اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيعº في مقدمتها القضية الفلسطينية واستمرار إسرائيل في تعنتها، والأزمة الليبية، والتنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم "داعش" وما أصبح يشكله من خطر على أكثر من جهة، وزيارة الرئيس المصري لألمانيا، ومنتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقد بالدوحة، والأزمة السياسية في لبنان، إلى جانب جملة من المواضيع ذات الطابع المحلي. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا، في عمود بعنوان (الزيارة التي لم تلغ)، أن هذه الزيارة ستتم في موعدها رغم ما أحاط بها من التباسات بسبب "التصريحات غير اللائقة" التي أدلى بها رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاغ)، حين أعلن أنه لن يلتقى الرئيس السيسي خلال زيارته لألمانيا. وبعد أن سجلت الصحيفة أن الأمور لو كانت تقاس بردود الأفعال العاطفية لجاء الرد بإلغاء الزيارة، أكدت أنه "من حسن الحظ أن الرئيس وفي المقابل ميركل كانا أكبر من تصريح عابر تجاهلته ميركل بسرعة ووضوح وتجاوزه السيسى معليا مصلحة بلده، خصوصا أن البرنامج الموضوع للزيارة لم يتضمن لقاء مع رئيس البرلمان الألماني". وعن موضوع البدء في هدم مقر الحزب الوطني المنحل الذي كان يترأسه الرئيس الاسبق حسني مبارك، كتبت جريدة (الشروق)، في مقال بعنوان (الفأس الأولى ..فمتى يحدث الاقتلاع) أن مقر هذا الحزب احترق في ثورة يناير 2011 وحكمت المحكمة بحله وتقرر بعد ذلك هدم مقره، مستطردا بالقول إن السؤال الجوهري هو "بعد كل هذا التاريخ الدرامي متى يتم التخلص من الرموز التي أوصلت مصر إلى هذه الحالة المزرية". وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (الأهرام) أن للفساد "حصونا وقلاعا" تحميه وقد "استشرى عبر سنوات طويلة في كل مفاصل الدولة المصرية وسيطرت جماعات الفساد على مؤسسات الدولة في هجمة شرسة ضربت جذور المجتمع في العمق"، مشيرة إلى أن المعركة مع الفساد هي"اخطر واهم وقد تكون اطول من معركتنا ضد الإرهاب، لقد نما الإرهاب في ظل منظومة الفقر والعشوائيات". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها بعنوان "ليبيا.. الانهيار"، عن وجود إجماع عربي ودولي ومن مختلف المرجعيات السياسية والإعلامية ومراكز الدراسات والأبحاث على أن ليبيا تنزلق سريعا نحو الانهيار، "بحيث تتحول إلى دولة فاشلة بالمطلق". وأبرزت الافتتاحية أن الفشل في الحالة الليبية لم يكن ذاتيا، إنما نتيجة عوامل خارجية وتدخلات عسكرية مباشرة هدمت ركائز الدولة ومقوماتها ومؤسساتها. وانتقدت (الخليج) التقاعس الإقليمي والدولي "في التعامل الجدي مع الحالة الليبية رغم إدراك الخطر الذي تمثله على مجمل منطقة شمال إفريقيا وعلى القارة الأوروبية القريبة"، مؤكدة أن ما يتم اتخاذه من إجراءات ومبادرات لا يرتقي أبدا إلى مستوى وحجم الخطر المنتظر، خصوصا أن مساحة الإرهاب تتسع، كما أن عود الإرهاب يقوى ويشتد. ومن جانبها، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن تنظيم (داعش) لا يتراجع في مكان إلا وتمدد في مكان آخر، موضحة أنه في الوقت الذي تنظم ضده حملة دحر واسعة في محافظة الأنبار بالعراق فإنه "يحقق تقدما في سوريا وليبيا معا، وفي هذه الأثناء يتطاول ليضرب أمن المملكة العربية السعودية، وكأنما هي لعبة تدار من مكان ما، وإلا فكيف لأطنان القنابل والقواصف التي تهطل عليه لا تزيده إلا تماديا في الغي كل مرة". واعتبرت الافتتاحية أن الأمر بات بالفعل مزعجا ويتطلب رؤية جديدة كليا، خاصة والمعلومات تتواتر لتؤكد تزايد عدد المنضمين إلى هذا التنظيم الإرهابي بنسبة بلغت 70 في المائة عما كان عليه قبل الحرب الدولية ضده. وأشارت (البيان) إلى