اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من المواضيع الدولية والمحلية كان أبرزها مستقبل كرة القدم العالمية بعد استقالة جوزيف بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي للعبة، وتطورات الوضع في سورية، وحادث انقلاب السفينة الصينية في نهر يانغتسي، واجتماعات مختلف الأحزاب السياسية الاسبانية للتوصل إلى اتفاقات بعد الانتخابات البلدية والجهوية. ففي ألمانيا، واصلت الصحف تعليقاتها على استقالة رئيس الفيفا، جوزيف بلاتر، ومستقبل الاتحاد بعد هذه الاستقالة المثيرة للجدل، حيث كتبت صحيفة (نوربورغر ناخغيشتن) أن هذه الاستقالة تفتح المجال للعديد من التكهنات، مؤكدة أنه يتعين بذل جهود من أجل إصلاح "الفيفا" . وأضافت الصحيفة أن بداية جديدة لكرة القدم تحتاج إلى شخص شفاف ليس لديه ما يخفيه، خلافا لما كان عليه الأمر بالنسبة لبلاتر، وتكون لديه الأهلية للقطع نهائيا مع الممارسات التي عرفها الاتحاد منذ مدة طويلة. وبالنسبة لصحيفة (ماركيشة أودرتسايتونغ)، اعتبرت أنه بعد استقالة بلاتر ظهرت بعض الأمور والأسباب المحتملة التي أدت إلى هذا القرار، خاصة وأن رئيس الاتحاد أدرك أن الرياح تهب بالنسبة له في الاتجاه المعاكس في جميع أنحاء العالم، مرجحة أن يكون وراء القرار ظهور عناصر جديدة في مكتب التحقيقات الفدرالي. وذكرت الصحيفة أنه بعد قرابة 34 سنة من عمل بلاتر في الفيفا كأمين عام للاتحاد، ثم كرئيس لها ابتداء من 1998 ، فإنه سيكون من الصعب جدا إصلاح الفساد الذي استشرى في كرة القدم التي تحتاج إلى إصلاح جذري وشخصية قوية تسيره تتحدى كل الصعاب. ومن جهتها، كتبت صحيفة (هانوفريشن أليغماينه تسايتونغ)، في تعليقها، أن فولفغانغ نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم الذي لم يكن له ارتباط بنظام بلاتر، تصرف بحكمة ولم ينزل "لمنافسة الطاغية بلاتر في معركة رئاسة الفيفا" لكن ذلك لم يمنعه من محاولة والسعي إلى إقامة تعاون بناء. وتابعت الصحف أيضا زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبرلين ومباحثاته مع المستشارة أنغيلا ميركل ووزير خارجيتها، فرانك فالتر شتاينماير، التي تناولت التعاون بين البلدين في عدد من القضايا، خاصة ما يتعلق منها بالسلام في الشرق الأوسط، وكذا لقائه بالرئيس الألماني يواكيم غاوك. وفي فرنسا، اهتمت الصحف أيضا باستقالة جوزيف بلاتير، إذ كتبت صحيفة (ليبراسيون)، في تعليقها، أن بلاتير استقال من الفيفا لكنه لم يقل كلمته الأخيرة، مضيفة أن عهدا جديدا لكرة القدم العالمية قد بدأ يوم الثلاثاء بزيوريخ. وذكرت الصحيفة أن جوزيف بلاتير أعلن عن انسحابه بعد 34 سنة قضاها في الفيفا 17 منها ككاتب عام ، ونفس المدة كرئيس. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوموند) أن السويسري بلاتير، الذي حوصر بالاتهامات بالفساد، قدم استقالته من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشيرة الى أن هذا "الحيوان السياسي" استطاع قبل أربعة أيام انتزاع ولاية خامسة من أربع سنوات خلال المؤتمر ال65 للمنظمة. وأضافت الصحيفة أنه في خضم "انهيار نظام بلاتير" انخرط الأمير الأردني علي بن الحسين رسميا في السباق على خلافة بلاتير، مشيرة إلى أن النجم البرازيلي السابق زيكو واللاعب الفرنسي السابق دافيد جينولا قد يحدوان حدوه. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إن استقالة السويسري بلاتير تفتح ورشا واسعا حيث يجب مراجعة وتصحيح كل قواعد تدبير الفيفا، فيما تتواصل الإجراءات القضائية بخصوص ملف الفساد، مبرزة أن ميشيل بلاتيني الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي يتوفر على كل مقومات تجسيد التغيير في الفيفا. وفي بلجيكا، واصلت الصحف المحلية تعليقاتها هي الأخرى على استقالة جوزيف بلاتر من رئاسة الاتحاد العالمي لكرة القدم إذ اعتبرتها نهاية عصر ونظام ابتلى به عالم كرة القدم. وكتبت صحيفة (لاديرنيير أور)، في تعليقها في مقال تحت عنوان "الأمر لم ينته بعد"، أن استقالة بلاتر كانت بمثابة صدمة، لكنها لن تكون الأخيرة، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق أيضا في شخص جوزيف بلاتر الذي قرر مغادرة السفينة بعد أن شعر بضغوط وتلميحات غير سارة من قبل المحققين في الولاياتالمتحدة. وفي مقال بعنوان ''بلاتر خارج اللعبة، اعترافات الفيفا في الموعد''، كتبت صحيفة (لوسوار) أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل