اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، بجملة من المواضيع الدولية والمحلية، كان في مقدمتها الاستقالة المفاجئة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتير، واجتماع الجهات الدولية المانحة لليونان لبحث سبل معالجة أزمة ديون أثينا، واجتماع أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". ففي ألمانيا، تناولت جل الصحف موضوع استقالة رئيس الفيفا بلاتر، حيث كتبت صحيفة (لاندستسايتونغ) أن على الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" الوقوف مرة أخرى وبجدية لاختيار رئيس للاتحاد خلفا لبلاتير، خاصة أولئك الذين حافظوا على أفواههم مغلقة لحمايته وهم يرون عددا من المسؤولين متورطين تباعا في قضايا فساد. ومن جانبها، عبرت صحيفة (راينشه بوست) عن اعتقادها بأن الأسباب الكامنة وراء قرار بلاتر تعود، على ما يبدو، إلى الكشف مؤخرا من قبل المحققين الأمريكيين عن عناصر جديدة في فضيحة الفساد داخل الفيفا، مرجحة أن يكون بلاتر متورطا في لائحة المخالفات والاتهامات التي وجهت لعدد من المسؤولين التنفيذيين بالاتحاد، أو أنه كان على علم بجميع ما يقع وأن استقالته جاءت بمثابة اعتراف بالذنب. أما صحيفة (لانزيتسر روندشاو) فكتبت أن استقالة بلاتر كانت بمثابة "انفجار في زيوريخ "، مشيرة إلى أن " ملك كرة القدم ورئيس الفيفا يستقيل .. فمن كان يعتقد ذلك قبل أسبوع حين بدا بلاتر قويا وسعيدا، معتقدا أنه ممكن أن يواصل مسيرته كما شاء في عالم كرة القدم الذي اعتبره عالمه". وعبرت صحيفة (فولكشتيمة) عن اندهاشها من هذه الاستقالة. وتساءلت "لماذا بالضبط الآن، وما الدوافع الكامنة وراء هذا القرار المفاجئ"، مشيرة إلى أن بلاتر (79 سنة) أعلن اثر إعادة انتخابه عن بداية جديدة وكان يبدو سعيدا رغم الكشف عن قضايا فساد هزت الفيفا واعتقال كبار المسؤولين بها. وأضافت الصحيفة أنه على مدى سنوات من ترؤس السويسري بلاتر للفيفا، "أبدى غطرسة لم يسبق لها مثيل وجرأة لا حدود لها حتى بعد كل الفضائح وكل الانتقادات المشروعة التي وجهت له وللاتحاد". واهتمت الصحف الألمانية أيضا بالمفاوضات بين الجهات المانحة الدولية مع اليونان. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ)، في هذا الصدد، أن الاجتماع الرفيع المستوى، الذي احتضنته برلين أول أمس، سعى إلى تجنب مغادرة أثينا الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن استراتيجية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركز على إنقاذ الأورو عبر مساعدة حكومة أثينا بأي ثمن. ومن جهتها، دعت صحيفة (برلينر تسايتونغ) جميع الأطراف المعنية إلى إيجاد حل وسط للأزمة اليونانية تجنبا لكارثة اقتصادية وسياسية وشيكة. وفي بلجيكا، ركزت الصحف أيضا اهتمامها على استقالة بلاتير، حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أن هذا الأخير لم تكن لديه الشجاعة على اتخاذ قرار ترك رئاسة الفيفا، مشيرة إلى أن الثنائي "العدالة - وسائل الإعلام " هو الذي كان قادرا على إنهاء فترة طاغية والإطاحة به، بعد أن خلق نظاما خاصا في "الفيفا" واستحوذ على مقاليد السلطة بمساعدة البعض وباستخدام أموال دافعي الضرائب لإثراء مجموعة كانت تعتقد أنها محمية وفوق القانون. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لاليبر بلجيك)، في مقال افتتاحي تحت عنوان " بلاتير يذهب بلا كرامة أو مجد"، أن تشديد الخناق على بلاتير جعلته في نهاية المطاف يستقيل من رئاسة الفيفا بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه في ظروف مشينة، بعد ستة اعتقالات لعدد من كبار المسؤولين التنفيذيين المشتبه بتورطهم في الفساد. وأشارت الصحيفة إلى أن السويسري (79 سنة) "خرج من الباب الخلفي للفيفا إذ كان عليه، من أجل حفظ ماء الوجه، أن ينسحب من السباق على الرئاسية لفترة خامسة والتي حبست الأنفاس، إلا أنه وللأسف"، تضيف الصحيفة، "انهار بسبب غطرسته". أما صحيفة (المستقبل) فعبرت عن أملها في أن يقوم الذي سيخلف بلاتر، والذي سيتم التعرف عليه إما في دجنبر 2015 أو مارس 2016 ، بإعادة النظر في هياكل الفيفا والقطع نهائيا مع الممارسات التي كانت لدى المسؤولين التنفيذيين بالاتحاد. وفي النرويج، انصب اهتمام الصحف أيضا على استقالة بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى أن العديد مع المعارضين لبلاتر ورؤساء الاتحادات على استعداد لتولي منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. واعتبرت الصحيفة أن إعلان جوزيف بلاتر عن الاستقالة من منصبه يأتي بعد أربعة أيام فقط من إعادة انتخابه لفترة رئاسية خامسة باعتباره الرجل الأقوى لكرة القدم. وذكرت الصحيفة بمساره إذ شغل ، بلاتر، البالغ من العمر 79 سنة ، منذ سنة 1998 رئيسا للفيفا وعين خلفا لجواو هافيلانج وتغلب يوم الجمعة الماضية على منافسه الوحيد في انتخابات رئاسة هذا الاتحاد الأمير علي بن الحسين من الأردن. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن بلاتر دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم. ونقلت عنه قوله إنه "بالرغم من إعادة انتخابي، فإنه لم يكن لدي دعم كل عالم كرة القدم"، مرجحة أن "إعلانه الاستقالة بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه يدل على أن هناك شيئا ما حدث" وانه بصرف النظر عن أسباب الاستقالة فهي تمثل "خبرا سارا بالنسبة للذين يحبون كرة القدم". من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن جوزيف بلاتر "أحدث أمس الثلاثاء صدمة في جميع أنحاء العالم" عندما أعلن أنه سيستقيل من منصبه كرئيس للفيفا وأنه سيتم انتخاب الرئيس الجديد في اجتماع الجمعية العامة غير العادية. وأضافت أن هذه الاستقالة فتحت الباب أمام ترشيحات جديدة، مشيرة إلى أن العديد من رؤساء الاتحادات المحلية يرغبون في منصب رئيس الفيفا من بينهم رئيس اتحاد كرة القدم الأوروبي الذي يعتبر نفسه الوريث الطبيعي لجوزيف بلاتر. وفي إسبانيا، تناولت الصحف بالإضافة إلى المواضيع المحلية، الإعلان عن الاستقالة المفاجئة لجوزيف بلاتر رئيس الفيفا بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه لولاية خامسة. وكتبت صحيفة ( إل موندو) تحت عنوان "بلاتر يتنازل بشكل مفاجئ أمام اتهامات مكتب التحقيقات الفدرالي" أنه بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه، وبكيفية مفاجئة يترك بلاتر (الفيفا) بعد 17 عاما من الرئاسة. وأضافت الصحيفة أنه، في ما يتعلق بالأسباب الكامنة وراء هذا القرار، فإن بلاتر يرجعها إلى "حبه للفيفا"، مشيرة إلى أنه سيستمر لمدة ستة أشهر في منصبه لإجراء إصلاحات داخل هذه الهيئة . وكتبت صحيفة (إلباييس) الواسعة الانتشار، تحت عنوان "استقالة بلاتر تفتح الطريق لتجديد كرة القدم في العالم"، أنه أمام الضغط الشديد لحالات الفساد التي أبلغت عنها النيابة العامة في أمريكا الشمالية، أعلن جوزيف بلاتر أمس استقالته من رئاسة الفيفا، بعد أربعة أيام فقط من إعادة انتخابه بفضل دعم ما يقرب من ثلثي الاتحادات الأعضاء في المنظمة التي تسير عالم كرة القدم، ومن بينها الاتحاد الاسباني لكرة القدم الذي يرأسه أنخيل ماريا بيلار. وأضافت الصحيفة أن المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقد لانتخاب رئيس جديد "سيمهد الطريق لتجديد عميق" للهيئة العالمية لكرة القدم. أما بالنسبة لصحيفة (لاراثون)، فكتبت، تحت عنوان "بلاتر يستسلم"، أن هذا الأخير تنازل عن منصبه بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه يوم الجمعة الماضي لولاية خامسة كرئيس للفيفا، مشيرة إلى أن مؤتمرا استثنائيا سيعقد في الفترة ما بين دجنبر ومارس المقبلين لانتخاب رئيس جديد لهذه الهيئة. في نفس السياق، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أنه في أعقاب استقالة بلاتر بسبب شبهات فساد، وتوجيه التهمة لمساعده الأقرب جيروم فالكي "فإن الأمير الأردني الأمير الحسين يبرز كخلف لبلاتر بدعم من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الأسيوي". ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف الاسبانية أيضا إلى المفاوضات الجارية بين مختلف الأحزاب السياسية لإبرام اتفاقيات لتشكيل المجالس البلدية والحكومات الإقليمية في أعقاب الاستحقاقات البلدية والإقليمية التي نظمت في 24 مايو الماضي في البلاد. وفي فرنسا، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى اجتماع أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أمس الثلاثاء بباريس، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قدم بالمناسبة خطة لتحرير محافظة الأنبار، ومركزها مدينة الرمادي التي سقطت في أيدي التنظيم الإرهابي في 17 ماي المنصرم، ثم تدمر السورية في 20 ماي. وأضافت الصحيفة أن العبادي عبر، خلال اللقاء، عن رفضه للانتقادات التي وجهتها واشنطنº والتي مفادها انعدام إرادة القتال لدى القوات العراقية، أو انتقادات باريس التي تتحدث عن غياب الإدماج السياسي لمكونات المجتمع العراقي، مشيرة إلى أن حيدر العبادي أعرب عن أمله في حصول بلاده على دعم متزايد من قبل أعضاء التحالف. ومن جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) باستقالة رئيس الفيفا جوزيف بلاتر بعد أربعة أيام على إعادة انتخابه، مشيرة إلى أن بلاتر الذي وجد نفسه في قلب العاصفة لم يستطع في الأخير الصمود أمام توالي الفضائح. وأشارت الصحيفة إلى أن آخر فضيحة تهم الكاتب العام للفيفا، الفرنسي جيروم فالك الذي اتهمته نيويورك تايمز بالمسؤولية عن تحويل عشرة ملايين أورو الى حسابات يديرها النائب السابق لرئيس الفيفا جام وارنر. ومن جانبها، ركزت صحيفة (ليبراسيون) اهتمامها على مشكل التلوث بالجزيئات الصغيرة في المدن الفرنسية الرئيسية، مؤكدة على ضرورة معالجة هذا المشكل الناجم عن حركة المرور بشكل مستعجل. وأضافت أن فرنسا مهددة بعقوبات قاسية من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب التجاوز المنتظم للقيم التنظيمية المحددة في مجال الجزيئات الصغرى في عشر مناطق حضرية بالأساس.