أن طلب دولة الإمارات من الحلفاء تعديل وتعزيز استراتيجية التصدي للتنظيم بما يستصحب البعد الفكري والثقافي، أمر بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مؤكدة أنه "لا بد أن يشمل مشروع المواجهة الجديد إعادة فحص وتشخيص الظاهرة بصورة أكثر دقة وموضوعية، بعيدا عن الأماني والاختزالات". أما صحيفة (الوطن)، فكتبت في افتتاحية بعنوان "الاحتلال يستهدف أسس الدولة الفلسطينية "، أن الاحتلال يبذل جهودا حثيثة من أجل نسف أسس قيام الدولة ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الاستيطان ينهش الأرض عبر استيلائه المتواصل على ما تبقى من الأراضي التي يقرها العالم أجمع للفلسطينيين. وخلصت (الوطن) إلى أن فلسطين تبقى قضية العرب المركزية مهما كانت الأحداث التي يمكن أن تمر على المنطقة. وفي الأردن، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "تحصين الجبهة الداخلية"، إن منطقة الشرق الأوسط أمام كوارث لا حد لها ومشاهد صادمة"، داعية إلى "مزيد من الوعي والحذر والانتباه، لأن وطننا وأهلنا وضيوفنا يحتاجون جميعا إلى رص الصفوف لتحصين الجبهة الداخلية من أي اختراق"، كما دعت لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن. وأكدت الصحيفة أن الأردن اليوم "يحتاج الجميع للوقوف في صف واحد ضد كل من تسول له نفسه الإساءة للوحدة الوطنية، وضد من يعتقدون أنهم فوق القانون، لأن العدالة والنزاهة والوطن فوق الجميع". ومن جانبها، كتبت (الغد)، في مقال لرئيسة تحريرها، أن ارتفاع فاتورة الدعم للكهرباء هو "حديث مكرور طالما سمعناه من المسؤولين"، مستغربة عدم صدور أي تصريح رسمي بشأن انخفاض قيمة هذه الفاتورة نتيجة عوامل منها انخفاض أسعار النفط. كما أن توفير معلومات تؤكد الشفافية في إدارة الملف، تقول الصحيفة، يساعد، من ناحية أخرى، في خلق تفهم شعبي لما يمكن أن تقدم عليه الحكومة مستقبلا، لتخلص إلى أن "من حقنا كأردنيين أن نفرح بانخفاض فاتورة دعم الكهرباء، تماما مثل الحكومة". وفي مقال بعنوان "عام على داعش حولنا"، قالت (العرب اليوم) إن "غابات السلاح شمالنا (سوريا) وشرقنا (العراق)، ويقترب مرور عام على إعلان دولة (داعش) من حولنا، بينما عيد استقلالنا التاسع والستون يفرض علينا برنامج عمل مكوناته تماسكنا الداخلي وراء قيادتنا وقواتنا المسلحة ". وفي قطر، أبرزت صحيفة (الشرق) الاهمية التي يكتسيها منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، الذي افتتحت اشغاله امس في الدوحة، مبرزة أنه يقع على عاتق أمريكا، من منطلق الشراكة، "أن تلعب دورا مهما في تحقيق أهداف هذا المنتدى، والعمل مع الشركاء على وضع حلول لقضايا العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بما يحقق رؤية الدولتين، وتصفية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ". وشددت الصحيفة، في افتتاحيتها، على أن ذلك لن يتحقق في غياب الإرادة الدولية، مؤكدة أن أمريكا ومجلس الأمن الدولي "مطالبان بالتخلي عن الانتقائية وازدواجية المعايير، التي تخالف الشرعية الدولية وتهدر حق الشعوب في تقرير مصيرها". وبدورها، اعتبرت صحيفة (الراية) أن (منتدى أمريكا والعالم الإسلامي) يكتسب أهمية كبرى، خاصة في ظل الظروف التي يشهدها العالم والتي زادت فيها حدة الانقسامات نتيجة لمظاهر التوتر والنزاعات وعدم الاستقرار في مناطق عديدة من العالم، مبرزة أن هذا المنتدى يمثل منبرا للحوار المفتوح حول القضايا التي تهم الجانبين. ولذلك ، تضيف الصحيفة، فإن "المطلوب ألا يكون الحوار موجه ا فقط إلى نبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر، بل يتعين أن يكون الحوار صورة سامية للتعاون البناء لمواجهة القضايا الملحة التي تواجه