين المقبلين على اجتياز «الباكالوريا»، يتوقع مدير مركز الامتحانات أن تعكس السنة الأولى تحسنا بعد تفعيل المخطط الاستعجالي. وقال: «نتوقع أن نتمكن من قطف أولى ثمار المجهود المبذول على مستوى تحسين شروط التدريس في المؤسسات التعليمية، مما سينعكس إيجابا على أداء المترشحين، حيث نتوقع أن نسجل استمرارا للمنحى التصاعدي المسجَّل على مستوى نِسب النجاح المسجلة على مدى ثلاث سنوات الفارطة، على اعتبار أن الدينامية التي استطاعت أن تخلقها الاستشارات الموسعة في ما يتعلق بالبرنامج الاستعجالي وتنزيله سيكون لها انعكاس إيجابي على النتائج وتأطير المترشحين لاجتياز هذا الاستحقاق». إلى ذلك، أكد الساسي أن الوزارة ستلجأ إلى جميع الوسائل الممكنة من أجل زجر الغش باستعمال التكنولوجيا الرقمية، أثناء اجتياز امتحان الباكالوريا، والحد من تأثيره على النتائج، إن كان له من تأثير عليها، وذلك حرصا على مبدأ التكافؤ بين المترشحين والزيادة في مناعة الامتحان وصدقيته. وقال المسؤول عن مركز الامتحانات، ردا عن سؤال ل«المساء» حول الأخبار التي تتحدث عن عزم الوزارة على التشويش على هواتف تلاميذ الباكالوريا، خاصة في ظل تسجيل حالات غش في السنوات المنصرمة باستعمال هذه الوسيلة، إن معالجة ظاهرة الغش تتم باعتماد مقارَبات عدة، منها المقاربة القبْلية التي تعتمد أساسا على التحسيس وإقناع المترشح بأن ممارسة الغش غير مجدية وبأن العواقب التي قد تترتب عنه قد تكون حاسمة في تحديد المسارات الاجتماعية والدراسية للمترشحين.