خصصت الصحف الصادرة اليوم الخميس بأمريكا الشمالية حيزا هاما للحديث عن المكاسب السياسية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية والعراق، وانخفاض شعبية هيلاري كلينتون، ومشروع أنبوب نقل النفط بكندا، والتزامات الدول بخفض الانبعاثات الغازية. وعنونت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه "باستخدام العنف والإقناع، تحصد الدولة الإسلامية مكاسب سياسية"، مشيرة إلى أن الجماعة المتطرفة تسعى لأن تصير "البطل المنقذ" للسنة الذين يشعرون باضطهاد من قبل الحكومات الشيعية بكل من العراق وسورية. واعتبرت الصحيفة أن "الدولة الإسلامية" تحرز تقدما في هذا الجزء من العالم بالرغم من استراتيجية التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، وذلك باستخدام قوة الإقناع والعنف. وأضافت أن المتطرفين، الذي يستفيدون من الفراغ الناجم عن غياب هوية وطنية وضعف الأمن بالبلدين، يقدمون أنفسهم كحركة اجتماعية وسياسية، موضحة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يتعامل بعنف مع كل جماعة تتحدى تفوقها بالبلدين. وأوضحت أن هذه الاستراتيجية مكنت التنظيم المتطرف من البقاء على قيد الحياة رغم الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف التي بدأت تتراجع، معتبرة أن الانتصارات الأخيرة "للدولة الإسلامية" تتطلب تغييرا "سياسيا" في الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة هذه الجماعة. في موضوع آخر، لاحظت (واشنطن بوست) أن تراجع شعبية وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، في استطلاعات الرأي يشكل "تطورا دراماتيكيا" في المعسكر الديمقراطي والذي قد يسمح للمنافسين الاثنين الآخرين، لينكولن تشافي وبيرني ساندرز، للصعود بقوة ومصداقية. ولاحظت الصحيفة أن تشافي، الذي أعلن مؤخرا عن دخوله السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، هاجم سياسة كلينتون عندما كانت على رأس الدبلوماسية الأمريكية وتصويتها لصالح الحرب في العراق، مشيرة إلى أن زاوية الهجوم التي اختارها هذا المرشح الجديد يمكن أن تقوض جهود السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. تعليقا على الموضوع نفسه، اعتبرت (بوليتيكو) أن نتائج استطلاعات الرأي التي نشرت مؤخرا من قبل (واشنطن بوست)، و(أي بي سي نيوز) و (سي إن إن)، وغيرها، التي تظهر انخفاضا ملموسا في شعبية كلينتون لدى الأمريكيين، لا تعني بالضرورة أن هيلاري ستخسر سباق الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وأضافت أن الدبلوماسية السابقة معروفة بصبرها الذي يسمح لها باستعادة مكانتها طوال حملتها الانتخابية، مشيرة إلى أنه لا ينبغي أن نقلل من خبرتها في إدارة "الأزمات السياسية". وبكندا، كتبت (لا بريس) أن إقليمي كيبيك وأونتاريو طلبا من المكتب الوطني للطاقة تحديد طريقة مناقشة مشروع أنبوب النفط (إينيرجي إيست) في وقت تعتزم فيه الشركة صاحبة المشروع (ترانس كندا) إدخال تعديلات مهمة على مساره النهائي خلال الأشهر المقبلة، موضحة أن الوزيرين المكلفين بالطاقة بالإقليمين وجها رسالة مشتركة إلى المكتب لاستيضاح طريقة تقييمه للمشروع الذي لم تتحدد معالمه النهائية بعد. وعلى المستوى المحلي، اعتبرت صحيفة (جورنال دو مونريال) أن الحزب الكيبيكي اتهم الحكومة الليبرالية بقيادة فيليب كويار بالسماح للأطباء بÜ"ملء جيبوهم" في وقت تطلب من باقي سكان كيبيك التقشف، مبرزة أن نواب الحزب بالجمعية الوطنية أدانوا، أمس الأربعاء، العلاوات والحوافز الإضافية التي منحها وزير الصحة غايتن باريت