الشعوب كقضايا التغير المناخي والإرهاب وتحقيق السلم والأمن الدوليين". وفي البحرين، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن السماح بحدوث الفرقة والعنف مصيره حروب شعواء لا تبقي ولا تذر ولا تنتهي، حروب أزلية تتجدد دماؤها ويتوالد أفرادها، مشيرة إلى أن هذه الحروب إن لم يكفها ما هو موجود داخل البلد جرت شبابا من بلدان أخرى، وجميعهم من شباب المسلمين المغرر بهم، سواء لهذه الناحية أو تلك. واعتبرت الصحيفة أنه لذلك يعد الجميع مسؤولا عن نبذ العنف بدءا من الأسرة التي هي مطالبة بثقافة نبذ العنف وتقبل الآخر، موضحة أنه لا بأس من الاختلاف ولكن بالأسلوب الحضاري، أما تكوين المليشيات والحشود وزرع ثقافة الكراهية والتشكيك فيدفعان باتجاه واحد هو اتجاه صراعات دامية لن تتوقف وستأكل الأخضر واليابس وتمزق الشباب وتدفعهم إلى الموت من دون طائل ولا هدف سوى تحقيق أطماع من لا يريدون لهم ولا لمناطقهم الخير. وفي مقال بعنوان "السعودية قادرة على دحر الإرهاب"، كتبت صحيفة (البلاد) أن أصحاب المؤامرة الساعون إلى تقسيم الدول العربية، يريدون نقل الحرائق إلى المملكة العربية السعودية، لأنهم يعلمون أن الأهداف لن تتحقق بكاملها ما دامت السعودية ومصر متماسكتين وباقيتين كدولتين مستقرتين. وقالت إن الانفجارات الأخيرة التي وقعت على الأراضي السعودية تبين أن هؤلاء يريدون أن يدشنوا مرحلة الضرب في القلب بعد أن أصابوا الأطراف إصابات بليغة ولوثوها، وتركوا الفيروسات تتغلغل فيها، مبرزة أنه رغم تعاظم الخطر ستخيب مساعي أصحاب المؤامرة، ذلك أن المملكة العربية السعودية قادرة على قطع دابر الإرهاب وحماية أمنها الذي هو حجر الزاوية لأمن الخليج كله. وفي لبنان، أشارت صحيفة (الشرق) الى الزيارة التي يقوم بها، اليوم، رئيس الحكومة تمام سلام الى المملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها "على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية، وفي وقتها...". وداخليا ، تطرقت لجلسة مجلس الوزراء ، أمس، قائلة إنه و"على ما كان متوقعا " عبرت الحكومة على الايقاع المتفق عليه وخلاصته عدم تعريض الحكومة لأية اهتزازات، قد تؤدي الى تفككها وانهيارها، وعلى جدول الأعمال بندان خلافيان أساسيان: التعيينان الأمنية ووضع بلدة عرسال الحدودية مع سورية". أما (الأخبار)، فاعتبرت أن الحكومة دخلت "عمليا مرحلة اللا قرارات"، إذ اتفق المجلس، الذي خصص للبحث في موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية، على متابعة النقاش في جلسة الخميس، وسط إصرار فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر على التعيينات الأمنية، في ظل تمسك قوى 14 آذار بالتمديد أولا لمدير قوى الأمن الداخلي. ومن جهتها، وفي ذات السياق، قالت صحيفة (السفير) إن الحكومة "تكسب ثلاثة أيام قبل أن تنضم إلى لائحة شرف المؤسسات الشاغرة أو العاطلة عن العمل"، مضيفة أن على "الحكومة أن تنتظر الى ما بعد الثلاثين من يونيو (المفاوضات الإيرانية الغربية)، إما لإنعاشها، أو دفنها، وبالتالي وضع البلد على سكة التسويات الآتية، في انتظار من يرتب الأولويات، ولا ضير من تأزم ما يستدرج الخارج الى الداخل، فتبدأ مرحلة ملء الفراغ، رئاسة وحكومة وتشريعا وتعيينات!". وفي افتتاحيتها، كتبت صحيفة (المستقبل) أن اللبنانيين "يتفرجون في هذه الأيام باندهاش مشوب بقلق، على الحملة التعبوية التي ينظمها (حزب الله) من ألفها الى يائها في شأن عرسال وجرودها... يتفرج اللبنانيون ويسألون، لماذا فجأة يريد الحزب قرارا من الحكومة، ولماذا يريد أن يتولى الجيش مهمة التحرير". وخلصت الصحيفة، الى إنها "أسئلة بسيطة، الجواب عنها عند (حزب الله) وحده، واللبنانيون بانتظار تلك الأجوبة".