بلغ عدد حالات الغش، التي ضبطت خلال اليوم الأول من الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، 440 حالة غش على الصعيد الوطني، مقابل 797 حالة في اليوم نفسه من السنة الماضية، مسجلة بذلك تراجعا بنسبة 45 في المائة. (أيس بريس) ومن بين التلاميذ، الذين ضبطوا في حالة غش بالهاتف المحمول، تلميذ رصدته الخلية المركزية لمتابعة امتحانات البكالوريا بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بإحدى الثانويات التأهيلية بجهة فاس، وهو يتواصل على إحدى صفحات "الفايسبوك" مع بعض الجهات، قصد الحصول على أجوبة موضوع الامتحان، فضبط في حالة تلبس بالغش، بواسطة هاتف من النوع الذكي. من جهة أخرى، أوضحت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أن نسبة الحضور لاجتياز الامتحان لدى المترشحين الأحرار تراوحت بين 40 في المائة و66 في المائة حسب الجهات. وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن اختبارات اليوم الأول جرت في أجواء إيجابية، اتسمت بالانخراط الجدي والمسؤول لجميع المتدخلين لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني، سواء على مستوى مراكز الامتحان أو على المستوى الإقليمي أو الجهوي، وبجدية وانضباط المترشحات والمترشحين. وأعلن البلاغ أن اليوم الأول شهد نشر مواضيع بعض مواد الامتحان، وليس تسريبها كما يعتقد، على صفحات التواصل الاجتماعي، وكذا بعض الأجوبة عنها، التي تبين في ما بعد أنها أجوبة خاطئة يقع الترويج لها، معلنا أن الوزارة تنكب على رصدها وتجميعها، لوضعها رهن إشارة لجان التصحيح لاعتبارها في رصد حالات الغش المحتملة أثناء عملية التصحيح. ونوهت الوزارة ب"الانخراط الجدي والمسؤول لكل مكونات أسرة التربية والتكوين، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين"، مشيدة بدور جميع المصالح الأمنية، وبمواكبة وسائل الإعلام الوطنية لليوم الأول من امتحان البكالوريا. يذكر أن انطلاق امتحانات البكالوريا رافقه استنفار على مستوى بعض صفحات الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، إذ ظهرت بعض الصفحات، تدعي نشرها لأوراق أسئلة الامتحانات الخاصة بالمواد المبرمجة بالنسبة لجميع الشعب، بعد انطلاق الامتحان. وعاينت "المغربية" على صفحة تحمل اسم "كل ما يخص الطالب" كتابة عدد من الفايسبوكيين بعض الأجوبة للأسئلة المنشورة على الصفحة، ثم نشرها على شكل تعاليق أسفل أوراق الامتحان المنشورة. وكتب مجموعة من متصفحي الصفحة تعاليق يطلبون فيها أجوبة لبعض الأسئلة، في حين، عاتب أحد الفاسبوكيين هؤلاء على هذا السلوك قائلا "أسقط بشرف أفضل من أن تنجح بغش"، و"من غشنا فليس منا (وهذا يشمل حتى المساعدين على الغش) الله يهديكم". وكان محمد الساسي، مدير التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات، والمركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه، قال إن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني اتخذت، بتنسيق مع كل الجهات المعنية، كل الترتيبات الضرورية لتحصين امتحانات البكالوريا، والتصدي لكل محاولات التشويش على هذا الاستحقاق الوطني المهم. وبخصوص دعم آليات التصدي للغش في الامتحانات، تحدث الساسي، في حوار نشرته "المغربية"، نهاية الأسبوع المنصرم، عن إدخال مجموعة من التعديلات على دفتر مساطر تنظيم امتحانات نيل شهادة البكالوريا همت على الخصوص ضبط حالات الغش خلال عملية التصحيح، بعدما كان الأمر محصورا في مرحلة إجراء الاختبارات. وتنتظر التلاميذ "الغشاشين" عقوبات صارمة ومشددة، في حالة ضبطهم يغشون بواسطة وسائل إلكترونية أو مكتوبة خلال امتحانات البكالوريا، إذ نص قرار لوزير التربية الوطنية، صدر بالجريدة الرسمية في يونيو 2012، على أن كل مترشحة أو مترشح ضبط بحوزته هاتف محمول أو ما شابه ذلك من وسائل مماثلة، سيواجه عقوبة حبسية وغرامة مالية أو إحدى العقوبتين فقط. ومنع القرار المترشحات والمترشحين، الرسميين منهم والأحرار، إحضار الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول بكل أشكاله أو اللوحة الإلكترونية، وكل ما يرتبط بها من معدات إلى داخل فضاء مركز الامتحان، مؤكدا على أن المنع الكلي يمس كل الوسائل التي يمكن استعمالها من أجل الخداع أو الغش حتى ولو كانت وسائل غير مشغلة.