قالت نبيلة منيب إن « المغرب يواجه اليوم أصوليتين تتقدمان بخطى ثابتة في مشهدنا السياسي، الأصولية الأولى تمثلها الحركات الإسلامية بمختلف تلاوينها، والأصولية الثانية ترتبط بالنظام المخزني» في خروج جديد ومثير للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وأحد أبرز مهندسي تحالف اليسار الديمقراطي المشكل من 3 أحزاب يسارية، قالت نبيلة منيب إن « المغرب يواجه اليوم أصوليتين تتقدمان بخطى ثابتة في مشهدنا السياسي، الأصولية الأولى تمثلها الحركات الإسلامية بمختلف تلاوينها، والأصولية الثانية ترتبط بالنظام المخزني»، مشددة على أن الصراع يكاد ينحسر ما بين الأصوليتين، المخزن والإسلاميين»، داعية إلى « بناء جبهة ديمقراطية تقدمية موسعة قادرة على مواجهة الأصوليتين»، بحسب تعبيرها.
الوضع السياسي وأضافت منيب، التي كانت تتحدث في ندوة ليلة السبت الأحد، نظمتها أحزاب تحالف اليسار بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة فاس، حول موضوع « الوضع السياسي الراهن وتحديات اليسار المغربي»، أن «المغرب يعيش بؤسا سياسيا، يميزه التراجع الخطير في مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث بات من واجب القوى الحية، تحليل الوضع القائم لمعرفة مسار المغرب، والتفكير في المداخل الممكنة لإرجاع النفَس للنضال الديمقراطي وإفراز تجربة سياسية جديدة في مسار النضال اليساري الديمقراطي والتقدمي بالمغرب، من أجل خلق موازين قوى جديدة لصالح التغيير الديمقراطي المنشود». وتوقفت القيادية اليسارية، عند ما أسمته ب»الأخطاء القاتلة»، والتي جعلت محطة الحراك المغربي في سنة 2011، تفشل في فرض الإصلاحات الدستورية والسياسية التي تترجم تطلعات المغاربة في إطار مشروع التغيير الديمقراطي المنشود»، حيث أرجعت ذلك إلى غياب تيار ديمقراطي قوي قادر على التقاط الإشارة التي أطلقها شباب حركة 20 فبراير والذين نجحوا في خلخلة المشهد السياسي». وأردفت منيب أن « غياب مشروع سياسي وديمقراطي واضح، كان وراء فشل حركة 20 فبراير والقوى الحية المساندة لها، في استمالة المغاربة وإقناعهم بالنزول إلى الشارع، حيث أن الجميع ركز على توجيه النقد للنظام المخزني بدون تقديم مشروع سياسي للمغاربة، فيما نجح النظام المخزني في استقطاب وترويض قوى سياسية وحركات إسلامية، بل حتى الأحزاب التي تملك المشروعية التاريخية، والتي تحالفت معه في تدبير مرحلة الحراك المغربي». وكان اللقاء مناسبة هاجمت فيها منيب محطة التناوب التوافقي لسنة 1998 التي قادها الاتحاديون بزعامة عبد الرحمان اليوسفي، حيث قالت إن «هذه المحطة كانت وراء ترويض المعارضة اليسارية من قبل النظام المخزني والذي نجح في تشويه سمعة الاشتراكيين، مما أسفر عن توجيه ضربة موجعة لليسار الحكومي وكذا اليسار الذي لم يشارك في حكومة اليوسفي، بحيث تراجعت شعبية اليسار منتقلا من المركز إلى الهامش، فاقدا بذلك دوره التاريخي كمعارض للنظام المخزني وحامل للمشروع الديمقراطي والتغيير المنشود».
هجوم على الإسلاميين و حكومة بنكيران وانتقدت منيب بشدة التيارات الإسلامية، والتي فشلت كما تقول، في تقديم أجوبة واضحة عن انتظارات الشعوب المستضعفة بدول الربيع العربي، كما وجهت نيرانها نحو جماعة العدل والإحسان، والتي اتهمتها بأنها خذلت حركة 20 فبراير، حين أعلنت مساندتها في البداية وانخرطت في المطالبة بالضغط على النظام المخزني من الشارع، لكنها انسحبت من المعركة في الوقت الذي كان فيه الشارع يحتاج لمزيد من الضغط، فيما اختار إخوان بنكيران النضال المخزني وحسم الحراك المغربي لفائدة أجندته السياسية والتي أوصلته إلى الحكومة بدعم مفضوح من قبل الحركات الإسلامية بمختلف تلاوينها. وخلصت منيب إلى أن الحركات الإسلامية، «تستبلد» المغاربة باسم الدين، حيث دعت المناضلة اليسارية إلى شن حرب شرسة ضد استغلال الدين في السياسة واستعمال السياسة في الدين، مؤكدة أن اليساريين التقدميين وحدهم قادرون على خوض هذه المعركة، كما تقول. ولم تنج حكومة بنكيران من نيران ألسنة منيب، حيث وصفتها بالحكومة الفاشلة، والتي أعلنت ممانعتها وهددت أكثر من مرة بالنزول إلى الشارع والعودة إلى الشعب الذي انتخبها وأوصلها إلى الحكم، لكنها سرعان ما خضعت للترويض، وهي تسير في نفس الاختيارات اللاشعبية للحكومات التي سبقتها.