للأطباء المتخصصين في الطب العام. على صعيد آخر، أبرزت صحيفة (لو دوفوار) أن الالتزام بخفض الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري من قبل الدول في أفق قمة باريس حول المناخ المرتقبة في دجنبر المقبل، لن تمكن بأي شكل من الأشكال بوقف الاضطرابات المناخية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المجموعة الدولية (كليمايت أكشن تراكر) اعتبرت أن الالتزامات المعبر عنها لحد الساعة ضعيفة بالنظر إلى مدى الأزمة المناخية، باستثناء إذا ما قامت الدول ال 150 بتحديد أهداف وإجراءات جديدة. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن رئيس المعهد الوطني للانتخابات لورينزو كودوفا فيانيللو طالب الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات بتحمل مسؤولياتها لتعزيز السلم الاجتماعي اللازم لإجراء الانتخابات يوم الأحد المقبل وضمان سلامة الناخبين والمرشحين وموظفين المكلفين بمراكز الاقتراع. أما على الصعيد الاقتصادي، فكتبت صحيفة (لاخورنادا) أن وزير المالية لويس فدغراي شدد أمس الأربعاء بباريس خلال المؤتمر السنوي لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على أن الأزمات المالية الثلاث التي ضربت البلاد في السنوات ال30 الأخيرة من القرن العشرين لا تزال تؤثر على اقتصادها. وببنما، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) أنه قبل حوالي شهر عن انتهاء السنة الأولى من ولاية الرئيس خوان كارلوس فاريلا، يتعين على هذا الأخير أن يواجه الفضائح التي قد تخدش صورة حكومته، ومن بينها ذكر اسم وزير الاقتصاد والمالية، دولسيديو دي لا غوارديا، كواحد من المتعاملين من شركة (كوبرانزاس ديل إيستمو) التي توجد قيد تحقيق قضائي لتقديم رشاوى وعمولات غير قانونية، مبرزة أن أصواتا من المجتمع المدني تطالب باستقالة أو إقالة دي لا غوارديا، في وقت يدافع الرئيس عن بقائه ضمن الفريق الحكومي. من جانبها، واصلت صحيفة (لا برينسا) متابعة تطورات التحقيقات في عدد من قضايا الفساد، موضحة في هذا الصدد أن النيابة العامة أمرت بوضع رجل الأعمال ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، فيليبي أليخاندرو بيبو فيرزي (1994 1999) قيد الاعتقال الاحتياطي بتهم تبييض الأموال والفساد، وتلقي عمولة بقيمة 10 ملايين دولار من شركة إكوادورية عهد لها بمشروع بناء نظام للري بإقليم لوس سانتوس، وهو المشروع الذي لم ير النور أبدا. وبالدومينيكان، كتبت صحيفة (هوي) أنه بعد الكشف عن وجود اتفاق بين الحزب الثوري (معارضة) وحزب التحرير (الحاكم) يقضي بتأييد التعديل الدستوري الذي يسمح للرئيس الحالي، دانيلو ميدينا، الترشح لولاية ثانية، أعلنت 40 شخصية من القيادات السياسية الوطنية والمحلية للحزب الثوري، من بينها الأمين الوطني للحزب، عن انسحابها الفوري من الحزب وتأييدها للمرشح الرئاسي للحزب الثوري الحديث، منتقدة قرار قيادة الحزب دعم التعديل الدستوري، الذي سيتيح للحزب الحاكم الاستمرار في السلطة، دون استشارة للقواعد في خرق سافر لمبادئ الحزب ودوره في المعارضة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إل كاريبي) تحت عنوان (الجبهة الوطنية التقدمية من حليف قوي للحكومة إلى معارض لها) إلى أن التحالف الذي استمر زهاء 20 سنة بين حزب الجبهة الوطنية التقدمية وحزب التحرير، الحاكم، انتهى فجأة بسبب معارضة الجبهة للتعديل الدستوري من دون تنظيم استفتاء شعبي، مضيفة أن زعيم الحزب، مارينو كاستيلو، قدم شكوى إلى المحكمة الدستورية للمطالبة بعدم دستورية التعديل الدستوري.