أظهرت وثائق دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس" تدخل دبلوماسيين أميركيين لإقناع زعماء العالم بشراء طائرات "بوينغ" الأميركية بدلا من منافستها الأوروبية "إيرباص"، وأشارت الى ربط الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بين صفقة لشراء طائرات تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار مقابل حصوله على طائرة مثيلة لطائرة الرئيس الأميركي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الوثائق التي نشرها موقع "ويكيليكس" تظهر أن دبلوماسيين أميركيين عملوا "كوكلاء تسويق" لتقديم عروض إلى زعماء دول ومدراء تنفيذيين في قطاع النقل الجوي، كما تشير إلى استمرار تسجيل حالات استخدام الرشاوى أو دفع المال لأشخاص يلعبون دور الوسطاء، على الرغم من أن شركة "بوينغ" تقول إنها ملتزمة بتفادي الصفقات التي يشوبها الفساد. وتعترف وزارة الخارجية الأميركية بأن الدبلوماسيين يلعبون دوراً مهماً في مساعدة "بوينغ" على الرغم من توقيع اتفاق بين الولاياتالمتحدة والقادة الأوروبيين قبل عقود ينص على إبعاد السياسة عن المسألة. وتعتبر الإدارة الأميركية شركة "بوينغ" أساسية لجهة خلق فرص عمل للأميركيين. وتشير إحدى الوثائق إلى صفقة مع السعودية بقيمة 3.3 مليار دولار تم الإعلان عنها في نونبر الماضي. ويبدو أن العمل على إتمام الصفقة بدأ منذ عام 2006، حين سلم المسؤول في وزارة التجارة الأميركية إسرائيل هرنانديز رسالة شخصية من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى مكتب الملك عبد الله في جدة، يحثّ فيها الملك على تحديث الخطوط الجوية السعودية ب43 طائرة جديدة من طراز "بوينغ" وشراء 12 طائرة للأسطول الملكي، الذي تستخدمه العائلة المالكة. وأفادت الوثيقة أن الملك قرأ رسالة بوش وقال إن طائرات "بوينغ" هي المفضلة لديه، مشيراً إلى أنه رفض شراء طائرتين جديدتين من نوع "إيرباص" وفضّل طائرتيّ "بوينغ" مستخدمتين قليلاً. غير أن الملك اشترط أمام هرنانديز بأن يبلغ الرئيس والسلطات المعنية أنه يريد "كل التقنيات التي يملكها صديقه الرئيس بوش على متن طائرة أيرفورس وان" (الطائرة الرئاسية الأميركية)، وإنه حين يحصل على طائرته المزودة بأحدث تكنولوجيا الاتصالات والدفاع "إن شاء الله، سنتخذ قراراً سيسعدكم كثيراً". وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الولاياتالمتحدة حدثت طائرة الملك عبد الله من دون أن يعطي تفاصيل إضافية لأسباب أمنية. كما أن العاهل الأردني عبد الله الثاني أبلغ السفير الأميركي عام 2004 أنه اتخذ قراراً سياسياً بشراء طائرات "بوينغ" على الرغم من أن شركة "إير باص" قدمت عرضاً أفضل. وفي عام 2007، مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على البحرين لإلغاء صفقة شراء طائرات "إير باص" أقل كلفة من طائرات "بوينغ" ب400 مليون دولار، وأقنعت المسؤولين بأن الرئيس بوش سيوقع على الصفقة أثناء زيارته المملكة، ما دفع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إبلاغ المسؤولين البحرينيين أنه مستعد لزيارة المملكة بعد زيارة بوش، غير أن زيارته ألغيت بعد التوقيع على اتفاقية "بوينغ". وطلبت بنغلاديش الحصول على حقوق هبوط في مطار "جون كنيدي" في نيويورك مقابل شراء طائرات "بوينغ"، فيما طالبت تركيا بمساعدتها في برنامجها الفضائي وإرسال رائد فضاء تركي على متن رحلة فضائية للناسا.