بجد ونشاط في جميع الاتجاهات الجنائية والتي من المتوقع أن ترتفع لتصل إلى رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم المستقيل والذي نسج على امتداد 34 سنة التي تقلد فيها المسؤولية بالفيفا إمبراطورية فائقة الفساد. وتحت عنوان ''مكتب التحقيقات الفيدرالي مهتم أيضا بجوزيف بلاتر''، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك)، في تعليقها، أنه لم يكن مفاجأة معرفة أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي يشمل في بحثه في ملف الفيفا بلاتر الذي كان رحيله عن الفيفا بمثابة زلزال حقيقي. واعتبرت الصحيفة أن كل ذلك يلخص وبشكل جيد بالنسبة لبلاتر الشعور العام الذي ساد عالم كرة القدم بعد استقالته، مشيرة إلى أن سقوطه غير المتوقع ليست الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة المشوقة. وفي النرويج، انصب اهتمام الصحف على الحرب في سورية وعلى حادث انقلاب سفينة صينية في نهر يانغتسي. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى قصف الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري ببراميل متفجرة مناطق عدة في محافظة حلب في الشمال وفي محافظة إدلب بشمال غرب البلاد. وأضافت الصحيفة أنه نتيجة لقصف منطقة إدلب لقيت خمس نساء من عائلة واحدة مصرعهن، مشيرة إلى أنه قتل أيضا 11 مدنيا في مدينة حلب التي يسيطر عليها المتمردون. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى توقعات بارتفاع عدد القتلى بسبب العدد الكبير من المصابين بالجروح الخطيرة في هذا القصف. وذكرت الصحيفة بقصف النظام السوري مرارا معارضيه بالبراميل المليئة بالمتفجرات والوقود، وأنها نشرت مرارا القنابل في المدارس والمستشفيات والمساجد والأسواق رغم وجود أشخاص مدنيين بها. وعلى صعيد آخر، أشارت صحيفة (في غي) بخصوص حادث انقلاب السفينة الصينية في نهر يانغتسي، إلى أن أسر الضحايا لا تزال تطلب الحصول على إجابات عن أسئلة تخص 377 شخصا مازالوا مفقودين لحد الآن بسبب هذا الحادث. وأضافت الصحيفة أنه لحد الآن لم يعثر سوى على 14 شخصا على قيد الحياة من بينهم ربان السفينة، وذلك في ما قد تكون أسوأ كارثة بحرية تعرفها الصين منذ 70 عاما. وأكدت الصحيفة أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث للتأكد مما إذ كان 456 شخصا كانوا متواجدين على متن السفينة عندما انقلبت بعد تعرضها الاثنين الماضي لإعصار. ونقلت الصحيفة عن خبيرة صينية في جامعة الهندسة البحرية قولها إن السفينة غرقت في وقت قصير ولذلك قد يكون هناك هواء عالق في جسم السفينة، مما يعني احتمال وجود أحياء بداخلها. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالاجتماعات التي عقدت بين مختلف الأحزاب السياسية بهدف التوصل إلى اتفاقات بعد الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت يوم 24 ماي الماضي، والتي تميزت بتراجع كبير للحزب الشعبي الحاكم. فتحت عنوان "الاتفاقات السرية"، كتبت (إلموندو) أن زعيمي حزبي سيودانوس، ألبرت ريفيرا، وبوديموس، بابلو إيغليسياس، شددا على عدم نشر مضامين لقاءاتهما مع زعيمي الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، في الصحافة. أما (أ بي سي) فأشارت إلى أن سانشيز وإغليسياس توصلا إلى اتفاق يقضي، على الخصوص، بتفويض مسؤولية إبرام اتفاقات انتخابية مع أحزاب سياسية أخرى للمسؤولين الجهويين، مشيرة إلى أن الزعيمين اليساريين سيعقدان جلسة عامة بعد التوصل لتحالفات انتخابية على الصعيدين الجهوي والمحلي. ومن جهتها، أوردت (إلباييس) أن الاجتماع الأول بين سانشيز وإغليسياس لم يخرج بأي اتفاق حول تفاهم محتمل بين الحزبين، مشيرة إلى أن هذه الاجتماعات كشفت، مع ذلك، عن "انسجام" بين زعيمي بوديموس وسيوددانوس والأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. كما سجلت اليومية أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، رفض دائما استقبال زعيم حزب بوديموس بابلو إيغليسياس، بحسب مصادر من الحزب الشعبي التي أكدت أن هذا الحزب اليميني لا يعتزم الدخول في تحالف مع هذا الحزب. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (لاراثون) أن اجتماع أمس الأربعاء بين راخوي وسانشيز كان "متوترا"، خصوصا بعدما وصف رئيس الحكومة الإسبانية سياسة سانشيز ب"الصفيقة "، مؤاخذة إياه على " تسخين اللقاء بالأكاذيب " لكسب تعاطف حزب بوديموس اليساري المتطرف.