نساءُ المغربِ يلاقِين تمييزًا كبيرًا في المجتمع، لا بالقيَاس إلى المرأة الأوروبيَّة فحسبْ، لكنْ حتَّى بالمقارنة مع الإفريقيَّات، حيثُ كشفَ تقريرٌ حول التمييز ضدَّ المرأة، نشرهُ البنكُ الإفريقي للتنمية، مؤخرًا، تبوُّأ المغرب المرتبة السَّادسة والعشرين من أصل اثنين وخمسِين بلدًا شُمِل بالدراسة. المغربُ الذِي أقرَّ "مدونة الأسرة" قبلَ أزيد من عقد، حلَّ في مرتبةٍ متأخرة على المستوى المغاربِي، بعدما تفوقتْ الجزائر بحلولها في المرتبة الحاديَة والعشرين، في الوقت الذِي كانت تُونس أفضلَ دولةٍ بالمنطقة منْ حيث ضعف التمييز ضدَّ المرأة، وإنْ لمْ تكن قدْ حلَّت بدورها سوى في المرتبة السابعة عشرة قاريًّا. ومن النقاط التِي دحرت المغرب في التصنِيف الإفريقي، الفوارق الاقتصاديَّة القائمة بين الرجال والنساء، والفرص المتاحة أمام المرأة للولوج إلى سوق الشغل وعالم المقاولة، وكذا الحصُول على التمويلات، إذْ حلَّ المغرب في المجال في المرتبة 42 من أصل 52 إفريقيًّا. بيدَ أنَّ المغرب وإنْ تعثَّر على المُستوى الاقتصادِي للنساء، سجل نقاطًا إيجابيَّة في مجالات أخرى، كما هو الحالُ بالنسبة إلى تمدرس الفتيات وكذا وفيات الأمَّهات، حيث تبوَّأ المرتبة الثالثة عشرة، إضافة إلى تقدم على مستوى عدد البرلمانيَّات النساء. في غضُون ذلك، كانت بلدان إفريقيا جنُوب الصَّحراء، أفضل حالًا من حيث المساواة بين الرجال والنساء، إذ تأتي في الصدارة كلٌّ من جنُوب إفريقيا، ورواندَا وناميبيا، بينما لمْ ترد أيُّ دولة مغاربيَّة أوْ عربيَّة في قائمة أفضل الدول العشر الأول في إفريقيا. ويظهرُ أنَّ التقرير أنَّ بالرُّغم من حصُول تقدم على مستوى انخراط النساء الإفريقيات في سُوق الشغل، إلَّا أنَّ أغلبهنَّ لا يزلن في طور مشاريع صغرى أوْ وأوراش تشتغلُ في نطاق الاقتصاد غير المهيكل، ذلكَ أنَّ 15 بالمائة فقطْ من المشاريع المندرجة ضمن القطاع المهيكل بالقارة السمراء تديرها نساء. التقرير ذاته، يوردُ أنَّ لدى نساء إفريقيا القدرة على أنْ يساهمن أكثر في النمو الاقتصادِي، لوْ أنَّ الفرص أتيحت أمامهنَّ، إذْ يشتغلن في الغالب في مشاريع هامشيَّة، ولا يملكن بسبب شيُوع بعض الأعراف الحق في امتلاك الأراضي، التي قدْ تشكلُ منصَّة انطلاق نحو تطوير مشاريعهن. أمَّا على صعِيد الولوج إلى الخدمات الصحيَّة والتنمية البشريَّة، فكانت التُّونسيَّات في المرتبة الثانيَة على المستوى الإفريقي، فيما جاءت الجزائر السَّابعة قاريًّا، علمًا أنَّ وفيات الأمهَات في إفريقيا هبطت بصورة جد ملحوظة خلال عشر سنوات، لتصل إلى ناقص 37 بالمائة.