لا تتردد أبدا في قول ما تراه صائبا، ولا تتلعثم الكلمات في فيها، بل تذهب مباشرة إلى الموضوع دون لف ولا دورن، بلا دبلوماسية السياسيين، ولا لغة خشب القياديين، فتراها في خرجاتها تنتقد هذا، وتلوم ذاك، وتسمي الأشياء بمسمياتها، لتكون بذلك وجها يبعث الأمل في إحياء اليسار المغربي، في خضم صعود الأحزاب اليسارية في أوروبا. وعكس قياديي الأحزاب السياسية الأخرى، وبخلاف عدد من زعماء الطيف اليساري بالبلاد الذين استكانوا إلى لغة المهادنة، وانخرطوا في اللعبة السياسية بمغرياتها وتناقضاتها، بقيت نبيلة منيب، الأمينة العامّة لحزب الاشتراكي الموحد، على صفائها و"عذريتها السياسية"، رافضة دواليب الوضع القائم، ما يجعل مواقفها أكثر قوة ومصداقية من غيرها. وكان لافتا موقف منيب عندما انتقدت بشدة السياسة الرسمية للمغرب التي ينهجها في ملف الصحراء الشائك، خاصة الإغراءات المادية المجزية التي تمنحها الدولة من أجل استمالة انفصاليي جبهة البوليساريو، في سياق شعار "إن الوطن غفور رحيم"، واصفة هذه السياسية التي دعا إليها الملك الراحل بالحمق. منيب كانت حاسمة في التأكيد على أن الوطنية لا تشترى ولا يؤدى عنها من أموال الشعب، ولا يتم جلبها بالريع المالي، وهو موقف قلما تطرق إليه زعيم حزب مغربي، كما يُحسب لها نظرتها الواقعية للمشهد السياسي الراهن بالمغرب، حيث ما فتئت تدق ناقوس الخطر بشأن ما تسميه الانحباس السياسي في البلاد، خاصة بعد وأد حركة 20 فبراير.